عنوان الموضوع : سر .... لا يعرفه غيرى -قصة جميلة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
سر .... لا يعرفه غيرى
قصه قصيره للكاتبه لبنى ياسين ... (( انثى في قفص ))
سر .. لا يعرفه غيري
هل هذا انت ؟؟
هل هذا وجهك ؟؟ هل تلك عيناك ؟؟
يا إالهي , لا اكاد اصدق .. انت ؟؟ انت بعد إحدى عشر عاما . ازداد وزنك قليلا . أطلت بعض الشعرات البيضاء على مفرق شعرك , وعيناك صارتا بئرا لا قرار له تفوح منه رائحة الحزن والصمت , تلك الشامة .. لا زالت كما ودعتها عند اخر لقاء لنا , اما التجاعيد الصغيره , فهي لا تعرفني كما انني لم ارها من قبل .
منذ سنتين كدت اجن حتى احصل على رقم هاتفك , عنوانك , بريدك الالكتروني , او حتى رقم اختك , لكنني لم اجد خيطا واحدا يقودني اليك , حكمة الله قضت أن اتجرع اعترافاتها وحدي , أن ابكي وحدي اطلال الماضي و أشباح مؤامرة حيكت حولي دون أن يكون لي أي يد فيها , مؤامرة جعلتني افقدك قبل ان ارتدي ثوب الزفاف الابيض بأيام , ثوبي الذي يعاني شهقات الوحدة في الخزانة لا يخففها الا ربتاتي على قماشه الاملس الذي كنت أتوق لأن يحيط بي كالفرح .. الذي لم أعرفه بعدها .
سامحها الله !! ماذا بوسعي أن اقول غير ذلك وقد أضحت في ذمة الله ..
سامحها الله , يا إالهي عندما اعترفت لي بما اقترفته في حقي , كانت نادمة , كانت تبكي وترتجف وتطلب مني أن اسامحها .. عندها فقط أدركت حرصها على البحث عن عريس لي , عن محاولاتها المتكرره لتزويجي , محاولات كانت تبوء بالفشل مع أنها أدت إالى خطبة رسمية بكل اجراءاتها مرتين , قالت لي بعدها , هي وبعض نساء العائلة أن هناك من سحرني لكي لا أتزوج , قلت في نفسي ومن سواك ؟ وقالت لي صديقتي إن هناك عينا تترقبك فتلقي بأثرها على العرسان فلا يكتمل الفرح ... وعدت وقلت في نفسي .. ومن غيرك ؟
أتذكر ذلك اليوم ذلك اليوم المر الذي دخلت فيه الخاله ام احمد إالى بيتنا وقالت أننا لا يمكن أن نتزوج فأنت اخي بالرضاعه , وقالت يومها أن امي اصيبت بالمرض فعهدت بي إالى امك لأرضع منها مع أختك , يومها فغرنا فاه الدهشة وعقدت المفاجأه ألسنتنا جميعا , واعترانا الارتباك فأمهاتنا في ذمة الله , كيف لنا بمن يفسر خبرا كهذا قبيل الزفاف بأيام , يومها بررت الخالة بأنها كادت تنسى الموضوع لانه حدث منذ زمان , وكانت رضاعة عارضة , مجرد أيام حتى شفيت من المرض , لولا أن زارتها أمي في المنام و على صدرها طفلة صغيرة ترضعها وتنظر إلى الخالة بعتب شديد , عندها تذكرت أننا رضعنا معا .
يكاد طعم الملح يجري في حلقي عندما اتذكر كم وكم بكيت , كم عاتبت أمي في سري , لمَ لم تخبرنا قبل أن يدفن سرنا معها تحت التراب ؟؟ لم تركتني احبك , لم تركتك تتقدم لخطبتي ؟ لم تركت كل شيء حتى اللحظات الأخيرة لينهار على رأسي دفعة واحدة ؟ .
أما أنت .. فلم ارك من يومها , أذكر أنك ودعتني بعد أن فسخت عقد القران وخرجت , قالوا لي أنك سافرت إلى بلد مجاور , تعيد ترتيب حياتك التي غرقت في فوضى أحداث لم تحسب لها حسابا .
