عنوان الموضوع : التعامل مع الطفل سريع الغضب
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
التعامل مع الطفل سريع الغضب
من المعلوم أن الغضب (Anger) هو حالة انفعالية يشعر بها كل إنسان، فماذا عن غضب الأطفال، وهل يختلف من طفل إلى آخر من حيث الأسباب والدرجة والنوع؟
«سيدتي» اطلعت من الاختصاصية غدير محمد أحمد بالحمر عن اختلاف سلوك الطفل الغاضب من سنّ إلى أخرى، وكيفية تعديله.
.
هناك مراحل لنمو وسرعة الغضب لدى الطفل، وهي على الشكل التالي:
مرحلة المهد
(من الولادة حتى عمر سنتين)
إن استجابات الأطفال للغضب في هذه المرحلة العمرية تكون مباشرة وبدائية، ومع نموهم تصبح هذه الاستجابات أقل عنفاً وأكثر رمزيةً. فالطفل الذي يبلغ 15 شهراً يعبّر عن غضبه بالصراخ والبكاء، أما الطفل في سن 18 شهراً فيعبر عن غضبه برمي الأشياء أو يلقي بنفسه على الأرض احتجاجاً، ويضرب الأشياء ويركلها أو يتصارع تعبيراً عن غضبه. بالمقابل، ان الطفل الذي يبلغ الثانية من عمره يغضب إذا لم تحقّق رغباته، خصوصاً الفسيولوجية.
مرحلة الطفولة المبكرة
(من 3 سنوات إلى 6 سنوات)
إن نوبات الغضب هي من المظاهر الشائعة عند الأطفال في هذه المرحلة، وهي لا تعتبر ذات صفة مرضية إلا حينما تكون عنيفةً جدّاً ومتكرّرة بشكل زائد. ويتميّز غضب الأطفال في هذه المرحلة بالعمومية والعشوائية، ويكون متذبذباً وسريع الزوال، وأسبابه بدائية كعدم تحقيق حاجياته أو تكليفه بأعمال صعبة أو التدخل في شؤونه أو انتقاده أو مقارنته بالغير أو تفضيل آخرين عليه أو إهماله.
ورغم أن اللغة في هذه المرحلة تحلّ محل المظاهر الحركية للتعبير عن الغضب، فتجد الأم طفلها يسبّ أو يشتم أو يغيظ أو يتهكم أو يستهزئ من غيره. ولكن، من الممكن أن يستمر في القيام ببعض المظاهر الصوتية للتعبير عن غضبه وذلك عبر الصراخ والبكاء أو عبر مظاهر حركية متمثّلة في الرفس والعض والإلقاء بنفسه على الأرض أو مظاهر عدائية كتحطيم الأشياء أو إتلاف الممتلكات.
المرحلة المدرسية
(من 6 سنوات إلى 10 سنوات)
يوجّه الطفل غضبه في هذه المرحلة العمرية نحو شيء أو شخص معين، وتصبح الأسباب الاجتماعية من أكثر الأسباب المثيرة للغضب وخصوصاً علاقته بأقرانه. ويتركز التعبير عن الغضب في المضايقات الكلامية والتهكم، اذ إن الطفل في السابعة من عمره يخف عنده التعبير الحركي عند الغضب، وإن كان يلاحظ على بعض الأطفال قليل من الركل والقذف بالحجارة. أما عندما يبلغ الطفل الثامنة من عمره وما بعدها فيقلّ لديه العدوان الجسمي ويحلّ محلّه الجدال اللفظي، السباب، إظهار عدم الموافقة على السلوك، وهذا يعني أن الطفل يتحوّل من إلحاق الأذى بالفرد إلى مجرد الرغبة في جرح شعوره.
الحلول ذهبية
وتقدّم الاختصاصية غدير بالحمر بعض المقترحات عن الأساليب الذكية التي يجب على الأم إتباعها مع طفلها السريع الغضب:
> الهدوء: من الممكن السيطرة على غضب الطفل إذا نظرنا إلى سلوكه بشيء من الهدوء والاتزان والتسامح أثناء نوبة الغضب حتى يجتازها، فلا يغضب الآباء أو يحاولون عقابه أو ضربه حتى لا يزيدوا من توتره. وتجدر الإشارة إلى أن المربي الغاضب ليس أفضل من الطفل الغاضب، والصراخ في وجه الطفل بهدف اسكاته يعطيه نموذجاً يحتذى في علاج المواقف العصبية أو الإحباط.
