عنوان الموضوع : خطورة الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
خطورة الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ...
لا ينتهي عجبي من القائمين على كثير من المنتديات في نشرهم لتلك الأحاديث الموضوعة ،
وتركهم لآلاف الأحاديث الصحيحة المرفوعة ، في الصحيحين وفي غيرهما ،
مع عدم التفاتهم للأحاديث المروية في تغليظ الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ،
كقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في مقدمة الصحيح من حديث المغيرة بن شعبة :
( من حدث عني بحديث يُرَى أنه كذب فهو أحد الْكَاذِبِينَ )
قال الإمام النووي رحمه اله في " شرح مسلم " :
( وأما فقه الحديث فظاهر ففيه تغليظ الكذب والتعرض له ،
وأن من غلب على ظنه كذب ما يرويه فرواه كان كاذبا ،
وكيف لا يكون كاذبا وهو مخبر بما لم يكن . )
وقوله صلى الله عليه وسلم :
( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )
وهذا الحديث اتفق البخاري ومسلم على إخراجه في صحيحيهما ،
من حديث علي والزبير وأنس وأبي هريرة وغيرهم ، قاله النووي رحمه الله في " شرح مسلم "
ثم قال رحمه الله تعالى في بيان ما اشتمل عليه هذا الحديث من فوائد وقواعد :
( الثالثة ( أي : الفائدة الثالثة ) : أنه لا فرق في تحريم الكذب عليه صلى الله عليه وسلم
بين ما كان في الأحكام وما لا حكم فيه كالترغيب والترهيب والمواعظ وغير ذلك ،
فكله حرام من أكبر الكبائر وأقبح القبائح بإجماع المسلمين الذين يعتد بهم في الإجماع ،
خلافا للكرامية الطائفة المبتدعة في زعمهم الباطل أنه يجوز وضع الحديث في الترغيب والترهيب ،
وتابعهم على هذا كثيرون من الجهلة الذين ينسبون أنفسهم إلى الزهد أو ينسبهم جهلة مثلهم ،
وشبهة زعمهم الباطل أنه جاء في رواية :
( من كذب علي متعمدا " ليضل به " فليتبوأ مقعده من النار .) !
وزعم بعضهم أن هذا كذب له عليه الصلاة والسلام لا كذب عليه ،
وهذا الذي انتحلوه وفعلوه واستدلوا به غاية الجهالة ونهاية الغفلة ،
وأدل الدلائل على بعدهم من معرفة شيء من قواعد الشرع ،
وقد جمعوا فيه جملا من الأغاليط اللائقة بعقولهم السخيفة ، وأذهانهم البعيدة الفاسدة ،
فخالفوا قول الله عز وجل :
{ ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا } ،
وخالفوا صريح هذه الأحاديث المتواترة والأحاديث الصريحة المشهورة في إعظام شهادة الزور ،
وخالفوا إجماع أهل الحل والعقد ،
وغير ذلك من الدلائل القطعيات في تحريم الكذب على آحاد الناس ،
فكيف بمن قوله شرع وكلامه وحي ، وإذا نظر في قولهم وجد كذبا على الله تعالى ،
قال الله تعالى : { وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى }
ومن أعجب الأشياء قولهم : هذا كذب له ، وهذا جهل منهم بلسان العرب وخطاب الشرع ؛
فإن كل ذلك عندهم كذب عليه .
وأما الحديث الذي تعلقوا به فأجاب العلماء عنه بأجوبة أحسنها وأخصرها :
أن قوله : " ليضل الناس " زيادة باطلة اتفق الحفاظ على إبطالها ، وأنها لا تعرف صحيحة بحال ،
الثاني : جواب أبي جعفر الطحاوي أنها لو صحت لكانت للتأكيد ،
كقول الله تعالى : { فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس } .
الثالث : أن اللام في ليضل ليست لام التعليل ، بل هي لام الصيرورة والعاقبة ،
معناه أن عاقبة كذبه ومصيره إلى الإضلال به ،
كقوله تعالى : { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا }
ونظائره في القرآن وكلام العرب أكثر من أن تحصر ،
وعلى هذا يكون معناه فقد يصير أمر كذبه إضلالا ،
وعلى الجملة مذهبهم أرك من أن يعتنى بإيراده ، وأبعد من أن يهتم بإبعاده ،
وأفسد من أن يحتاج إلى إفساده . والله أعلم .
