عنوان الموضوع : ألقرآن منهج لكل زمان ومكان ... في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
ألقرآن منهج لكل زمان ومكان ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القرآن منهج لكل زمان و مكان
الحمد لله رب العالمين منشيء الخلائق ، محيي العظام و هي
رميم ، و صل اللهم و بارك على النبي الأكرم محمد بن عبد
الله و على آله و صحبه أجمعين ، ثم أما بعد :
[color=0000FF]{ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10) } الإسراء 9- 10[/color]
ردحت البشرية حقبا من الزمن في عُبابٍ من التيه و الضلال ،
تتخبط و تتلظى ، إلى أن جاء الأمر الإلهي الكريم بالمنّ و
الرحمة على البشرية أجمع ، حينما بلغ حامل الرسالة الأمين
– صلوات الله و سلامه عليه – الأربعين
، و تلقى أولى شذرات الوحي الرباني : " إقرأ "
فكان ذلك اصطفاءٌ للبشرية أجمع بحمل الأمانة التي أشفقت من
حملها السموات و الأرض و الجبال و حملها الإنسان ، و كان
الاصطفاء للعرب بأن نزل بلسانهم :
[color=0000FF]{ وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) }
ومن فضله و منّه أن جعله سهلا ميسرا يقدر البشر على
تداوله و قراءته و حفظه و تدبره :
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17) }
و صار بعد ذلك المجتمع الإسلامي الأول ينبني لبنة فلبنة على
ما جاء من الوحي ، حتى تدعمت قوائمه و أسسه وصار
مجتمعا إسلاميا مقتدرا بعون الله في مواجهة التحديات
بأنواعها بدءً بتحديات الدعوة الشاقة المزهرة.
وكان الصحابة رضوان الله عليهم يعتنون بالقرآن الكريم أشد
الاعتناء فحفظوه في الصدور و مَن بعدهم في الصدور و
السطور ، و هكذا كان تكفل الكريم بحفظ كتابه الكريم من
التحريف و التبديل الذي طال الكتب الأخرى رغم المحاولات
الفاشلة في ذلك : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"الحجر 9[/color]
و قام التحدي الإلهي يواجه تعنت المشككين و المبطلين بمجرد
الإتيان بمثل هذا القرآن ، ليتبين العجز البشري الذريع من
الإتيان بآية حتى .
حجج و شبهات :
لم تكن الشبهات السخيفة التي لم يتورع
السفهاء عن خوضها تكذيبا و شجبا لما جاء به النبي صلى
الله عليه و سلم تنتهي عند حد ، لما جاء به من القرآن و لما
جاء به من الدين أجمع.
بدء باتهام الأمين بالسحر و الجنون و الكذب و قول الشعر
صلوات الله و سلامه عليه ، و انتهاء بتكذيب صلاحية القرآن
لكل زمان و مكان.
وكما خاض هذه الشبهات المشككون خاضها أشباههم حديثا.
كيف يكون القرآن منهجا لكل زمان و مكان؟[/color]
لا بد من التعرف أولا على كلمة منهج
جاء في القاموس المحيط :
النَّهْجُ الطَّريقُ الواضِحُ، كالمَنْهَجِ والمِنْهاجِ،
ونَهَج الطَّريقَ أَبَانَهُ وأَوْضَحه. ونَهَجَه أيضاً سَلَكه
و القرآن الكريم كلام الله المنزل المبجل المتعبد بتلاوته ،
أنزله الكريم رحمة للعالمين و جعله سبيل هدي و رشاد من
لزمه أدرك النجاة و السعادة و من حاد عنه لحقه الذل و
الهوان و البوار في الدنيا و الآخرة.
فالقرآن الكريم كلام رباني منزل لسياسة أمر البشر وضبط
حياتهم بما يتفق و فطرتهم ومتطلباتهم :
" ألا يعلم من خلق
وهو اللطيف الخبير " الملك 14
والقرآن الكريم لايكون عقيدة فحسب ،و إنما منهج حياة يكون
المرجع الأول الذي يسير عليه المكلف في كل أموره.
فكيف يكون القرآن الكريم منهجا لكل زمان و مكان؟
1- الفطرة : الإسلام دين الفطرة ، عن أبي هريرة – رضي الله
عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما
من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه وينصرانه
ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها
من جدعاء . ثم يقول أبو هريرة واقرؤوا إن شئتم { فطرة الله
التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله } الآية رواه البخاري
ومسلم واللفظ له .
:: المصدر إسلام ويب ::
وما جاء به من الأحكام مناسب للفطرة محقق للمقاصد ، و
ما نجده من الأحكام الربانية في مختلف الأمور إنما هي
تهذيب للفطرة لا إلغاء لها ، و لا هو إطلاق لعنانها حتى
ينسلخ منها أصحابها
فحاجة الإنسان للعبادة حاجة فطرية ملحة ، لأن الإنسان
مفطور على العبادة ،و لا تشذ عنها سوى النفوس غير
السوية ، ألسنا نرى المنحرفين إذا حادوا عن الفطرة اتخذوا
آلهة ليعبدوها من دون الله ؟
و القرآن الكريم يوفر هذه الحاجة الفطرية – التوحيد – ، لأن
فطرة الإنسان منذ أربعة عشر قرنا هي ذاتها فطرة الإنسان
اليوم ، قد تختلف الطباع و العادات نعم، غير أن الفطرة
باقية ، كما قد تنحرف عن المسار الصحيح و القرآن الكريم هو
من يكفل السلامة و الاعتناء للفطرة البشرية كونه رباني
المضمون وكون منزله عالم بما يجيش في النفس.