> الوقوف على أسباب الغضب: قد يكون الغضب دلالةً على احتجاج لاشعوري عمّا يعوق رغبة من رغبات الطفل الأساسية كالجوع أو المرض البدني، فعندما يطلب الطفل مثلاً الطعام لأنه جائع ولم يُطهَ هذا الأخير بعد أو انه ساخن، فمن الممكن إلهاء الطفل عبر اعطائه حبة من الفاكهة أو سرد حكاية بسيطة له يبدأ على اثرها بالتفكير في أحداثها مما يقلّل من توتره ورغبته في الطعام ما يحوّل تفكيره وشدة جوعه إلى ما يخاطب انشغاله، فيمتص غضبه وتقل حدته.
> الدعابة: تتمثّل في تغيير سلوك الطفل أثناء غضبه عن طريق الضحك، الابتسامة، الملامسة الجسدية كالتقبيل، كون ذلك يقلّل من حدة الغضب بشرط أن تكون مرتبطة بملابسات الموقف. فعندما يبكي الطفل بشدّة وهو في حالة من الغضب لأنه يود الحصول على لعبة معينة، من الممكن تقليد صوته الباكي.واذا كان بدايةً سيغضب، وقد يضيف إلى البكاء بعض الحركات كالرفس وغيرها. ولكن مع استمرار التقليد من قبل المربي سيبدأ في التفكير بأن هذا البكاء قد يتحوّل إلى لعبة مسلية فيقوم بتغيير نغمات صوته وحركاته لأنه ينتظر من يقلّده، فبذلك يمتص غضب الطفل، حيث إنه يبدأ بالضحك على من يحاول تقليده.
> عدم اللجوء للضرب أو العقاب: يجب عدم اللجوء للضرب والعقاب كمحاولة لإسكات الطفل أثناء نوبة الغضب، لأن شدة الضغط تولّد الانفجار، فقد يظهر الطفل في بادئ الأمر طاعته خوفاً من العقاب إلا أنه يظهر بالسلوك غير المرغوب فيه حينما تتاح له الفرصة.
> مساعدة الطفل على ضبط النفس وتهذيب السلوك: لا يعني ذلك أن ندربه على بلادة الإحساس بل تعويده فقط على السيطرة على رغباته، وأن ينفعل بحدود معقولة، فعلى سبيل المثال، عندما يأخذ صديقه القلم منه بدون استئذان نجده يغضب وقد يقوم بضربه. ومن هنا، يأتي وجوب غرس القيم السليمة منذ مطلع أيامه الأولى، فعلى سبيل المثال، اخبري ولدك عن أهمية التسامح وأن الانتقام لا يجدي نفعاً وذلك عن طريق القصص وغيرها من الوسائل التي تغرس وتعلّم السلوكيات الإيجابية بالإقناع والهدوء، وأن من حقه التعبير عن غضبه إذا لم تتحقق رغباته، وأنه يمكنه أن يعدّل سلوكه حتى يتناسب مع ما يفعله الآخرون.
> تعويد الطفل على تحمّل الإحباط: وذلك من خلال عدم توفير مطالبه كلّها في الحال، بل يمكن تأجيل بعضها لوقت لاحق حتى لا يعتاد أسلوب البكاء والغضب حينما يريد تحقيق رغباته، وحتى لا يتعرّض للإحباط حينما تواجهه عقبة فيما بعد. ومع ذلك، يجب أن نجنّب الطفل خبرات الفشل والإحباط كلما أمكن لتوفير فرص النجاح.
