عنوان الموضوع : أثر الصديق
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

أثر الصديق






بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أثر الأصدقاء
الهدف: معرفة أثر الأصدقاء على بعضهم سلباً أو إيجاباً لاستثمار ذلك
الطبيعة الاجتماعية للإنسان
• الإنسان اجتماعي بطبعه لا يمكنه أن يعيش منفرداً أو وحيداً، وللإنسان من اسمه نصيب، ومن هنا قال أهل اللغة إنما سمي الإنسان إنساناً لأنه يأنس ويؤنس إليه، يقول الراغب: الإنسان من الأنس، وهو خلاف النفور، سُمّوا بذلك لأن بعضهم يأنس ببعض، فالإنسان يأنس ويؤنس، لذلك قيل: الإنسان مدني بالطبع؛ أي لا قِوام لحياته إلا بالاجتماع.
• ويؤكد اجتماعيته: أن آدم أبا البشر استوحش في أفضل الأماكن لما كان وحيداً، قال ابن مسعود وابن عباس رضي اللع عنه: لما أسكن آدمُ الجنة مشى فيها مستوحشاً، فلما نام خلقت حواء من ضلعه القُيَصْرى[أسفل الأضلاع] من شقه الأيسر ليسكن إليها ويأنس بها، فلما قام وجدها، فقال من أنت؟ قالت: امرأة خلقت من ضلعك لتسكن إلي، وهو معنى قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا...} (لأعراف: 189)، فإذا كان أبونا آدم قد استوحش في أفضل الأماكن فكيف بالدنيا المليئة بالمكدرات والمنغصات!!
• بل حتى الحيوانات العجماوات لا تعيش إلا مجتمعة، كما هو عالم النمل والنحل والجراد...
• وعليه فإذا وُجد إنسان يعيش وحده منعزلاً فهو إنسان غير طبيعي؛ لأنه العزلة خلاف أصل طبيعته، ونخلص من هذا إلى أن الإنسان لا بد له من أصحاب يعيش معهم، ولا بد أن تكون له حقوق وعليه واجبات.
أصل الصحبة:
• الصحبة والمصاحبة هي الملازمة، والعرب تقول: الصاحب هو الملازم، وتقتضي الصحبة الاجتماعُ وطولُ اللبث، والمداومة والاستمرار، لذلك سميت الزوجة صاحبة، {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ}(عبس:34-36)،
• ومن مرادفات الصحبة والمصاحبة: المصادقة، المزاملة، المعاشرة، وأخص هذه العلاقات المؤاخاة، وهي بين المسلمين إذا كان أساسها الدين.
عناية الإسلام بهذه الصلات:• عني الإسلام بهذه الصلات والعلاقات لما يتحقق في الاختلاط من الخير والمصالح، لذلك شرعت الجمعة والجماعات والأعياد، بل معظم شعائر الإسلام تؤدى جماعة، وقد قالوا كدر الجماعة أفضل من صفو الفرد، وفي هذا المعنى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن ابن عمر.
• وفي المقابل نفر الإسلام من العزلة ونهى عنها لما فيها من فوات الخير، فضلاً عما يحصل فيها من شر؛ الذي قد يصل إلى الوسوسة، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لو يعلم الناس ما من الوحدة ما أعلم، ما سار راكب بليل وحده) رواه أحمد واللبخاري عن ابن عمر رضي الله عنه ، وقد سئل حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنه عن رجل يصوم النهار ويقوم الليل لكنه لا يحضر الجمعة والجماعات، فقال: أخبروه أنه من أهل النار.
• ولم يرخص الشارع في العزلة إلا في حالات نادرة وهي عند تعذر إقامة الدين مع الخلطة، ولا يكون ذلك إلا عند الفساد العام وانتشار الفتن، روى أحمد والبخاري عن أبي سعيد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يكون خيرُ مال المسلم غنماً يتبع بها شَعَفَ[أعالى] الجبال، ومواقع القطر، يفر بدينه من الفتن)
أثر الأصدقاء على بعضهم:
• من المسلمات أن للصديق أثر على صديقه، سلباً أو إيجاباً، ذلك أن كل إنسان يتأثر ويؤثر، وكل إناء بما فيه ينضح، يقول ابن القيم -رحمه الله: اللقاء لحاق، فمن طاب لقاؤه طابت ثمرته. وقالوا: الصاحب ساحب، ومن جالس جانس.