-السكن والراحة و الاجتماع :
من متلطبات الحياة الكثرة و الاجتماع وقد أودع الله سبحانه
وتعالى في نفس الإنسان ما يوفر هذه الحاجيات بأنواعها كي
تكون دافعا نحو الكثرة والانتشار ، و إذ القرآن يقرر هذه
الحقيقة فإنه يقرر المنهج الرباني الأنسب لذلك :"
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) "" النساء 1[/color]
كما جعل الزواج أنسب و أطهر هذه السبل وهدم غير هذا
السبيل مما يشين بالفطرة السوية وينحدر بها نحو الحيوانية.
لقد اعتنى الإسلام أشد الاعتناء بمسألة التنظيم و حفظ الأنساب
، إذ حدد طبيعة العلاقة بين الجنسين و بين للأجنبي أحكامه و
للمحرم أحكامه ، و قرر على أساس
ذلك حدود العلاقة بين الرجل و المرأة
وعندما نستمع إلى الأبواق الرنانة المنبهرة بالغرب التي تنادي
بخروج المرأة و انسلاخها من عباءتها وطهرها إلى المدارس
المختلطة كما نادى به قاسم أمين ذات زمان تصيبنا الحسرة
عندما نعلم أن الغرب الآن ينادي بالفصل بين الجنسين في
مدارسه وفصوله لأن أدرك الحقيقة المرة.
هذا النظام الرباني الفطري البديع كفيل بأن ينشئ جيلا نظيفا
طاهرا بعيدا عن الهمجية و الفوضوية الحيوانية ، و لنا في
الغرب خير دليل .
3- القرآن منهج تربية
تربي الرعيل الأول على القرآن الكريم و قبلهم رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، حيث كان خلقه القرآن كما وصفته عائشة
رضي الله عنها وأرضاها
فمثلا في قوله تعالى : "
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) } النور 27
يقرر أدب الاستئذان الذي يحقق مقاصدا عظيمة هي أكبر من
أن تحصر ، غير أنها في عمومها تكفل للإنسان حريته
الفردية و خصوصيته بين أهل بيته إذ ذاك أزكى و أطهر ،
وليس ذاك فقط بل إن القرآن الكريم يقرر علاقة الفرد بربه أولا
و كيف تكون عابدا موحدا في قمة الأدب مع الخالق ، ثم مع
أهله ومحيطه و مجتمعه. فكيف لا يكون القرآن منهجا؟
في نظام الحكم:
نظام الحكم في الإسلام قائم على الشورى و هو المبدأ الذي
يكفل للفرد المسلم بأن يعبر عن رأيه بكل حرية..
[color=0000FF](وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38)) الشورى 38
[color=0000FF]( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) [ سورة النساء: 65]
التحدي كان و لا يزال قائما بين نظام الإسلام الرباني وبين
غيره من النظم الوضعية ، آخرها ما يسمى بالديمقراطية
"" الديمقراطية :نظام اجتماعي يؤكد قيمة الفرد وكرامته
الشخصية الانسانية ويقوم على اساس مشاركة اعضاء
الجماعة في تولي شؤونها، وتتخذ هذه المشاركة اوضاعا
مختلفة ، يكون الشعب فيها مصدر السلطة وتقرر الحقوق
لجميع المواطنين على اساس من الحرية والمساواة من دون
تمييز بين الافراد بسبب الاصل، الجنس، الدين او اللغة،""
يعني مصدر التشريع هو الشعب ، أي انه إذا كانت غالبية
الشعب تفضل شرب الخمر فإنها ستختار الشارع الذي يفضل
هذا الخيار ،
في العلم
اتبع القرآن في محاججة المعاندين المنهج العقلي القائم على
إقامة الحجة و البراهين و الدلائل المشاهدة و هذا في حد ذاته
منهج علمي محكم في طلب العلم ،
فيدعوهم إلى التأمل و الضرب في مناكب الأرض و غيرها
الأزمة العالمية :
النظام الإسلامي نظام رباني محكم منزه من أن يحوي الخطأ أو
العجز كونه منزل من السماء
لننظر إلى الأزمة الراهنة التي تعصف بالعالم ، يقرر الإسلام
الحل منذ أكثر من أربعة عشر قرنا بتحريم الربا ووضع أسس
سليمة في البيع و الشراء و مكافة المعاملات بعيدا عن
التحايل و الغش و التلاعب
نجد أن القرآن معجزة و معجز في بيانه و لغته و بلاغته أسلوبه
فــ
[color=0000FF]( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عوجا )
الكهف 1
منقـــــــــــــــــــــول [/COLOR]
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________