> المعاملة المتوازنة للطفل من قبل المربي: لا يسرف في تدليله وتلبية كل مطالبه، كما لا يسرف في التسلّط عليه وارغامه على الطاعة العمياء، بل يجب أن يشعر الطفل بأن المربي ما هو إلا ناصح ومرشد وليس صيّاداً للأخطاء التي يرتكبها أو سلطة للكبت والقهر. وبالتالي، يتعوّد الطفل على الثقة في المربي وعدم اللجوء للغضب والصراخ للتعبير عن سخطه أو تلبية مطالبه.
> شغل أوقات الطفل بما يتفق مع إمكانياته وميوله: يتم ذلك عن طريق دفعه إلى القيام بالنشاط المحبّب إليه ليجد فرصةً للعب في الهواء الطلق، فيريح أعصابه ويجدّد نشاطه، مع ضرورة إبلاغه بالوقت المسموح له باللعب أو الرسم أو ممارسة أي نشاط يقوم به وإعلامه بذلك قبل انتهاء الوقت بعشر دقائق، لأن هذا يعطي فرصة للطفل للإستعداد للإنتهاء من عمله.
> تفادي المواقف: يجب تفادي المواقف التي تؤدي إلى الصراعات وإثارة نوبات الغضب خصوصاً في الأماكن العامة، وهي نقطة يستغلها الطفل بشكل كبير فيتسبّب في الكثير من الإحراج ليسارع الآباء لتلبية حاجاته تلافياً لإصداره الأصوات. ولذا، على الآباء الاتفاق مع طفلهم قبل مغادرة المنزل على المكان الذي يذهبون إليه، والإمكانيات المادية المتوفرة، والوقت الذي سيقضونه في هذا المكان. فعندما يذهب الوالدان إلى «السوبر ماركت»، يمكن وضع لائحة صغيرة بحاجيات الطفل عن طريق الكتابة أو الصور أو تسجيل الطلبات في مسجل الجوّال كحل سريع تجد الأم من خلاله الطفل أكثر سعادةً وحماسةً، لأنه بدأ يشعر بالمسؤولية وأن لديه مهمة لا بد أن ينجزها، فلا يحتاج القيام بنوبات الغضب المزعجة! ومن الأمور المهمة أن نُعلم الطفل بخصوصيات كل مكان نأخذه إليه، فعندما نذهب إلى المستشفى نعلمه أنه مكان يستضيف المرضى، ويجب علينا ألا نصدر الأصوات العالية، وأن نمشي بهدوء لأننا لا نحب أن نزعج الآخرين، وبالتالي يشعر الطفل بقيمة هذه المعلومات، ويحاول أن يلتزم بها.
أمّا بالنسبة للأطفال الذين يخلّون بالاتفاق بمجرد وصولهم للمكان ويبدؤون بالصراخ والبكاء للحصول على ما يريدون، ففي هذه الحالة تجاهلي سلوك طفلك ودعيه يبكي ويرفس ويصرخ. وبعد فترة، سوف يتعب ويتوقف من تلقاء نفسه مع إعطائه فرصة أخرى عند ذهابك للمكان مرّة أخرى.
> العدّ من 1 إلى 10: من الوسائل العلمية الخاصة بالمربي و التي تحد من غضبه قبل الحكم على سلوك الطفل الغاضب هو العد من 1 إلى 10، فهي وسيلة سوف تهدئ من ردة فعل المربي ليتمكن بالتالي من انتقاء أفضل أسلوب لتهدئة غضب الطفل.
تحيلتي لكم بستان الحب
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
يسلمووووووووووووو بس كان حطيتيه بقسم الاطفال احسن
__________________________________________________ __________
يسلمو ايديكي مشكوره حبيبتي
__________________________________________________ __________
شكرا حبيبتي جزيتي خيرا
__________________________________________________ __________
اتعلمت كتير من موضوعك جزاك الله الخير كله
__________________________________________________ __________
أَجْ ــمُلّ وَأَرَقُّ بَاقَاتُ وُرُوْدَىْ
لِمَوْضُوْعِكْ الْجَمِيلُ وَ قَلَمُكَ الْعِطْرِ
تَــ حَ ــيَاتِيْـ لَكِــ
كُلِّ الِوُدِ وَالْتَّقْدِيْرُ
دُمْتَ بِرِضَى مَنْ الْرَّحْ ــمِنْ