وقال طرفة بن العبد:
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم *** ولا تصحب الأرْدى فتردى مع الرَّدي
عن المرء لا تسأل وسلْ عن قرينه *** فكل قرين بالمقُارَنِ يقتدي
وقال أبو العتاهية:
اصحب ذوي الفضل وأهل الدينِ *** فالمرءُ منسوبٌ إلى القرين
• بيان الرسول صلى الله عليه وسلم أثر الصديق:
• ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث تجسد أثر الصديق على صديقه، منها:
o ما رواه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، قال أبو سليمان الداراني - رحمه الله: معناه لا تخالل إلا من رضيت دينه وأمانته، فإنك إذا خاللته قادك إلى دينه ومذهبه، والخلة أعلى درجات الإخاء.
o وروى البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك أو تبتاع منه أو تجد منه ريحاً طيباً، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أن تجد منه ريحاً منتنة)، فإذا كان هذا أثر الجليس على جليسه الذي قد يجتمع معه في لقاء عابر، فكيف بصاحب العمر ورفيق الدرب؟! لا شك أن الأثر سيكون أعمق سلباً كان أو إيجاباً.
شروط الصديق المطلوب: • طالما أن للصديق على صديقه أثر إيجابي أو سلبي - ولا بد- فالواجب أن يُختارَ الصديقُ اختياراً، ولذلك أسس وشروط ، منها:
الأول: الإيمان: • فمن غير المناسب أن يصادق المسلم كافراً فضلاً عن الملحد، كما ينبغي أن يكون هذا المسلم مستقيماً ولو في أدنى درجات الاستقامة والتقوى، التي تعني: أداء الفرائض واجتناب الكبائر، وقد روى أحمد وأبو داود عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلة الله عليه وسلم (لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي)، وقد روى عن عيسى رضي الله عنه قوله: (جالسوا من تذكركم الله رؤيتُه، ومن يزيد في عملكم كلامُه، ومن يرغبكم في الآخرة عملُه)
• عواقب الصداقة القائمة على غير الإيمان: أخبر الله في كتابه أن للصداقة غير الإيمانية عواقب وخيمة يوم القيامة وهي:
• العداوة والخصومة يوم القيامة: قال تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (الزخرف:67)
• الحسرة والندامة يوم القيامة: قال تعالى {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً} (الفرقان:27-29)
وحتى تكون صداقة إيمانية صادقة لا بد أن تقوم على مبدأ التناصح والتعاون على البر والتقوى.
• آفات الصداقة الإيمانية: ذكر ابن القيم رحمه بعض آفات الصداقة الإيمانية، فقال: الاجتماع بالإخوان قسمان:
• أحدهما: اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت، فهذا مضرته أرجح من منفعته، وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت.
• الثاني: الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر، فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها، ولكن فيه ثلاث آفات:
• الكلام والخلطة أكثر من الحاجة.
• أن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود.
• تزيين بعضهم لبعض.
الثاني: العقل: o إذ لا خير في مصادقة الأحمق، فقد يضرك من حيث يريد نفعك، والحماقة مرض لا دواء له، كما قال القائل:
لكل داء دواءٌ يُستطبُّ به *** إلا الحماقةَ أعيتْ من يُداويها
• لذلك فإن صحبة الأحمق عاقبتها وخيمة، يقول علي رضي الله عنه :
فلا تصحب أخا الجهل *** وإياك وإياه
فكم من جاهل أردى *** حليماً حين آخاه

