عنوان الموضوع : السكري ومضاعفاته واحتمالات تأثيره على الإناث والحو لتأخر الحمل
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
السكري ومضاعفاته وتأثيره على الإناث والحوامل
ان السكري من الحالات المرضية المعروفة من قبل والشائعة في هذا العصر يصيب الذكور كما يصيب الإناث على حد سواء في جميع أطوار حياتهم حتى الجنين وهو في رحم أمه يؤثر عليه ويعرف السكري بارتفاع نسبة السكر في الدم عن معدله الطبيعي مما يحدث تسرب جزء منه في البول إذا ما وصل السكر في الدم إلى حد معين حيث لا تستطيع الكلي أن تحجزه .
والمعروف عن السكري أنه ليس بالمرض المتوحد (المنفرد) كونه يظهر مصاحباً لعدد من الأمراض التي تؤدي إلى إحداثه ويؤدي الى احداثها وهو من نتيجة الاضطرابات في أفراز هرمون الأنسولين من خلايا بيتا من جزر الغدد الصماء الموجودة في البنكرياس ذلك الهرمون الذي يعمل على تحويل الجلوكوز الموجود في كل خلية من خلايا الجسم إلى طاقة إذ أنه عامل مساعد في عملية الاحتراق داخل الخلية التي يحرقها الجسم لتوليد الطاقة اللازمة لاستمرار الحياة فيها وعلى ذلك فإن انعدامه أو نقصانه يؤدي إلى تراكم كمية كبيرة من الجلوكوز في الدم ودخول كمية منه إلى الخلايا التي لا غنى عنها إلى طاقة .
والسكري أما أن يكون في حالة من الحالات التي يولد بها الإنسان مثل السكري الذي يتواجد في صغار السن أو أن يكون مكتسباً كما هو الحال عند متوسطي الإعمار وكبار السن وهكذا يكون السكري في الإناث والحوامل فأما أن يكن مصابات به قبل الحمل وكان معروفاً لديهن أو أنه كان غير معروف فظهر عندهن أثناء حملهن .
ولحالات السكري أعراض وعلامات تختلف باختلاف مراحله وتطوره حيث تبدأ هذه الأعراض بظاهرة الإكثار من شرب الماء والرغبة الشديدة في تناول الطعام وبنهم للشعور المتواصل بالعطش والجوع وكذلك إلى كثرة التبول والحاجة إلى تكرار ذلك مما يؤدي إلى السمنة المفرطة أو النحافه الشديدة .
وعن مضاعفاته فإنه لا يترك عضو من أعضاء الجسم الا وقد يحدث فيه أثر من أثاره المرضية هذا أن ترك يستفحل في الجسم فهو يمكن أن يؤثر مرضياً على الأوعية الدموية التي توجد في كل أجزاء الجسم فيصيب الدماغ والعين والقلب والكلي وكذلك يصيب الأطراف والجلد مما يؤدي إلى أضرار جسيمة في هذه الأعضاء حيث أن إصابة الأوعية الدموية في العين قد تؤدي في نهاية الأمر إلى فقدان الرؤية وإصابتها في الدماغ والقلب قد تؤدي إلى أحداث جلطة دموية مما قد يتلف أنسجة هذه الأعضاء التي بدورها قد تؤدي إلى شلل أو إلى ضعف في عضلات القلب وكذلك إلى ما يسمى بالذبحة الصدرية في حين أن إصابة الأوعية الدموية في الكلى قد تؤدي إلى قصور في أعمالها الوظيفية مما ينتج عن ذلك تراكم السموم في الجسم كما أنه يؤثر على الجهاز العصبي فيحدث بما هو معروف بالغيبوبة وذلك نتيجة تراكم المواد الناتجة عن احتراق المواد الدهنية للحصول على الطاقة بدلا من احتراق المواد السكرية (الجلوكوز) لغياب هرمون الأنسولين مما يؤدي جراء ذلك إلى ما يسمى بالغيبوبة. محدثين رائحة مميزة الصادرة من إفرازات أجسامهم وإطراحاتهم الغازية والعرقية والبولية تشبه رائحة مادة الاستون كما يطرأ عليهم تغيير ملحوظ في آلية عملية التنفس أثناء الشهيق والزفير.
