عنوان الموضوع : هكذا يكون البر؟ في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

هكذا يكون البر؟





السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فقد أوصى الله بالوالدين، وحثَّ على برهما والإحسان إليهما، فانبرى الأنبياء والمرسلون، والأولياء الصالحون يتنافسون في البر؛ فضربوا للبشرية أروع الأمثلة،

سيدنا إبراهيم -عليه السلام- يدعو أباه إلى توحيد الله -تعالى- فيأبى عليه، فيترفق به أي ترفق، ويخاطبه خطاب الحليم: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا . إِذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا . يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا . يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا . يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا) (مريم:41-45).

لكن أباه لم يسمع نداء العقل والحكمة، ولم يؤثر فيه خوف ابنه البار عليه، فاندفع يهدد، ويرعد ويزبد: (أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) (مريم:46).

فكيف قابل إبراهيم -عليه السلام- ذلك؟ قابله بلطف وحلم، ما سفـَّه عقله، وما رفع عليه صوته، وإنما بحلم من له رجاء يؤمله قال: (سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا) (مريم:47).

البار يجني ثمرة بره، فالجزاء من جنس العمل، ومن برَّ بـُرَّ، وكما تدين تدان، لقد رزق إبراهيم -عليه السلام- على كبر، فلما بلغ معه السعي، واحتاج إليه ليستد وقد انحنى ظهره إليه، ابتلي فيه، رأى في المنام أنه يذبحه، فعرض الأمر عليه: (يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى)(الصافات:102)، فبم أجاب إسماعيل -عليه السلام- والده؟ قال: (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)(الصافات:102).

أي طاعة هذه؟! وأي بر هذا؟!

وأين نحن مما يطلب منا آباؤنا وأمهاتنا مما هو أقل من الذبح بكثير؟
عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (انْطَلَقَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوُا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ، فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنَ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمُ الْغَارَ فَقَالُوا إِنَّهُ لاَ يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلاَّ أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمُ اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ، وَكُنْتُ لاَ أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلاً وَلاَ مَالاً، فَنَأَى بِي فِي طَلَبِ شَيْءٍ يَوْمًا، فَلَمْ أُرِحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا، فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلاً أَوْ مَالاً، فَلَبِثْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَىَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا حَتَّى بَرَقَ الْفَجْرُ، فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ، فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا لاَ يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ) متفق عليه

قال رجل لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إن لي أمّاً بلغ منها الكبر أنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري لها مطية، فهل أديت حقها؟ فقال عمر: لا؛ لأنها كانت تصنع بك ذلك وهي تتمنى بقاءك، وأنت تصنعه وتتمنى قراقها". الله أكبر! يحمل أمه على ظهره لتقضي حاجتها، ولم يكافئ

عن أبي مرة مولى أم هانئ أنه ركب مع أبي هريرة -رضي الله عنه- إلى أرضه بالعقيق فإذا دخل أرضه صاح بأعلى صوته: "عليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمتاه. تقول: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. يقول: رحمك الله كما ربيتني صغيرًا. فتقول: يا بني وأنت فجزاك الله خيرا ورضي عنك كما بررتني كبيرًا" (رواه البخاري في الأدب المفرد، وحسنه الألباني).

قيل: "إن محمد بن سيرين كان يكلم أمه كما يكلم الأمير الذي لا يـُنتصف منه"، وعن بعض آل سيرين قال: "ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع"! وعن ابن عون قال: "دخل رجل على محمد بن سيرين وهو عند أمه، فقال: ما شأن محمد أيشتكي شيئًا؟ قالوا: لا، ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه"!!
(أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) (الأنعام:90).
منقول


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


بارك الله فيكى
وجزاكى الله خير الجزاء

ونفعنا الله بعلمك وزادك من فضله

اللهم امين


__________________________________________________ __________

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكورة أختي
جزاك الله خيرا
ووفقك الي مايحب ويرضي


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________