عنوان الموضوع : الباحث عن الحقيقة سلمان الفارسي - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

الباحث عن الحقيقة سلمان الفارسي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي العزيزات قرأت قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي وأحببت أن تشاركوني بقرائتها .. القصة طويلة لكن أتمنى أن تكون همَّتكن مثل همة هذا الصحابي الجليل في بحثه عن الحقيقة .. ولا تنسي قول النبي صلى الله عليه وسلم حين قال فيه : " سلمان منّا آل البيت " .

سلمان الفارسي الباحث عن الحقيقة
خلال حفر الخندق كان سلمان يأخذ مكانه مع المسلمين وهم يحفرون ويدأبون .. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يحمل معوله ويضرب معهم وفي الرقعة التي يعمل فيها سلمان مع فريقه وصحبه ، اعترضت معولهم صخور عاتية ..
كان سلمان قوي البنية شديد الأسر، وكانت ضربة واحدة من ساعده الوثيق تفلق الصخر وتنشره شظايا ، ولكنه وقف أمام هذه الصخرة عاجزا .. وتواصى عليها بمن معه جميعا فزادتهم رهقا .. !!
وذهب سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذنه في أن يغيّروا مجرى الحفر تفاديا لتلك الصخرة العنيدة المتحدية .
وعاد الرسول عليه الصلاة والسلام مع سلمان يعاين بنفسه المكان والصخرة ..
وحين رآها دعا بمعول ، وطلب من أصحابه أن يبتعدوا قليلا عن مرمى الشظايا ..
وسمّى بالله ، ورفع كلتا يديه الشريفتين القابضتين على المعول في عزم وقوة ، وهوى به على الصخرة ، فإذا بها تنثلم ، ويخرج من ثنايا صدعها الكبير وهجا عاليا مضيئا .
ويقول سلمان لقد رأيته يضيء ما بين لابتيها ، أي يضيء جوانب المدينة .. وهتف رسول الله صلى الله عليه وسلم مكبرا :
الله أكبر .. أعطيت مفاتيح فارس ، ولقد أضاء لي منها قصور الحيرة ، ومدائن كسرى ، وإن أمتي ظاهرة عليها ..
ثم رفع المعول ، وهوت ضربته الثانية ، فتكررت الظاهرة ، وبرقت الصخرة المتصدعة بوهج مضيء مرتفع ، وهلل الرسول عليه السلام مكبرا :
الله أكبر .. أعطيت مفاتيح الروم ، ولقد أضاء لي منها قصورها الحمراء ، وإن أمتي ظاهرة عليها .
ثم ضرب ضربته الثالثة فألقت الصخرة سلامها واستسلامها ، وأضاء برقها الشديد الباهر ، وهلل الرسول وهلل المسلمون معه .. وأنبأهم أنه يبصر الآن قصور سورية وصنعاء وسواها من مدائن الأرض التي ستخفق فوقها راية الله يوما ، وصاح المسلمون في إيمان عظيم :
هذا ما وعدنا الله ورسوله .
وصدق الله ورسوله .. !!
كان سلمان صاحب المشورة بحفر الخندق .. وكان صاحب الصخرة التي تفجرت منها بعض أسرار الغيب والمصير ، حين استعان عليها برسول الله صلى الله عيه وسلم ، وكان قائما إلى جوار الرسول يرى الضوء ، ويسمع البشرى .. ولقد عاش حتى رأى البشرى حقيقة يعيشها ، وواقعا يحياه ، فرأى مدائن الفرس والروم ..
رأى قصور صنعاء وسوريا ومصر والعراق ..
رأى جنبات الأرض كلها تهتز بالدوى المبارك الذي ينطلق من ربا المآذن العالية في كل مكان مشعا أنوار الهدى والخير .. !!
وهاهو ذا جالس يحدث ابن عباس عن مغامرته العظمى في سبيل الحقيقة ، ويقص عليه كيف غادر دين قومه الفرس إلى المسيحية ، ثم إلى الإسلام ..
كيف غادر ثراء أبيه الباذخ ، ورمى نفسه في أحضان الفاقة ، بحثا عن خلاص عقله وروحه ..
كيف بيع في سوق الرقيق ، وهو في طريق بحثه عن الحقيقة .. ؟؟
كيف التقى بالرسول عليه الصلاة والسلام .. وكيف آمن به .. ؟؟
تعالوا نقترب من مجلسه الجليل ، ونصغ إلى النبأ الباهر الذي يرويه ..