وعلى ذلك فإنه حينما تكون الأنثى والحامل مصابه بالسكري فإن كل ما ذكر سابقاً قد تصاب بها وبالتالي قد يصاب الجنين الذي في رحم أمه وذلك قبل أن يرى النور نتيجة العوامل والمؤثرات الذي يحدثها السكري أن لم يتقي جوانبه حيث يبدأ الجنين الذي ينمو في رحم أمه بأخذ كمية كبيرة من سكر دم الأم فيزيد من وزنه زيادة غير طبيعية في الوقت الذي يختل فيها نسبة السكر في دم الأم من نقصان في بداية أشهر الحمل الأولى إلى زيادة فيه بدرجة كبيرة في الشهور الأخيرة من الحمل الشيء الذي يصعب التحكم فيه بعد ذلك مما يؤدي إلى موت الجنين وهو في رحم أمه أو يولد بولادة مبكرة بوزن فوق المعتاد بكثير إذ قد يصل أحياناً إلى أكثر من ستة كيلو غرامات مما يتوجب إلى إجراء عملية قيصرية لولادته حفاظاً على حياة الحامل والجنين .
ولضمان سلامة الحامل والجنين والحيلولة دون الوصول إلى هذه المضاعفات يجب المحافظة على معدل السكر في الدم في المستوى الطبيعي أو القريب منه نسبياً وهذا لا يكون إلا بالعناية المركزة للأم قبل وأثناء فترة الحمل وكذلك في المتابعة خلال الولادة وبعد الولادة .
ففي حالات السكري التي تعتمد على الأنسولين مثل حالات السكري الناجم عن انعدام الأنسولين كحالات السكري في صغار السن فإنه يلزم إعطائهم الأنسولين مدى الحياة مع المراعاة والدقة في العيار والمقدار قبل حقنه في الوقت نفسه يجب أن يكون الغذاء غذاءً متنوع وشامل على جميع المواد الأساسية لمساعدة أجسامهم على النمو الطبيعي .
وأما في حالة السكري الذي لا يعتمد على الأنسولين وهو الذي ينجم عن ضعف في إفراز الأنسولين عند متوسطي الأعمار وكبار السن فإنه يتطلب منهم تجنب الإفراط في تناول المواد النشوية والسكرية واتباع نظام غذائي حسب متطلبات أجسامهم وأعمارهم والمجهود المبذول إلى جانب العلاج اللازم مع إعطاء البعض منهم الأنسولين ذات المفعول الطويل المدى أو الحبوب المضادة للسكري وذلك تعديل نسبة السكري في الدم إلى المعدل الطبيعي أو القريب منه .
وفي حالة السكري في الإناث والحوامل فإنهن يحتجن مع النظام الغذائي العلاج بالأنسولين النقي على أن يتم ذلك تحت إشراف طبي في المراكز المتخصصة التي تشمل على جميع الاختصاصات الطبية وكذلك على الاختصاص في الغذاء والتغذية على أن تكون هذه الفحوصات دورية وأسبوعية جنباً إلى جنب من قبل أهل الاختصاص وعلوم النسائية والتوليد في رعاية الحامل والجنين .
هذا ومع أن العلاج يتم تحت أشراف الأطباء الاختصاصيين في هذا المجال إلا أنه من الضروري أن يكن المصابات بالسكري على إطلاع والمام واسع عن السكري وأعراضه بل وعن علاجه ليتمكن من معرفة حالاتهن وكذلك معرفة المواد الغذائية التي يتناولها وقيمتها الغذائية بالسعرات الحرارية لوضع نظام غذائي متنوع وشامل لأنفسهم موزع على فترات اليوم والليلة وأيضاً معرفة إجراء الفحوصات المخبرية للسكر في الدم والبول والقدرة على تقييمها ما يُمكن الإناث المصابات بالسكري في أن يحملن ويضعن حملهن بأمان وأطمئنان سالمات معافيات بأذن الله وللعلم فقد أثبتت الإحصائيات العلمية للسنوات الأخيرة مقارنة بالسنوات التي سبقتها انخفاض ملحوظ في نسبة الوفيات في الأجنة عند الحوامل المصابات بالسكري اللآتي تم الإشراف عليهن وعلاجهن من قبل المراكز المتخصصة مما أتيح لكثير من الإناث المصابات بالسكري الإنجاب بسلام والتمتع بنعمة الأمومة .
Mohamed Ali Mattar;MD,AFRCS
Consultant Vascular Surgery
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________