عنوان الموضوع : لا تضيعي اوقات فراغك هدرا -اسلاميات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

لا تضيعي اوقات فراغك هدرا



لا تضيعي أوقات فراغك هدراً

العلامة الشيخ إبراهيم الأميني
إنّ أعمال المنزل كثيرة، وكثيرة جدّاً، وإنّ كثرتها تشغل كل أوقات المرأة التي تقوم بوظائفها على أكمل وجه، خصوصاً إذا كان لها أولاد صغار وكبار؛ وبالرغم من ذلك تبقى مسألة الفراغ قائمة عند أغلب النساء، وأن كل واحدة منهنّ تقضي أوقات فراغها على طريقتها الخاصة.
فالبعض منهنّ يتلفن أوقاتهنّ بدون عمل مفيد، من مثل التسكع في الشوارع والأسواق بدون هدف مشخّص، أو التحدث إلى الأخريات بأحاديث لا قيمة لها ولا ثمن، أو الإستماع إلى الكلام التافه الذي يبعث على الفساد والضياع.
إنّ مثل هؤلاء النساء عالة على المجتمع، وعالة على أزواجهنّ وأبنائهنّ لأنهنّ يقضين أعمارهنّ الثمينة بأقوال وأفعال لا فائدة منها ولا نفع، وأنهنّ سيندمن عاجلاً أو آجلاً ولكن في وقتٍ لا يفيد معه الندم.
إنّ العمر قصير، والوقت ثمين، وأنّ الأيام تمرّ علينا كمرّ السحاب فلِمَ نضيعها ونتلفها بدون فائدة؛ فلو أضاع الواحد منّا مبلغاً تافهاً من المال حزن واهتم، ولكنه لا يهتم ولا يحزن إذا ما ضيع عمره!.
أمّا الإنسان العاقل والفطن فلا يمكن أن يفعل ذلك، كونه يغتنم دقائق عمره إلى أبعد الحدود، ولا يترك فرصة منها إلا واستثمرها في نفعه، وحسب لها ألف حساب.
ولا يخفى على اللبيب بأنّ البطالة خسارة وأن عواقبها سيِّئة للغاية؛ وأن أغلب الأمراض العصبية والنفسية التي تصاب بها السيدات ترجع في الأساس إلى البطالة، لأنّ الإنسان العاطل دائم التفكير، ومن يغرق في بحر التفكير، يملؤه الهم والحزن، وكلما يزداد تفكيره يزاد همّه وحزنه، ومن إزداد همّه وحزنه تعبت روحه، وضعفت أعصابه، وعند ذلك سيصاب بمرض الكآبة.
فالسعيد هو مَن يعمل، والبائس هو مَن يفكر، وأنّ العمل ليبعث على السعادة والسرور، والبطالة تبعث على الخمول والكسل.
أليس من الغبن أن يتلف الإنسان عمره بدون أن يحصل على نتيجة مرضية؟.
سيدتي المحترمة! يمكنك الفوز بربح كثير لو عرفتِ كيف تستفيدي من أوقات فراغك على قلّتها، حيث يتأتى لك أن تطالعي الكثير من الكتب العلمية لتحصلي على معلومات لم تكن تعرفيها من قبل.
فهناك الكثير من الكتب التي تعنى بالتاريخ والأخلاق والأدب والكيمياء والفيزياء وما إلى ذلك من العلوم الأخرى والتي يمكن أن تحصلي عليها بسهولة، فلا تفوّتي الفرصة عليك، واعلمي بأن كسب العلم عزّ ورفعة وسمو، ناهيك عن مسألة الإستئناس، والتلذذ بإدراك الحقائق التي تحيط بنا من كلّ جانب.
هذا بالإضافة إلى أنك ومن خلال المطالعة الكثيرة، تستطيعين أن تمارسي كتابة المقالات المفيدة، وترسليها إلى الصحف والمجلات ليستفيد الناس منها، وتستفيدين أنك كذلك، حيث أنّ الكتابة والمطالعة والتحقيق بالأمور العلمية يشعر الإنسان بوجوده، ويزيد من إحترامه لنفسه، ناهيك عن أن ذلك قد يدرّ على الفرد أموالاً طائلة، ولا تظني بأنّ الإنشغال بالتدبير المنزلي لن يسمح لك بالموفقية، كلا، فلو حاولت ذلك لبلغت ما تريدين، ولا تقولي بأنّ المؤلفات والآثار العلمية التي صدرت عن كثير من النساء هي حصيلة بطالتهنّ، وتنكرهنّ للأعمال المنزلية.
إن تلكم النساء – وبالرغم من مشاغلهنّ البيتية الكثيرة – كن يقرأن ويطالعن ويؤلفن الكتب، ويكتبن القصص والحكايات، والمسائل العلمية الطريفة، ومثالاً على ذلك السيدة (دورتي كارنيجي) التي ألّفت كتاباً مهما وقيّماً حيث نفذ من الأسواق بسرعة فائقة، وكانت في الوقت ذاته تهتم بأمور منزلها إضافة لمدّ يد المساعدة لزوجها (ويل كارنيجي) ولقد كتبت تقول:
"لقد كتبت القسم الأعظم من كتابي هذا عندما كان طفلي الصغير ينام ساعتين في النهار فاستغلّ تلك الفرصة، وامضي في عملي العلمي، وإنّ الكثير من مطالعاتي كنت أقوم بها حينما أذهب إلى الحلاقة لأجلس تحت جهاز تجفيف الشعر".
إنّ من بين النساء، الكثير من المحققات والكاتبات المتمرسات من اللواتي قدّمن خدمات علمية جليلة وحجّة للمجتمع الإنساني المعاصر؛ وأنتِ كذلك تستطيعين أن تكوني مثلهنّ وتتحملي مسؤولية مثل هذه الأعمال الرائعة، فإن كان زوجك محققاً أو عالماً يمكن أن تكوني له عوناً في تحقيقاته العلمية، وتشتركين معه في مطالعاته الكثيرة.
واعلمي أن من الغبن أن تكوني من ذوات المؤهلات العلمية، ولا تطالعي شيئاً، أو تعملي على تحقيق أحد الكتب التي يمكن أن يستفيد منها المجتمع الإنساني.
قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع): "لا كنز أنفع من العلم".
قال الإمام الباقر جعفر بن محمد (ع): "ما من عبدٍ يغدو في طلب العلم ويروح إلا خاض الرحمة خوضاً".
وقال الرسول الكريم (ص): "نعم اللهو، المغزل للمرأة الصالحة".