ومنذ سنتين .. سنتين وثلاثة اشهر تماما , اتصلت بي الخالة أم احمد وصوتها يشي بمرض شديد , سارعت في الذهاب اليها , اجلستني إلى جانبها , وطلبت من الجميع الانصراف , وبادرت قائلة : ( مهما فعلت يا ابنتي لن أستطيع أن أعوض عليك ما خسرته بسببي فسامحيني ) , شعرت بالاستغراب لما تقوله واعتقدت بأنها أعراض الكبر وقد بدت عليها أو انه المرض الذي جعلها تهذي , لكن ذلك لم يكن صحيحا .. ليته كان .. ليته كان , فقد فجرت قنبلة نثرتني فيها إلى أجزاء لا ترى , مزقتني و أعادت بعثرتي مرات ومرات , كلما تذكرت ذلك اليوم , عاد الشعور بالتمزق يعمل في قلبي , وعدت اشعر انني لست على ما يرام , يومها ... يومها فقط يا عمر اعترفت لي بأننا لم نكن يوما اخوة في الرضاع , و بأنني لم أنهل من حليب امك يوما , آه يا عذابي , آه يا نار أشعلت بي حرائق لا يراها سواي , لماذا .. لماذا يا خالة ؟ ماذا فعلت حتى تنتقمي مني بهذه الطريقه ؟ لقد قتلت فرحي ورميتني في زاوية مهملة لا أروم شيئا , مدت يدها التي حفرت فيها السنين ما حفرت ومسحت دموعي وحاولت أن تضمني إليها , إلا أنني أبيت وقد استحكمت بي مشاعر الكره , أكملت بصوت يرتجف : ( كلا يا ابنتي ... لم تفعلي شيئا , ولا قصدت إيذاءك , بل على العكس , كنت أحبك جدا حتى أنني لم أكن أريد لك زوجا سوى ابني , بنت بجمالك و أخلاقك و عائلتك المعروفة .. لم أكن لاضيعك من يدي , لكن ابني يومها مازال ينهي سنته الأخيره ي امريكا لينال شهادة الدكتوراة , وقد رفض أن اطلب يدك قبل أن يراك الرؤية الشرعية , لم أكن أعتقد أنها خدعة ليؤجل الحديث في الموضوع حتى يعود وقد تأبط ذراع زوجته الامريكية , حاولت أن أقنع إخوانك بان يؤجلوا خطبتك , لكن كل شيء تم , كنت قد بدأت أستسلم , لكن ابني اتصل بي قائلا انه سيأتي في الأسبوع القادم , شعرت بالاسى , وأنا اراك تتحضرين لعرس ليس لابني , يومها نمت وانا اتمنى ان يحدث ما ينهي زواجك قبل وقوعه , كان حلم حقيقيا , لكنه لم يكن ذا معنى , انا التي اضفت اليه المعنى الذي تمنيته ) .
عدت يومها إلى المنزل وقد زلزلتني كلماتها , مزقت قلبي في صميمه للمرة الثانية , بحثت عن أي عنوان لك , عن رقم أختك , عن أي خيط يوصلني إليك فلم أجد , بعدها بأيام ماتت الخالة رحمها الله , ولم يمت السر الذي أودعتني إياه ليعمل في تعذيبا بعد أن كادت النار تنطفئ , بت أشرد كل يوم لأتخيل أن ابنها قال لها أنه تزوج قبل أن ترمي بي في قاع اليأس , أو أن فتاة أخرى لفتت نظرها فلم تعد تريدني , أو أي تفصيل صغير كان من شأنه يومها أن يحدث تغييرا كبيرا في حياتي , لكنه النصيب , هكذا أراد الله وهذا ما كان , إلا أن السكين مازالت تغوص في قلبي كل يوم , بعدها أعادتني دوامة الحياة إلى رحاها , وبالتدريج .. تعودت طعم الحقيقة المرة , كما كنت قد تعودت طعم الكذبة التي مزقتني قبلها , واليوم .. ها أنت تطل علي من على صفحات المجلة , كاتبا مرموقا , تحمل سرا حزينا , لا أحد يعرف حقيقته سواي , فهل تراني اقولها لك ؟
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
يسلمووووووووووووووا ياقلبي
__________________________________________________ __________
يعطيك الف عافيه
تحياتي
__________________________________________________ __________
مشكورين حبايبى على المرور
__________________________________________________ __________
يسلموووووووووووووو
__________________________________________________ __________
تسلمين دلوعة البحرين