الرابعة : يحرم رواية الحديث الموضوع على من عرف كونه موضوعا أو غلب على ظنه وضعه ،
فمن روى حديثا علم أو ظن وضعه ولم يبين حال روايته وضعه فهو داخل في هذا الوعيد ،
مندرج في جملة الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ويدل عليه أيضا الحديث السابق " من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " .
ولهذا قال العلماء : ينبغي لمن أراد رواية حديث أو ذكره أن ينظر ،
فإن كان صحيحا أو حسنا قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا أو فعله أو نحو ذلك من صيغ الجزم ،
وإن كان ضعيفا فلا يقل : قال أو فعل أو أمر أو نهى وشبه ذلك من صيغ الجزم ،
بل يقول : روي عنه كذا أو جاء عنه كذا أو يروى أو يذكر أو يحكى أو يقال أو بلغنا وما أشبهه .
والله سبحانه أعلم . ) اهـ
وروى مسلم في " المقدمة " من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع )
وروى رحمه الله فيها عن أبي الأحوص عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال :
( بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع )
وروى رحمه الله عن أبي عثمان النهدي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
( بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع )
قال النووي رحمه الله في " شرح مسلم " :
( قوله : ( بحسب المرء من الكذب ) هو بإسكان السين ،
ومعناه : يكفيه ذلك من الكذب ، فإنه قد استكثر منه ،
وأما معنى الحديث والآثار التي في الباب ففيها الزجر عن التحديث بكل ما سمع الإنسان ،
فإنه يسمع في العادة الصدق والكذب ، فإذا حدث بكل ما سمع فقد كذب لإخباره بما لم يكن ،
وقد تقدم أن مذهب أهل الحق أن الكذب : الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو ،
ولا يشترط فيه التعمد ، لكن التعمد شرط في كونه إثما ، والله أعلم .) اهـ
ولذا قال الإمام مالك رحمه الله فيما رواه مسلم في " المقدمة " عن ابن وهب قال :
( قال لي مالك : اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ،
ولا يكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ما سمع . )
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذرنا في حديثه من الأخذ بأحاديث الكذابين والوضاعين ،
والإعراض عما صح عنه من طريق الأئمة الثقات المعتبرين ،
فروى مسلم في مقدمته من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( يكون في آخر الزمان دجالون كذابون ، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم،
فإياكم وإياهم ، لا يضلونكم ولا يفتنونكم )
وروى عن عامر بن عَبَدَةَ عن عبد الله بن مسعود قال :
( إن الشيطان ليتمثل في صورة الرجل ، فيأتي القوم فيحدثهم بالحديث من الكذب ،
فيتفرقون فيقول الرجل منهم : سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري ما اسمه يحدث )
وروى عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :
( إن في البحر شياطين مسجونة أوثقها سليمان ، يوشك أن تخرج فتقرأ على الناس قرآنا )
قال الفقير إلى عفو ربه :
وهذان أثران موقوفان في حكم المرفوع ، لأن مثل هذا لا يُقال بالرأي ، والله أعلم .
هذا وإني ما أطلت الجواب في هذا المقام ، إلا لأني قد ضقتُ ذرعا بما يفعله الوضاعون اللئام ،
وهذه دعوة لكل القائمين على المنتديات ، والعاملين عليها من الإخوة والأخوات ،
فأقول لهم : اتقوا الله في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولا تنشروا حديثا إلا بعد أن تتثبتوا من صحته ، وترجعوا إلى أهل الشأن القائمين على خدمته ،
فإن أكابر الصحابة والحفاظ قد تمنعوا عن الإكثار من التحديث ،
خوفا من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخولهم في هذه الأحاديث ،
فهذا أنس بن مالك يقول :
( إنه ليمنعني أن أحدثكم حديثا كثيرا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
من تعمد علي كذبا فليتبوأ مقعده من النار )
رواه مسلم في " المقدمة "
هذا أنس رضي الله عنه الذي لزم النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه عشر سنين !!!
