عنوان الموضوع : الصلاة الصلاة فكيف تصلين بخشوع في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
الصلاة الصلاة فكيف تصلين بخشوع
إن الصلاة روحها الخشوع، ولُبُّها الخضوع لله تعالى، ومتى ما فقد الخشوع منها كانت قليلة التأثير في القلب، وكان نقص الأجر فيها على فقد الخشوع.
وأما عن كيفية تحصيل الخشوع في الصلاة، فإن هذا يحتاج منك النظر في أمور:
فأول هذه الأمور: معرفة معنى الخشوع في الصلاة؟ ومعناه هو مجموع أمرين:
خضوع القلب لله تعالى، بالخوف والتعظيم والمحبة وسكون الحركات وعدم اهتزاز البدن بالحركات التي لا حاجة له بها، وهذا المعنى مأخوذ من قول الله تعالى:
{ ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت }، فبيَّن تعالى أن الأرض تكون خاشعة ثم بيَّن حالها المناقض للخشوع بعد نزول الغيث وذكر فيها أنها تهتز أي تتحرك وتربو أي تعلو، فدل على أن الحركة والعلو مناقضان للخشوع، وأن الخشوع هو خضوع القلب وسكون الحركات، وهذا أمر يحتاج لبسط ليس هذا موضعه.
والمقصود أن الخشوع هو أن تستشعري الخوف والتعظيم والمحبة للخالق الجليل عند وقوفك بين يديه مع سكون الحركات بحيث لا يعبث المصلي بيديه مثلاً لغير حاجة.
إذا ثبت هذا فإن أسباب تحصيل الخشوع في الصلاة منها ما هو قبل الصلاة نفسها، ومنها ما هو أثناءها، ومنها ما هو بعدها، فمن الأسباب التي تكون قبل الصلاة:
العناية بالوضوء والطهارة على الوجه المشروع دون تفريط أو إفراط، ومنها اختيار المكان المناسب البعيد عن الأصوات والمناظر المشغلة، ومنها تهيئة النفس قبل الصلاة بذكر الله تعالى والدعاء والنافلة قبل الفريضة.
ومن أسباب الخشوع أثناء الصلاة: استشعار عظمة الله تعالى وعظيم قدره واستشعارك افتقارك إليه واضطرارك لرحمته وذلِّك بين يديه مع التأمل عند القراءة والذكر في معنى ما تقرئين وما تذكرين، فمثلاً: إذا قرأت الحمد لله رب العالمين فتأملي في نعم الله عليك، وإذا قرأت الرحمن الرحيم فتذكري عظيم رحمته وعظيم لطفه بك، وإذا سبحت فقلت سبحان ربي الأعلى أو سبحان ربي العظيم فتذكري عظيم قدره وعظيم قوته وقهره، وإذا سجدت فتذكري ذلَّك بين يديه... وهكذا، مع وضع النظر في محل السجود.
ومن الأسباب التي تكون بعد الصلاة: المحافظة على طاعة الله والبعد عن معاصيه وعن اللغو والفضول الذي لا معنى له ولا حاجة إليه مع الاشتغال بذكر الله تعالى مع مرافقة الصاحبات الصالحات اللاتي يعنك على طاعة الله؛ فكل ذلك يكسبك الخشوع داخل الصلاة وخارجها، فإن القلب يخشع ولو كان خارج الصلاة، وقد كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إذا رأى الربيع بن خثيم – رحمه الله تعالى – يقرأ قول الله تعالى: { وبشِّر المخبتين } بظهور آثار الخشوع والسكينة على وجهه، وتمام الآية: { وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون }.
وأما عن الكتب التي تفيدك اختي في هذا الموضوع فمن أحسنها كتاب ( الخشوع في الصلاة ) للإمام ابن رجب الحنبلي، ومنها الفصل النافع العظيم الذي عقده الإمام ابن القيم في كتابه ( مدارج السالكين ) حيث بسط الكلام عن الخشوع ومعناه وحكمه.
ومما يفيدك في هذا المقام أن تعرفي أن الصلاة تصح بحمد الله تعالى ولو قصر العبد في خشوعها، فالصلاة مجزئة صحيحة ولو كانت ناقصة الخشوع ولا يلزم إعادتها لأجل نقصان الخشوع فيها.
ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا من الخاشعين المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم.
وبالله التوفيق.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
يسلم قلبك غاليتي طرح اكثر من رائع
يعطيك العافيه على طرحك المتالق
تقبلي مرروي مع اطيب الاماني
دمتي بخير
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________