كي لا تبكي على الأطلال
لا تبكي على الأطلال , يمكنها أن تصبح متكاملة البنيان ..
يعود الشباب للجدران , ويتغير لون الأركان , وتفرش بالورد والريجان ..
لكن :
هل إذا اصبحت النفس مجرد محرك لهذا الجسد ..
...حتى لا يفنى ويموت , مجرد حي يمشي على الأرض ..
يقتات ليعيش وما يدري ما طعم الحياة ..
يخالط الأحياء .. يوهم نفسه أنه منهم , يكلمهم , يسمعهم ... بلا إحساس
وقد هجر الفرح قلبه , وودعت البسمة الشفاه .. في حيرة مثتاقلة ..
يتساءل في ذهول :
لماذا أصبح طعم الحياة مرّا ؟
لماذا تلونت ألوانها رمادا ؟
لماذا هُمْ أناسها بقلوب كالصخر ؟
لماذا لا يحسون بباقي البشر ؟
بشر سكن الموت بقايا أجسادهم ..
حطمت الأقدار بنيان نفسياتهم ..
بالأمس كان الحال كالعجين بأيديهم ..
واليوم أحكم القدر قبضته عليهم ..
لا تكن واثقا بالحال أيها البشر ..
اليوم لك والغد في يد القدر ..
كي لا تبكي على الأطلال
فطيمة المراكشية
المملكة المغربية
|