عنوان الموضوع : مشاركتي بمسابقة افضل موضوع مميز ( قصة و عبرة )
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

مشاركتي بمسابقة افضل موضوع مميز ( قصة و عبرة )






من اجمل قصص الهداية ( قصة و عبرة) لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي ما زلت أذكر تلك الليلة بقيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم وغيبة الناس وهم يضحكون أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة وجدت زوجتي في انتظاري قالت: أنا تعبة جداً الظاهر أن موعد ولادتي حان حملتها إلى المستشفى بسرعة دخلت غرفة الولادة تعسرت ولادتها ذهبت إلى البيت , اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً أول ما رأوني طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي. كلمتني عن المصائب والرضى بالأقدار ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر خفضت رأسي وأنا أدافع عبراتي تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس سبحان الله كما تدين تدان فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي لم تحزن زوجتي كانت مؤمنة بقضاء الله راضية. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً اعتبرته غير موجود في المنزل كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه كبر سالم بدأ يحبوقارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي فاكتشفنا أنّه أعرج أصبح ثقيلاً على نفسي أكثرأنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه كبر سالم وكبُر معه همي لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين لم أكن أحس بمرور السنوات, في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة إلي كنت مدعواً إلى وليمة هممت بالخروج مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم كان يبكي بحرقة إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل كنت أسمع صوته ينادي أمه اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟ حين سمع صوتي توقّف عن البكاء فلما شعر بقربي،اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني! وكأنه يقول: الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته كان قد دخل غرفته رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه حاولت التلطف معه بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض , تأخّر عليه أخوه عمر الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل نادى عمر ونادى والدته ولكن لا مجيب فبكى أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم ! قال: نعم , نسيت أصحابي، وقلت: سالم لا تحزن أنا سأذهب بك .. دهش سالم .. لم يصدّق أردت أن أوصله بالسيّارة رفض قائلاً: المسجد قريب أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره ناولته المصحف طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف أخذت أقلب الصفحات حتى وجدتها أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة وعيناه مغمضتان يا الله إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!! خجلت من نفسي أمسكت مصحفاً أحسست برعشة في أوصالي قرأت وقرأت دعوت الله أن يغفر لي ويهديني لم أستطع الاحتمال فبدأت أبكي كالأطفال لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي إنه سالم !! ضممته إلى صدري نظرت إليه قلت في نفسي لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، عدنا إلى المنزل كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد هجرت رفقاء السوء وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد ذقت طعم الإيمان معهم عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي حمدت الله كثيراً على نعمه. ذات يوم قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة تردّدت في الذهاب استخرت الله واستشرت زوجتي فرحت كثيراً، توجهت إلى سالم أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي اشتقت إليهم كثيراً وكم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة لم أسمع ضحكتها المتوقّعة تغيّر صوتها قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله وسكتت أخيراً عدت إلى المنزل طرقت الباب تمنّيت أن يفتح لي سالم، لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت استعذت بالله من الشيطان الرجيم أقبلت إليّ زوجتيكان وجهها متغيراً كأنها تتصنع الفرح تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟ قالت: لا شيء . فجأة تذكّرت سالماً فقلت أين سالم ؟ خفضت رأسها سقطت دمعات حارة على خديها لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ثالم لاح الجنّةعند الله, لم تتحمل زوجتي الموقف أجهشت بالبكاءعرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه حتى فارقت روحه جسده .. أرجو أن نجد في هذه القصة ما يفيدنا في دنيانا .. ونستلهم منها العبر والدروس ...

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


موضوع رائع
الله يعطيك العافية ..
دمتي بفظ الرحمن


__________________________________________________ __________

حياك أختي ولكن المسابقه من شروطها تكون بقلم العضوات ,, وهذه القصه قد قراتها عدة مرات
ودي


__________________________________________________ __________

العذر منك عزيزتي للاسف
المسابقه انتهت تقريبا وتم التصويت
لافضل المواضيع
والنتائج جاهزه تقريبا
وسيتم الاعلان عنها
وموضوعك مكرر جدا


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________