الثالث: الاتصاف بالأخلاق الحميدة:
فإذا تأثر به تأثر إيجاباً، لأن قانون العدوى في الأمراض الحسية ينطبق على الأمراض المعنوية، فقد قيل: إياك ومصاحبة الأشرار فإن طبعك يسرق منهم وأنت لا تدري. لذلك حذر السلف الصالح من مصاحبة قرناء السوء خشية التأثر السلبي:
روى سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه قوله: عليك بإخوان الصدق تعش في أكنافهم؛ فإنهم زينة في الرخاء، وعدة في البلاء، وضع أمر أخيك على أحسنه، حتى يجيئك ما يغلبك منه، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين من القوم، ولا أمين إلا من خشي الله، فلا تصحب الفاجر، فتتعلم من فجوره، ولا تطلعه على سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله تعالى.
ويقول علي رضي الله عنه : لا تصحب الفاجر فإنه يزين لك فعله ويود لو أنك مثله.
بل إن العزلة على خطورتها أهون من مصاحبة الأشرار، يقول أبو ذر رضي الله عنه : الوحدة خير من جليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكورة أختي يمني
جزاك الله خيرا
ووفقك الي مايحب ويرضي
اللهم أعنا علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك


__________________________________________________ __________

الصديق من تعرفه في الشدائد وليس من تعرفه بالمسرات

موضوع رائع

جزاك الله خيرا


__________________________________________________ __________



اسمحى لى ان اضيف عن الصديق فى هذا الموضوع الجميل والمهم فى هذا الزمن الذى ذهبت فيه كل معايير الصداقة الحقيقة

فمن هو الصديق الحقيقي وهل يوجد صديق في هذا الزمان ؟

الصديق الحقيقي : هو الصديق الذي تكون معه, كما تكون وحدك اي هو

الانسان الذي تعتبره بمثابة النفس


الصديق الحقيقي : هو الذي يقبل عذرك و يسامحك أذا أخطأت و يسد مسدك في غيابك

الصديق الحقيقي : هو الذي يظن بك الظن الحسن

و أذا أخطأت بحقه يلتمس العذر ويقول في نفسه لعله لم يقصد

الصديق الحقيقي : هو الذي يرعاك في مالك و أهلك و ولدك و عرضك

الصديق الحقيقي : هو الذي يكون معك في السراء و الضراء و في الفرح و الحزن و في السعةِ و الضيق و في الغنى و الفقر

الصديق الحقيقي : هو الذي يؤثرك على نفسه و يتمنى لك الخير دائما

الصديق الحقيقي : هو الذي ينصحك اذا راى عيبك و يشجعك اذا رأى منك الخير ويعينك على العمل الصالح

الصديق الحقيقي : هو الذي يوسع لك في المجلس و يسبقك بالسلام اذا لقاك و يسعى في حاجتك اذا احتجت اليه

الصديق الحقيقي : هو الذي يدعي لك بظهر الغيب دون ان تطلب منه ذلك

الصديق الحقيقي : هو الذي يحبك بالله و في الله دون مصلحة مادية او معنوية

الصديق الحقيقي : هو الذي يفيدك بعمله و صلاحه و أدبه و أخلاقه

الصديق الحقيقي : هو الذي يرفع شأنك بين الناس و تفتخر بصداقته و لا تخجل من مصاحبته و السير معه

الصديق الحقيقي : هو الذي يفرح اذا احتجت اليه و يسرع لخدمتك دون مقابل

الصديق الحقيقي : هو الذي يتمنى لك ما يتمنى لنفسه

اشكرك حبيبتى يمنى على كتابة هذا الكلام الرائع عن الصديق
ننتظر جديدك حبيبتى


__________________________________________________ __________

السلام عليكم ورحمه الله وبركآته ..~*


باارك الله فيكِ

جزاااكِ الله خيرااا


__________________________________________________ __________

مشكورين حبايبي على ردودكم المميزة