حديث إسلام سلمان الفارسي
عن عبدالله بن عباس قال : حدثني سلمان الفارسي قال : كنت رجلا فارسيا من أهل أصبهان من قرية يقال لها جي وكان أبي دهقان قريته أي شيخ القرية العارف بالفلاحة وما يصلح بالأرض يلجأ إليه في معرفة ذلك , وكنت أحب خلق الله إليه لم يزل به حبه إياي حتى حبسني في بيته كما تحبس الجارية , واجتهدت في المجوسية حتى كنت قطن النار الذي يوقدها لا يتركها تخبو ساعة أي خادمها الذي يخدمها ويمنعها من أن تخبو لتعظيمهم إياها . قال : وكانت لأبي ضيعة عظيمة فشغل في بنيان له يوماً , فقال لي يا بني إني قد شغلت في بنياني هذا اليوم عن ضيعتي فاذهب إليها فاطّلعها , وأمرني فيها ببعض ما يريد ثم قال لي : ولا تحتبس عني فإنك إن احتبست عني كنت أهم إليّ من ضيعتي وشغلتني عن كل شيء من أمري , قال : فخرجت أريد ضيعته التي بعثني إليها فمررت بكنيسة من كنائس النصارى فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون , وكنت لا أدري ما أمر الناس لحبس أبي إياي في بيته فلما سمعت أصواتهم دخلت عليهم أنظر ما يصنعون فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم ورغبت في أمرهم وقلت : هذا والله خير من الدين الذي نحن عليه فو الله ما برحتهم حتى غربت الشمس , وتركت ضيعة أبي فلم آتها , ثم قلت لهم : أين أصل هذا الدين ؟ قالوا الشام , فرجعت إلى أبي , وقد بعث في طلبي , وشغلته عن عمله كله , فلما جئته قال : أي بني , أين كنت ؟ أولم أكن عهدت إليك ما عهدت ؟ قال : قلت له : يا أبت , مررت بأناس يصلون في كنيسة لهم , فأعجبني ما رأيت من دينهم , فو الله ما زلت عندهم حتى غربت الشمس , قال : أي بني , ليس في ذلك الدين خير , دينك ودين آبائك خير منه , قال : قلت له : كلا والله , إنه لخير من ديننا ؛ قال : فخافني فجعل في رجلي قيداً , ثم حبسني في بيته .

اتفاق سلمان والنصارى على الهرب
قال : وبعثت إلى النصارى فقلت لهم : إذا قدم عليكم ركب من الشام فأخبروني بهم , قال : فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى , فأخبروني بهم , فقلت لهم : إذا قضوا حوائجهم وأرادوا الرجعة إلى بلادهم فآذنوني بهم . قال : فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبروني بهم , فألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم حتى قدمت الشام , فلما قدمتها قلت : من أفضل أهل هذا الدين علماً ؟ قالوا الأسقف في الكنيسة والأسقف هو عالم النصارى الذي يقيم لهم أمر دينهم .

سلمان وأسقف النصارى السيئ
قال فجئته فقلت له : إني قد رغبت في هذا الدين فأحببت أن أكون معك , وأخدمك في كنيستك , فأتعلم منك وأصلي معك , قال : ادخل , فدخلت معه ؛ قال : وكان رجل سوءٍ : يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها , فإذا جمعوا إليه شيئاً منها اكتنزه لنفسه ولم يعطه المساكين , حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق قال : فأبغضته بغضاَ شديداً لما رأيته يصنع , ثم مات , فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه , فقلت لهم : إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة ويرغبكم فيها , فإذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه ولم يعط المساكين منها شيئاً . قال : فقالوا لي : وما علمك بذلك ؟ قال : قلت لهم : أنا أدلكم على كنزه , قالوا : فدلنا عليه , قال : فأريتهم موضعه , فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهباً وورقاً , قال : فلما رأوها قالوا : والله لا ندفنه أبداً , قال : فصلبوه ورجموه بالحجارة , وجاءوا برجل آخر , فجعلوه مكانه .

سلمان والأسقف الصالح
قال : يقول سلمان : فما رأيت رجلاً لا يصلي الخمس , أرى أنه كان أفضل منه , وأزهد في الدنيا , ولا أرغب في الآخرة , ولا أدأب ليلاً ونهاراً منه , قال : فأحببته حباً لم أحبه شيئاً قبله , قال : فأقمت معه زماناً طويلاً , ثم حضرته الوفاة , فقلت له : يا فلان , إني قد كنت معك , وأحببتك حباً لم أحبه شيئاً قبلك , وقد حضرك ما ترى من أمر الله تعالى , فإلى من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال : أي بني , والله ما أعلم اليوم أحداً على ما كنت عليه , فقد هلك الناس , وبدلوا , وتركوا أكثر ما كانوا عليه , إلا رجلاً بالموصل , وهو فلان , وهو على ما كنت عليه , فالحق به .