أمّا إذا لم يكن لديك رغبة في المطالعة والتحقيق والكتابة، يمكنك أن تشغلي نفسك بالخياطة والتطريز، أو الرسم والتصوير، وما إلى ذلك من المسائل التي تودين أن تعملي بها، وهذه كلّها من المسائل التي تنمّي الذوق، وترتّب الفكر، بالإضافة إلى أنها يمكن أن تكون مصدراً مادياً يسهم في دعم ميزانية الأسرة.
- عمل السيدات:
صحيح أن من واجب الرجال شرعاً هو الكدّ على الأسرة لتأمين مصاريفهما المادية، وأنّ الزوجة غير مسؤولة عن ذلك، ولكن هذا لا يمنع من أن يكون للسيدات عمل يشغلن به أوقات فراغهنّ؛ وقد أكّد الإسلام على ذلك من خلال ذمّه للبطالة.
قال الإمام الصادق جعفر بن محمد (ع): "إنّ الله يبغض كثرة النوم، وكثرة الفراغ".
وقال أيضاً (ع): "كثرة النوم مذهبة للدين والدنيا".
"وكانت فاطمة بنت محمد (ص) تعمل في البيت ولا تملّ من ذلك".
ينبغي للإنسان أن يعمل سواءً أكان محتاجاً لذلك أو غير محتاج، ويجب عليه أن لا يُذهب عمرهُ هدراً، بل عليه أن يعمل ليعمّر الدنيا والعالم، فإن كان محتاجاً صرف ما يؤول إليه من أموال على أسرته، وخرج من حالة البطالة وسلم من الأمراض النفسية والجسمية، وفساد الأخلاق.
إنّ أفضل ما تقوم به النساء المتزوجات هو ما يكون في المنزل، وأعني بذلك التدبير المنزلي، وحضانة الأولاد، ومداراة الزوج، فإن فعلن ذلك بشكل حسن، بدّلن منازلهنّ إلى رياض نضرة، وإلى أماكن للإستراحة واللهو البريء، وهذا لا يتم إلا بمجاهدة أنفسهنّ؛ وهو ما يُعتبر جهاداً في سبيل الله تبارك أسماؤه.
قال رسول الله (ص): "جهاد المرأة حسن التبعّل لزوجها".
لذا ينبغي بربّة البيت – علاوة على إدارة المنزل وحضانة الأطفال – أن تهتم بالمطالعة والتحقيق والكتابة، والإنشغال بالأعمال الفنية المفيدة من مثل الرسم والخط والحياكة، وما إلى ذلك من الأعمال التي تدرّ عليها بعض المبالغ لتعين بذلك ميزانية الأسرة الإقتصادية، وبالتالي تساهم في رقيّ البلد الإقتصادي.
قال أميرالمؤمنين علي (ع): "إنّ الله يحب المؤمن العامل الأمين".
على أيّة حال، يجدر القول هنا بأنّ أفضل الأعمال هي تلك التي تقومٍ بها السيدة داخل منزلها من مداراةٍ للزوج، وأعمال بيتية، وحضانة.
أما النساء اللواتي يرغبن في العمل خارج المنزل، ويشعرن بضرورة القيام بذلك العمل، فإن أفضل ما يمكن أن يقومَن به هو الإشتغال بالتعليم، أو التمريض والتطبيب؛ كون هذه الأعمال الظريفة تتناسب وطبيعة السيدات اللطيفة، وكونها لا تضطرهنّ إلى الإختلاط الكثير بالرجال.
وهذه بعض التوصيات للسيدات اللواتي يرغبن في العمل خارج المنزل:
1- عليكن بمشورة أزواجكن حينما ترغبن في العمل خارج المنزل، لأنّه يستطيع أن يقدّر ذلك، ولا تعملن بدون إطلاعهم أبداً، فإن فعلتنّ ذلك، كنتن السبب في خراب البيت، وتلاشى الصفاء الذي يمكن أن يعمّ الأسرة فيما إذا كان هناك تفاهم مع الزوج بصدد هذا الموضوع.
وأوصي الأزواج الذين لا يرون مانعاً في عمل زوجاتهم، بعدم التعنت والعناد، لأنّ ذلك لا خير فيه ولا فائدة، وإن عمل السيدات لا يتعدى أن يكون خدمة للمجتمع، وإعانةً للوضع الإقتصادي العائلي.
