عنوان الموضوع : هل من مشمر ؟ (19-22) - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

هل من مشمر ؟ (19-22)



التشميرة التاسعة عشرة
منذ أن سمع ووعى حديث الرسول r الذي رواه الترمذي: «ما من مسلم يعود مسلمًا غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف في الجنة» إلا استبشر بهذا الخير العظيم.. سبعون ألف ملك!! خصص يومًا في الأسبوع لزيارة المرضى..
إنها ساعة واحدة في الأسبوع.. يزور المرضى ويواسيهم ويدعو لهم بالشفاء.
يسأل عن حالهم وماذا ينقصهم .. يحمل كتبًا .. وبعض المشروبات لمن هم في الغربة ولا يزورهم أحد.. وبدأ يوزع في أروقة المستشفى وممراته كتبًا عن كيفية صلاة المريض والتيمم .. يواسي أحدهم وكأنه والده.. ويمسح على رأسه ويسأل أين الألم؟ وهل ينام الليل أم لا؟
ثم ينفث عليه بعضًا من آيات القرآن؟!
كم من الساعات الضائعة في أيامنا لم نستفد منها؟!

التشميرة العشرون
كلما سأله زميله بعد صلاة الجمعة إلى أين أنت ذاهب اليوم؟!
قال: إلى جدتي في القرية.
ثم تثاقل به السؤال لعلمه تكرار الجواب.. ولكنه يومًا مر من أمام منزل صاحبه فإذا به يحمل أكياسًا ثقيلة فاقترب منه وطلب أن يأذن له في مساعدته..
فأذن له.. الأكياس كثيرة.. سكر وأرز وهناك كراتين الزيت والشاي وغيرها.. وطال به التعجب.. وصمت.. ولكن صمته لم يطل فسأل زميله: كل هذه لجدتك؟!
قال: لا ولكن هناك فقراء وأيتام.
فهذه قرية بعيدة من أهل الغنى والثروة.. وبدأ يعدد له ويحكي له عن بعض الفقراء والأيتام في تلك القرية.
سأله وقال: متى تعود؟!
قال: أذان العشاء إن شاء الله.
قال: أأذهب معك؟!
وافق وبدأت السيارة المحملة تسير الهويني وصوت الشيخ يرتفع من شريط في جهاز التسجيل في السيارة.
وعند العودة قال صاحب السيارة وهو يتأسف من تأخرهم.
هناك أغنياء وهم ولله الحمد منفقون، ولكنهم يبحثون عن الإنفاق السهل المريح.. لم يكلفوا أنفسهم الخروج إلى القرى والمناطق النائية حتى تكون صدقاتهم وزكواتهم في أماكنها الصحيحة وتصل إلى المستحقين فعلاً.
قال له: نعم.. ماذا يكلف البعض ذهاب ساعة أو ساعتين ويصل الحق إلى أهله.
هل من مشمر؟!

التشميرة الحادية والعشرون
في ليلة مقمرة.. قال له.. لدي قريبات في إحدى القرى لم يتزوجن، وأخاف عليهن من المزالق.. أفلا تعرف أحدًا يبحث عن زوجة.
قال له: بلى!!
استبشر الرجل واعتدل في جلسته..
قال له: من ولي هؤلاء النساء؟!
قال: والدهم فإنه معهم وهو كبير في السن ولكن حواسه معه وذاكرته.
قال له: ناولني رقم هاتفهم.
وفي الليلة التالية.. وهم يبتسم قال لصاحبه.. وجدنا لهن أزواجًا.. وسيتحدثون مع والدهن غدًا إن شاء الله.
تعجب وقال بهذه السرعة.. توقعت أن الأمر بعد شهور..
قال: لا تعجب لقد هاتفت فلانًا وأخبرته فقال: أبشر لدي الأزواج الأخيار.
ثم عقب على الحديث وهو يضغط على يد صاحبه: تعرف فلانًا -جزاه الله خيرًا- لقد فرغ نفسه لتزويج الشباب والشابات، ويبدأ بكبيرات السن والمطلقات والأرامل.. وتزوج على يديه في شهور أعداد كبيرة.. والدال على الخير كفاعله.. فهو يبحث ويدقق، ثم ينظر كل ما يناسبه..
إنه جهد زوج وزوجته!! رجاء دعوة صادقة.. ورجاء ما عند الله.
هل من مشمر؟!