سلمان وصاحبه بالموصل
قال : فلما مات وغيّب لحقت بصاحب الموصل , فقلت له : يا فلان , إن ّ فلاناً أوصاني عند موته أن ألحق بك , وأخبرني أنّك على أمره , فقال لي : أقم عندي , فأقمت عنده , فوجدته خير رجل على أمر صاحبه , فلم يلبث أن مات , فلما حضرته الوفاة , قلت له : يا فلان , إن فلاناً أوصى بي إليك , وأمرني باللحوق بك , وقد حضرك من أمر الله ما ترى , فإلى من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال : يا بني , والله ما أعلم رجلاً على مثل ما كنا عليه إلا رجلاً بنصيبين , وهو فلان , فالحق به .

سلمان وصاحبه بنصيبين
فلما مات وغيّب لحقت بصاحب نصيبين , فأخبرته خبري , وما أمرني به صاحبه , فقال : أقم عندي , فأقمت عنده , فوجدته على أمر صاحبيه , فأقمت مع خير رجل , فو الله ما لبث أن نزل به الموت , فلما حضر قلت له : يا فلان , إن فلاناً كان أوصى بي إلى فلان , ثم أوصى بي فلان إليك , فإلى من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال : يا بني , والله ما أعلمه بقي أحد على أمرنا آمرك أن تأتيه إلا رجلاً بعمورية من أرض الروم , فإنه على مثل ما نحن عليه , فإن أحببت فأته , فإنه على أمرنا .

سلمان وصاحبه بعمورية
فلما مات وغيّب لحقت بصاحب عمورية , فأخبرته خبري , فقال : أقم عندي , فأقمت عند خير رجل على هدى أصحابه وأمرهم , قال : واكتسبت حتى كانت لي بقرات وغنيمة , قال ثم نزل به أمر الله تعالى , فلما حضر قلت له : يا فلان , إني كنت مع فلان , فأوصى بي إلى فلان , ثم أوصى بي فلان إلى فلان , ثم أوصى بي فلان إليك , فإلى من توصي بي ؟ وبم تأمرني ؟ قال : أي بني , والله ما أعلمه أصبح اليوم أحد على مثل ما كنا عليه من الناس آمرك به أن تأتيه , ولكنه قد أظل زمان نبي , وهو مبعوث بدين إبراهيم عليه السلام , يخرج بأرض العرب , مُهَاجَرُهُ إلى أرض بين حرتين بينهما نخل ( والحرة كل أرض ذات حجارة سود متشيطة من أثر احتراق بركاني ) به علامات لا تخفى : يأكل الهدية , ولا يأكل الصدقة , وبين كتفيه خاتم النبوة , فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل .

سلمان ونقلته إلى وادي القرى ثم إلى المدينة وسماعه ببعثة الرسول صلى الله عليه وسلم
قال ثم مات وغيّب , ومكثت بعمورية ما شاء الله أن أمكث , ثم مر بي نفر من كلب تجار فقلت لهم : احملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتي هذه وغنيمتي هذه , قالوا : نعم , فأعطيتهموها , وحملوني معهم , حتى إذا بلغوا وادي القرى ظلموني , فباعوني من رجل يهودي عبداَ , فكنت عنده , ورأيت النخل , فرجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي , ولم يحقَّ في نفسي , فبينا أنا عنده إذ قدم عليه ابن عم له من بني قريظة من المدينة , فابتاعني منه , فاحتملني إلى المدينة , فو الله ما هو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبي , فأقمت بها , وبُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأقام بمكة ما أقام لا أسمع له بذكر , مع ما أنا فيه من شغل الرق , ثم هاجر إلى المدينة , فو الله إني لفي رأس عذق ( العذق النخلة ) لسيدي أعمل له فيه بعض العمل , وسيدي جالس تحتي , إذ أقبل ابن عم له , حتى وقف عليه , فقال : يا فلان قاتل الله بني قيلة ( يقصد بهم الأوس والخزرج ) , والله إنهم لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم , يزعمون أنه نبي . قال سلمان : فلما سمعتُها أخذتني الرعدة حتى ظننت أنّي سأسقط على سيدي , فنزلت عن النخلة , فجعلت أقول لابن عمه ذلك : ماذا تقول ؟ فغضب سيدي , فلكمني لكمة شديدة , ثم قال : مالك ولهذا ؟ أقبل على عملك , فقلت له : لاشيء , إنما أردت أن أستثبته عما قال .