2- على النساء مراعاة الحجاب الإسلامي بشكل دقيق إذا رغبن في العمل خارج المنزل، بعيداً عن التبذل والتبرّج والتزيين، واجتناب الإختلاط بالرجال الأجانب ما استطعن إلى ذلك سبيلاً؛ وليعلمن بأن مكان العمل هو مكان خدمة لا مكان منافسة إستعراضية للمحاسن، ولذا ينبغي للنساء أن يحفظن عفافهنّ ويبتعدن عن المزاح والضحك مع الرجال لأن ذلك ليس من الإسلام في شيء، وأن ذلك يسبب تعريض السيدة إلى التهمة، ناهيك عن إثارة الزوج وتحريكه سلباً ضد ممارسة السيدات للأعمال في دوائر الدولة، وفي المؤسسات الحكومية.
وبناء على ذلك نقول للسيدة الرزنة، بأنّها يمكن أن تتبرّج لزوجها فقط، وأن تتزين له داخل بيتها، ولتعلم أن ذلك ما أمر به الإسلام العظيم.
3- إنّ زوجك وأولادك وبالرغم من عملك خارج المنزل يتوقعون إهتمامك بشؤونهم، فلا تغفلي عن تنظيف المنزل، وطبخ الطعام، وغسل الصحون، والملابس.
إنّ منزلك يجب أن يكون كبقيّة المنازل، بل أفضل؛ وأنّ العمل خارجه لا يسوّغ لك أن تكوني سبباً في إمتعاض زوجك وأولادك منك من خلال تركك لتنظيم وترتيب أمورهم البيتية.
ولا بأس هنا من الإشارة إلى أنّ الواجب العرفي يحتم على الأزواج إعانة مثل هؤلاء الزوجات في الأمور المنزلية، وحضانة الأولاد، هذا إذا كان الأزواج يرغبون في ديمومة أعمال زوجاتهم المنزلية والإدارية على السواء، وإلا فلا ينبغي لهم أن يتوقعوا تمكن زوجاتهم من إدامة أعمالهنّ على الوجه الأكمل، وأن توقع ذلك لا يتطابق ومقتضيات الشرع الحنيف، ولا ينسجم مع الإنصاف والضمير.
4- إذا كان للزوجة طفل، فلا بأس من وضعه في أحد دور الحضانة، أو تركه عند مَن يؤتمن بهم؛ ولا ينبغي تركه وحيداً داخل المنزل، لأنّ ذلك قد يؤدي به إلى ما لا تحمد عقباه، ناهيك عن بروز الأمراض النفسية التي يسببها الخوف والشعور بالوحدة.
5- إذا شعرتِ بضرورة تبديل عملك بعمل آخر، وجب عليك إخبار زوجك بذلك، فإن لم يوافق، فلا تركبي رأسك، ولا تعانديه، لأنّه أعلم بصلاح ذلك الأمر منك، واسعِ دائماً لإنتخاب الأعمال التي لا تجعلك كثيرة التماس مع الرجال، هذا بالإضافة إلى الإلتزام بالحجاب، وعدم التبرّج والتزين.
المصدر: كتاب نظام الحياة الزوجية
منقول


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


جزاك الله خيرا اختي
نصائح قيمة جدا للنساء وكيفية استغلال اوقاتهن بايجابية
في ميزان حسناتك ان شاء الله


__________________________________________________ __________

جزاكي الله الف خير


__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السلام عليكم
جزاك الله خيرا اختي
نصائح قيمة جدا للنساء وكيفية استغلال اوقاتهن بايجابية
في ميزان حسناتك ان شاء الله

الله يجزاك خير يااختي


__________________________________________________ __________

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اشراق الشموس
جزاكي الله الف خير

شكرا وجزاك الله خير