فما ظنكم بنا نحن يا معشر المسلمين !
ولو شرعنا في ذكر الأحاديث الصحيحة الواردة في رحمة الله بعباده وفرحه بتوبتهم
لطال بنا المقام جدا ، ولكن أكتفي بالإشارة إلى بعضها ، عسى الله أن يهديهم إلى نشرها ،
والإعراض عن هذه الأحاديث الموضوعة التي لا أصل لها ،
فمنها ما أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" لما خلق الله الخلق كتب في كتاب ، فهو عنده فوق العرش :
إن رحمتي سبقت غضبي " ، وفي رواية : غلبت غضبي .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" جعل الله الرحمة مائة جزء ،
فأمسك عنده تسعة وتسعين ، وأنزل في الأرض جزءا واحدا ،
فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه "
وفي الصحيحين من حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال :
قُدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسَبْي ،
فإذا امرأةً من السَبْي تسعى إذ وجدت صبيا في السَبْي أخذته فألزقته ببطنها فأرضعته ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ "
قلنا : لا والله ، فقال : " لله أرحم بعباده من هذه بولدها "
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" أذنب عبد ذنبا فقال : اللهم اغفر لي ذنبي ،
فقال الله تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ،
ثم عاد فأذنب فقال : أي رب اغفر لي ذنبي ،
فقال الله تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ،
ثم عاد فأذنب فقال : أي رب اغفر لي ذنبي ،
فقال الله تبارك وتعالى : أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ،
قد غفرت لعبدي ، فليفعل عبدي ما شاء "
قال الإمام النووي رحمه الله في " رياض الصالحين " :
) وقوله تعالى : " فليفعل ما شاء " ، أي : ما دام يفعل هكذا ، يذنب ويتوب أغفر له ،
فإن التوبة تهدم ما قبلها (
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم "
وعند أحمد وأبي يعلى والحاكم بإسناد صحيح من حديث أبى سعيد الخدري
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" إن الشيطان قال : وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم ،
فقال الرب تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني"
وفي صحيح مسلم من حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
" يقول الله عز وجل : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أو أزيد ،
ومن جاء بالسيئة فجزاء سيئة سيئة مثلها أو أغفر ،
ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ،
ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ،
ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيتُه بمثلها مغفرة "
وقراب الأرض : أي : ما يقارب ملأها .
وفي صحيح مسلم من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ،
فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه ، فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته ،
فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح :
اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح ! )
وروى الترمذي بإسناد حسن من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى ،
يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ،
يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ،
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة )
وأخرج الطبراني في " الكبير " من حديث أَبِي أُمَامَةَ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" إِنَّ صَاحِبَ الشِّمَالِ لِيَرْفَعُ الْقَلَمَ سِتَّ سَاعَاتٍ عَنِ الْعَبْدِ الْمُسْلِمِ الْمُخْطِئِ أَوِ الْمُسِيءِ،
فَإِنْ نَدِمَ وَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ مِنْهَا أَلْقَاهَا، وَإِلا كُتِبَتْ وَاحِدَةً ".