التشميرة الثانية والعشرون
يعتبر المسجد في الإسلام مهد الانطلاقة الأولى.. فقد كان r يؤم المسلمين جماعة في المسجد ويعلم ويدرس ويربي ويعقد الألوية ويسير الجيوش ويقابل الوفود.. أعمال لا حصر لها.. وأمور لا حد لها كل ذلك في المسجد..
الآن لم يبق من ذلك شيء نراه سوى صلاة الجمعة والجماعة وصلاة التراويح والقيام.
اختفى دور المسجد أو كاد.. ولكن بقي بعض من في قلبه حياة ممن لم تأخذهم الدنيا ولم تلههم المشاغل.. يعقد حلق حفظ القرآن للأطفال بعد صلاة العصر وهناك من يعقد بعد مغرب كل يوم درسًا لحفظ القرآن للناشئة.
أما من جمع الله له من الخير أكثره فقد عقد درسًا للتوحيد وآخر للفقه وحرص على أن يزور العلماء والدعاة مسجده لإلقاء الدروس والمحاضرات.. فكان المسجد بحق منارة يهتدى بها، ومعلمًا يقصده المسلمون، ومكانًا يتقاطر عليه المجدون.
وفي الذهن أسماء مساجد لم تتميز بسعة في أروقتها ولا في ساحاتها الخارجية.. بل تميزت بهمة ونشاط الإمام والمؤذن ومن حولهم من أهل العزم والحركة وحب الخير.
فمسجدهم مثل خلية النحل.. حلق لتحفيظ القرآن ودروس للعلماء وزيارات للدعاة.. محاضرات ودروس ولقاءات.. هذا في داخل المسجد وما يدور في أروقته.
أما عند الأبواب فهناك مجموعة من الرفوف الخشبية أحدها وضع عليه أشرطة، وآخر بعض الكتيبات بعضها باللغة العربية والبعض باللغات الأخرى، وهناك بجوار الباب مباشرة رف صغير كتب عليه: «خذ هديتك» ويوضع فيه بصفة مستمرة النشرات الموسمية والأسبوعية.
وفي أقصى الزاوية الأخرى صندوق لجمع التبرعات.. وبجوارها لوحة إعلانات كبيرة عليها بعض أقوال أهل العلم وفتاواهم.. تجدد كل أسبوع أو حسب الحاجة.
ونحن لا نزال في داخل المسجد كل هذا الخير في جنباته، أما في الخارج فالنشاط متوال ومستمر.. فمن زيارات للجيران، وتوزيع للكتب والأشرطة على المنازل، إلى تفقد لأبنائهم وشبابهم.. ومناصحتهم وحثهم على الخير. ويتوج ذلك باجتماع شهري لجماعة المسجد في أحد المنازل يتم فيه التعارف والألفة والاتفاق على زيارة جار جديد لتهنئته والتعرف عليه أو جار مقصر ومتهاون في الصلاة لحثه والتنبيه عليه..
وهناك مسابقة شهرية للأطفال وأخرى لربات المنازل من الفتيات.
إنه مسجد يذكرك بقطرات من بحر ما كانت تقوم به المساجد في السابق.. إنها همة الإمام واجتماع الشباب حوله والاستعانة بالله قبل ذلك.
بعض المساجد لا يرى فيها أي نشاط ولا حلقات لتحفيظ القرآن ولم تقم فيه محاضرة منذ أن أنشيء، ولو سألت الإمام لأجاب: الأمر صعب، ولا أعرف طلبة علم ولا دعاة ولا..!!
وأهل العلم -جزاهم الله خيرًا- بذلوا أنفسهم للناس فما ردوا سائلاً ولا صدوا طالبًا، فهل طلبت وسعيت وحاولت؟!
هل من مشمر؟!


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


جزاك الله خيرااااا


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________