سلمان بين يدي الرسول صلى الله عليه وسلم بهديته يستوثق
قال : وقد كان عندي شيء قد جمعته , فلما أمسيت أخذته ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء , فدخلت عليه , فقلت له : إنه قد بلغني أنك رجل صالح , ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة , وهذا شيء قد كان عندي للصدقة , فرأيتكم أحق به من غيركم , قال : فقربته إليه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " كلوا " وأمسك يده فلم يأكل , قال : فقلت في نفسي : هذه واحدة , قال : ثم انصرفت عنه , فجمعت شيئاً , وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة , ثم جئته به , فقلت له : إني قد رأيتك لا تأكل الصدقة , وهذه هدية أكرمتك بها , قال : فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها , وأمر أصحابه فأكلوا معه , فقلت في نفسي : هاتان ثنتان , قال : ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد قد تبع جنازة رجل من أصحابه وعليّ شملتان لي , وهو جالس في أصحابه , فسلمت عليه , ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي , فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم استدبرته عرف أني أستثبت في شيء وصف لي , فألقى رداءه عن ظهره , فنظرت إلى الخاتم فعرفته , فأكببت عليه أقبله وأبكي , فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تحوَّل " فتحوَّلت , فجلست بين يديه فقصصت عليه حديثي كما حدثتك يابن عباس , فأَعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذلك أصحابه , ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بدر وأحد .

أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لسلمان بالمكاتبة ليخلص من الرق
قال سلمان : ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كاتب يا سلمان " فكاتبت صاحبي على ثلاث مئة نخلة أحييها له بالفقير وأربعين أوقية ؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " أعينوا أخاكم " فأعانوني بالنخل : الرجل بثلاثين وديّة , والرجل بعشرين وديّة , والرجل بخمس عشرة وديّة , والرجل بعشر , يعين الرجل بقدر ما عنده , حتى اجتمعت لي ثلاث مئة ودية , فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اذهب يا سلمان ففقِّر لها ( أي احفر ) : فإذا فرغت فأتني أكن أنا أضعها بيدي " قال : ففقَّرت لها وأعانني أصحابي , حتى إذا فرغت جئته فأخبرته , فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معي إليها , فجعلنا نقرب إليه الوَدِيِّ ويضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ’ حتى فرغنا , فو الذي نفس سلمان بيده ما ماتت منها وَدِيَّة واحدة , قال : فأديت النخل , وبقي عليَّ المال , فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة الدَجاجة من ذهب من بعض المعادن , فقال : " ما فعل الفارسي المكاتب " ؟ قال فدعيت له ؛ فقال : " خذ هذه فأدِّها مما عليك يا سلمان " قال : قلت : وأين تقع هذه يا رسول الله مما عليّ ؟ فقال : " خذها فإن الله سيؤدي بها عنك " قال : فأخذتها , فوزنت لهم منها والذي نفس سلمان بيده أربعين أوقية , فأوفيتهم حقهم منها , وعتَقَ سلمان , فشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الخندق حراً , ثم لم يفتني معه مشهد .

تحدث سلمان الفارسي عن مغامرته الزكية النبيلة العظيمة في سبيل بحثه عن الحقيقة الدينية التي تصله بالله وترسم له دوره في الحياة ..
فأي إنسان شامخ كان هذا الإنسان .. ؟
أي تفوق عظيم أحرزته روحه الطِلَعة ، وفرضته إرادته الغلابة على المصاعب فقهرتها ، وعلى المستحيل فجعلته ذلولا .. ؟
أي تبتل للحقيقة .. وأي ولاء لها هذا الذي أخرج صاحبه طائعا مختارا من ضِيَاع أبيه وثرائه ونَعْمَائِه إلى المجهول بكل أعبائه ومشاقه ، ينتقل من أرض إلى أرض .. ومن بلد إلى بلد .. ناصبا كادحا عابدا .. تفحص بصيرته الناقدة الناس ، والمذاهب والحياة .. ويظل في إصراره العظيم وراء الحق ، وتضحياته النبيلة من أجل الهدى حتى يباع رقيقا .. ثم يثيبه الله ثوابه الأوفى ، فيجمعه بالحق ، ويلاقيه برسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم يعطيه من طول العمر ما يشهد معه بكلتا عينيه رايات الله تخفق في كل مكان من الأرض ، وعباده المسلمون يملئون أركانها وأنحاءها هدى وعمرانا وعدلا .. ؟!!

المصدر كتاب السيرة النبوية لابن هشام مع بعض الزيادات

وشطوووورة اللي قرأتها كاملة

كل وحدة قرأت القصة تقول أعظم فائدة استفادتها


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================





جزاكي الله كل الخير


__________________________________________________ __________

بالفعل أسعدني مرورك ...
قلت شكله ما في أحد بيقرأ القصة رغم إنها رااائعة ...
أسأل الله أن يغفر ذنبي وذنبك ...


__________________________________________________ __________

لييييه ياحلوين محد قرأ القصة ...


__________________________________________________ __________

جزاكى الله خيرا

وجعلها الله فى ميزان حسناتك


__________________________________________________ __________

لقد قرات هذا الكتاب من قبل عن سلمان الفارسيوكم أعجبني
جزاكي الله خيرا