عنوان الموضوع : التربية على القناعة**************
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

التربية على القناعة**************






التربية على القناعة

لقد ازدادت مطالبنا وتحولت الكماليات في حياتنا إلى ضروريات ، وانعكس ذلك على أبنائنا فتلك لديها سبعا من الدمى وتلح في طلب دمية كلما رأت واحدة ، وذاك لديه عشرات السيارات ويبكي حزنا لأنه لم يحصل على السيارة التي أعجبته في محل الألعاب أو على النسخة الجديدة من الألعاب الالكترونية ، إنها ظاهرة سيئة ومؤشر خطير لمن أراد لأبنائه حياة سعيدة ، يجب أن ننتبه إلى ذلك ، فشعور الإنسان بالحرمان والافتقار على الرغم من امتلاكه لأشياء كثيرة يفسد على الإنسان عيشه وينغص عليه حياته ، على العكس من الإنسان الذي يفرح بما لديه من النعم ويقدرها ويشعر بالاكتفاء حتى وإن كانت قليلة وهو ما نسميه القناعة ، وقديما قالوا القناعة كنز لا يفنى ، فما هي القناعة وهل هي مرادفة للزهد ؟ القناعة تفسر بالرضا أحيانا ، وتتضمن التسليم ، وهو شعور سار يجعل الشخص يحس بأنه يمتلك الكفاية ومن ثم يزول الشعور بالافتقار والحاجة فيصبح قانعا .أما الزهد فيدل على قلة الرغبة في متاع الدنيا ، والزهيد القليل . ونكتفي هنا بالقناعة التي هي أقل درجة من الزهد .

القناعة سلوك متعلم يكتسبه الإنسان من البيئة ، ومن أبرز المؤثرات في تعليم الطفل القناعة ما يلي :

القدوة فإذا كان الأبوان لا يتصفان بالقناعة ويستكثران من شراء مالا حاجة إليه فكيف سيكون حال الأبناء ، كثيرا مانرى عائلات تخرج للتسوق ، فتغريهم المطاعم وقد لا يكونوا جائعين فيجلسون للطعام ويطلبون ألوانا منه ثم يقومون عنه بعد تذوق اليسير، ما أحوجنا إلى تطبيق مبدأ سيدنا عمر “أوَ كلما اشتهيت اشتريت”.
الاهتمام بتنمية الجانب الإيماني ليدرك الطفل أن هناك أمورا هي أهم بكثير من جميع الموجودات في الدنيا ، وهي نعمة الإسلام فإذا كان الإنسان قد خلق للعبادة فمن حاز أجل النعم هو المسلم . فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يملك الكثير ولكنه كان أسعد الناس ، لقد كان يدرك أن الحياة لا تقاس بما يمتلكه الإنسان فيها ، بل بالامتنان للموجد سبحانه بما أنعم به من آلاء ، أولها نعمة الإسلام ، وبأن ما عنده خير وأبقى .
القراءة مع الأبناء في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبار الصالحين للتعرف على نماذج للزهد والقناعة .
التقليل من تأثير المغريات التي تسهم فيها القنوات الفضائية بما تتضمنه من برامج وإعلانات تشجع على الشراء والاقتناء ، فتحديد ما يشاهده الأبناء من قنوات وبرامج مهم إذا أردنا لبذور القناعة أن تنمو.
تعليم القناعة من خلال دروس الحرمان – لا يقصد به الحرمان من الضروريات – التي تنمي الإيمان وتقويه ، على العكس من الحياة المرفهة التي لا يبذل فيها الإنسان جهدا لتحصيل مبتغاه .
الاهتمام بنوع الصحبة التي يجتمع بها الأبناء فأهل الترف واللهو يقضون على براعم القناعة لدى الأبناء ويجرونهم كثير من المغريات التي تزيد عن حاجتهم .
تعليم الأبناء أن ينظروا إلى الناس وفقا لخصالهم وأعمالهم لا ممتلكاتهم ونفقاتهم ، وأن الحياة البسيطة يمكن أن تكون ممتعة إذا توفر لصاحبها الرضا والمحبة ، والحياة المرفهة يمكن أن تكون تعسة فقدت العلاقات الطيبة ، وأن ينظروا إلى من هو دونهم وليس إلى من هو فوقهم .
التدريب على الامتنان فهو سبيل إلى القناعة ، فعند القيام بنزهة قد يصرح بعض الأبناء بأنه لم يستمتع لأنه كان يريد أن يبقى مدة أطول أو لأن صديقه فلان لم يحضر أو لعدم توفر كذا وكذا مما يحب ، لا بد أن يتعلم الامتنان ويمكن أن يتم ذلك بتهيئة الأبناء مسبقا ” سيأخذنا بابا إلى الحديقة سيبذل جهده لكي نكون سعداء أحيانا نفضل البقاء أكثر ويجعلنا هذا ننسي الوقت الممتع الذي قضيناه وننظر إلى الشيء الذي لم يحصل فنرجع إلى البيت بالنكد بدلا من الفرح ، أريد اليوم أن أرى من هو الفائز الذي يرجع بالسعادة والشكر لوالده على النزهة الجميلة ولا يلتفت لما فاته .
الانتباه عند تشجيع الأبناء على الفوز والمنافسة حتى لا يأتي ذلك على حساب “أحب لأخيك ما تحب لنفسك” ، إن من دروس القناعة أن تقبل مشاركة الآخرين في الخير وتقنع بنصيبك غير متطلع إلى ما فاتك مما فاز به الآخرون .
أن يفهم أبناؤنا معنى كيف تكون الدنيا في أيدينا وليست في قلوبنا ، فلا يخرج بنا الفرح بما أوتينا إلى الفخر ، ولا نتطلع إلى ماليس في أيدينا ، ولا نأسى على مافاتنا .
التدريب على التعامل مع المال وهو من الأمور المهمة في هذا الإطار ، حيث يعطى الابن مصروفا يدخره وينفق منه ليشعر بمسؤوليته وتحكمه في شراء ما يحتاجه .
أن يعلم أبناؤنا أن الظروف اليومية ليست دائما مواتية فقد لا يتوفر فيها كثير مما نحب ، فلا بد من القناعة لمواجهة الظروف المعيشية المختلفة .

أحيانا يلجأ بعض الآباء إلى تلبية جميع رغبات الأبناء بحجة إشباعهم حتى لا يتطلعون إلى مالدى الآخرين والحق أن القناعة لا تنبع من امتلاك ما يعجب أو حدوث ما يسعد ، فكم رأينا من أناس يقولون لو حصلت على كذا أو فعلت كذا أو أصبحت كذا لكنت أسعد الناس ولكنه ما أن يحصل على ما يريد حتى يبدأ من جديد ، وهذا من طبائع النفس البشرية مالم تخضع للتهذيب يقول الشاعر :

والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا ترد إلى قليل تقنع

إذن فمن أراد أن يترك أبناؤه أغنياء فليعلمهم القناعة ، فقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى في قوله “ليس الغنى عن كثرة العَرَض ولكن الغنى غنى النفس” ، وصدق المثل القائل القناعة كنز لا يفنى .

م/ن


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


التربية على القناعة

مكرر غلاي


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________