وهذا حسنه الألباني رحمه الله في " صحيح الجامع الصغير " رقم 2097
وأختم بهذا الحديث الرائع ، الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيْهما واللفظ لمسلم
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
( أن ناسا قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تُضَارُّونَ في رؤية القمر ليلة البدر ؟ ،
قالوا : لا يا رسول الله ، قال : هل تُضَارُّونَ في الشمس ليس دونها سحاب ؟ ،
قالوا : لا يا رسول الله ، قال : فإنكم ترونه كذلك ، يجمع الله الناس يوم القيامة فيقول :
من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر القمر
ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ،
فيأتيهم الله تبارك وتعالى في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول : أنا ربكم ،
فيقولون : نعوذ بالله منك ، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا ، فإذا جاء ربنا عرفناه ،
فيأتيهم الله تعالى في صورته التي يعرفون فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه ،
ويضرب الصراط بين ظهري جهنم ، فأكون أنا وأمتي أول من يجيز ، ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ،
ودعوى الرسل يومئذ : اللهم سلم سلم ، وفي جهنم كلاليب مثل شوك السَّعْدَانِ ،
هل رأيتم السعدان ؟ ، قالوا : نعم يا رسول الله ، قال : فإنها مثل شوك السعدان ،
غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله ، تخطف الناس بأعمالهم ، فمنهم المؤمن بَقِيَ بعمله ،
ومنهم المجازى حتى ينجى ، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد ،
وأراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار ، أمر الملائكة أن يخرجوا من النار
من كان لا يشرك بالله شيئا ممن أراد الله تعالى أن يرحمه ممن يقول لا إله إلا الله ،
فيعرفونهم في النار ، يعرفونهم بأثر السجود ، تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود ،
حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود ، فيخرجون من النار وقد امْتَحَشُوا ،
فيصب عليهم ماء الحياة ، فينبتون منه كما تنبت الحبة في حَمِيلِ السَّيْلِ ،
ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد ، ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار ،
وهو آخر أهل الجنة دخولا الجنة ، فيقول : أي رب اصرف وجهي عن النار ؛
فإنه قد قَشَبَنِي ريحها ، وأحرقني ذكاؤها ، فيدعو الله ما شاء الله أن يدعوه ،
ثم يقول الله تبارك وتعالى : هل عسيت إن فعلت ذلك بك أن تسأل غيره ،
فيقول : لا أسألك غيره ، ويعطي ربه من عهود ومواثيق ما شاء الله فيصرف الله وجهه عن النار ،
فإذا أقبل على الجنة ورآها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول : أي رب قدمني إلى باب الجنة ،
فيقول الله : له أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك لا تسألني غير الذي أعطيتك ،
ويلك يا ابن آدم ما أغدرك ، فيقول : أي رب ، ويدعو الله حتى يقول له :
فهل عسيت إن أعطيتك ذلك أن تسأل غيره ، فيقول : لا وعزتك ،
فيعطي ربه ما شاء الله من عهود ومواثيق فيقدمه إلى باب الجنة ،
فإذا قام على باب الجنة انْفَهَقَتْ له الجنة ، فرأى ما فيها من الخير والسرور ،
فيسكت ما شاء الله أن يسكت ثم يقول : أي رب أدخلني الجنة ، فيقول الله تبارك وتعالى له :
أليس قد أعطيت عهودك ومواثيقك أن لا تسأل غير ما أعطيت ، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك
فيقول : أي رب ، لا أكون أشقى خلقك ، فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه ،
فإذا ضحك الله منه قال : ادخل الجنة ، فإذا دخلها قال الله له : تَمَنَّهْ ،
فيسأل ربه ويتمنى حتى إن الله ليذكره من كذا وكذا ،
حتى إذا انقطعت به الأماني قال الله تعالى : ذلك لك ومثله معه )
قال عطاء بن يزيد : وأبو سعيد الخدري مع أبي هريرة لا يرد عليه من حديثه شيئا ،
حتى إذا حدث أبو هريرة أن الله قال لذلك الرجل : ومثله معه ،
قال أبو سعيد : وعشرة أمثاله معه يا أبا هريرة ،
قال أبو هريرة : ما حفظت إلا قوله : ذلك لك ومثله معه ،
قال أبو سعيد : أشهد أني حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله ذلك لك وعشرة أمثاله
قال أبو هريرة : وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة !!!
هذا والله الموفق لما يحب ويرضى سبحانه .
منقول
قال الامام المنذري رحمه الله :
وناسخ العلم النافع :
له أجره وأجر من قرأه أو كتبه أو عمل به ما بقي خطه ،
وناسخ ما فيه إثم :
عليه وزره ووزر ما عمل به ما بقي خطه .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
مشكوووره على مرورك العطرنورتيني أختي هتون الجنوب
__________________________________________________ __________
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكورة أختي
بارك الله لك
وجزاك كل خير
__________________________________________________ __________
جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك موضوع قيم
حفظك الله
__________________________________________________ __________
مروووووووركم اسعدني الف شكر الداعية لحب الله و رسوله و نوف الجهني