عنوان الموضوع : خديجة بنت خويلد -اسلاميات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

خديجة بنت خويلد








أم المؤمنين خديجة بنت خويلد أولى زوجات النبي محمد وأم كل أبنائه ما عدا ولده إبراهيم. قبل زواجها من النبي محمد، تزوجت خديجة بنت خويلد مرتين الأولى من عتيق بن عائد المخزومي الذي مات عنها فتزوجت بأبي هالة بن النباش بن زرارة التميمي حليف بني عبدالدار فمات عنها أيضاً، وأنجبت من كليهما. كانت خديجة من أغنياء قريش وأكرمهم نسبًا، وعُرف عنها طيب أخلاقها.



نسبها :-

ولدت خديجة بنت خويلد في بيت من بيوتات أشراف قريش، فأبوها خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب مرة، فهي تلتقي في نسبها مع نسب النبي محمد في جده الرابع قصي بن كلاب، فهي بذلك أقرب أمهات المؤمنين نسبا إلى النبي محمد. أما أمها فهي فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن هدم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب، يلتقي نسبها بالنبي محمد في لؤي بن غالب الذي تنتسب إليه قريش، وأمها عمة ابن أم مكتوم. ولخديجة من الإخوة نوفل والعوام والد الصحابي الزبير بن العوام وحزام والد الصحابي حكيم بن حزام.

كان أبوها سيد بني عبد العزى بن قصي وأحد أشراف قريش، ويروى أنه وفد مع عبد المطلب بن هاشم وأمية بن عبد شمس على سيف بن ذي يزن ملك اليمن لتهنئته بانتصاره على الأحباش وطردهم من اليمن بعد عام الفيل بسنتين. ويُرجّح أن خويلدًا توفي قبل حرب الفجار. أما أعمامها فهم المطلب بن أسد والد الأسود بن المطلب والحارث بن أسد جد أبو البختري بن هاشم وعمرو بن أسد، وعمتها أم حبيب بنت أسد أم برة بنت عبد العزى جدة النبي محمد لأمه.




حياتها قبل الزواج من النبي محمد :-

ولدت خديجة بنت خويلد في مكة، وهناك خلاف في سنة مولدها، فقد ذكر أبو بكر البيهقي أن خديجة توفيت وعمرها خمسين سنة، فيما قال الحاكم النيسابوري في المستدرك أنها لم تبلغ الستين عامًا.

تزوجت خديجة مرتين قبل زواجها من النبي محمد. كان أولها من عتيق بن عائذ المخزومي الذي توفي عنها، وأنجبت منه ابنتها هند، ثم بأبي هالة بن زرارة التميمي حليف بني عبد الدار، وأنجبت منه جارية وغلام هالة وهند. غير أن تلك الزيجات يعارضها بعض المؤرخين كالبلاذري الذي قال بأنها كانت مسماة لابن عمها ورقة بن نوفل، في تلميح إلى كونها كانت بكرًا حين تزوجها النبي محمد. وهو ما صرّح به عبد الملك بن حسين العصامي المكي، أنها كانت لورقة بن نوفل، إلا أنه لم يقض بينهما نكاح . كما ذكر أبو نعيم الأصبهاني أن خديجة كانت بكرًا عندما خرج النبي محمد بتجارتها إلى الشام. و قد رفضت خديجة الزواج بعد وفاة أبي هالة التميمي زوجها الثاني، رغم تقدم الكثير من أشراف قريش وأعيانها لخطبتها.




زواجها من النبي :-

كانت خديجة ذات مال، وتستأجر الرجال للمتاجرة. بلغ خديجة ما اشتهر به محمد بن عبد الله من صدق وأمانة وحسن خُلُق، فبعثت إليه ليخرج بتجارتها إلى الشام مع غلام لها يدعى ميسرة، فوافق محمد بن عبد الله، وربح ضعف ما كانت تربح من قبل. فأعجبت خديجة بأمانته، ورأت أنه الزوج المناسب له فأرسلت من يدعوه للتقدم للزواج منها، ولكن الروايات اختلفت في كيفية ذلك. فقد ذكرت بعض الروايات أنها عرضت نفسها على النبي محمد، وذكرت روايات أخرى أنها أرسلت إليه بعض النساء لكي يتكلمن معه في موضوع الخطبة. وفي رواية أخرى، أنها تحدثت مع عمار بن ياسر ليعرض أمر الزواج على النبي محمد.

تحدث محمد مع عمه أبي طالب في خطبة خديجة، فوافق عمه وذهب مع عشرةٍ من وجوه بني هاشم إلى عمها عمرو بن أسد، فخطبها منه، وجعل صداقها اثنتا عشر أوقية من الفضة وتم الزواج. يجمع جمهور العلماء المسلمين أن عمر النبي محمد عند زواجه كان 25 سنة، وعمر خديجة 40 سنة وهو قول الواقدي وابن الأثير وابن عبد البر.





يتبع ...


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


أهل بيت النبي محمد وخديجة :-

بعد الزواج، تربى في بيت الزوجين ابنها من زواجها السابق هند بن أبي هالة التميمي، ثم أنجبت للنبي محمد ستة من الولد ولدين وأربع بنات، وهم القاسم الذي ولد قبل النبوة ومات بعد أن بلغ سنًا تمكنه من المشي، دون أن تكتمل رضاعته. وزينب وهي كبرى بناتهما التي ولدت قبل بعث النبي محمد بعشر سنوات وتزوجها أبو العاص بن الربيع ابن خالتها وأنجبت له عليَّا وأمامة،وعبد الله الذي مات صغيرًا ورقية ولدت قبل البعثة بسبع سنين، وتزوجها عتبة بن أبي لهب ثم طلقها لما أمره أبوه هو وأخيه بتطليق ابنتي النبي محمد، ثم تزوجها عثمان بن عفان وهاجرت معه الهجرة الأولى إلى الحبشة ثم هاجرت معه إلى المدينة، وفيها توفيت بعد ثلاث سنين من الهجرة. وأم كلثوم التي ولدت قبل البعثة بست سنين، وتزوجها عتيبة بن أبي لهب بن عبد المطلب قبل النبوة فلما بُعث النبي محمد، أمره أبوه أبو لهب بتطليقها، فتزوجها عثمان بن عفان بعد موت أختها رقية في ربيع الأول 3 هـ بعد الهجرة إلى المدينة. وفاطمة ولدت قبل البعثة بخمس سنين، وتزوجت من علي بن أبي طالب بعد الهجرة إلى المدينة، وأنجبت له الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم.

إضافة إلى الأبناء، تربى في بيت الزوجين آخرين كعلي بن أبي طالب الذي كفله النبي محمد لفقر عمه أبي طالب، وردًا لجميله بكفالته له بعد وفاة جده عبد المطلب، ثم زوجه من ابنته فاطمة في سنة 2 هـ بعد غزوة بدر. وزيد بن حارثة الذي كان حكيم بن حزام قد اشتراه لخديجة، فأهدته للنبي محمد الذي تعلّق به حتى تبنّاه قبل النبوة، وصار يُعرف بزيد بن محمد إلى أن أبطل الإسلام التبني. وأم أيمن بركة بنت ثعلبة التي كانت تكنّى بابنها أيمن بن عبيد، وهي أم أسامة بن زيد التي ورثها النبي عن أمه آمنة بنت وهب، واحتضنته بعد وفاة أمه، ثم أعتقها، فبقيت ملازمة له طيلة حياتها.




بعث النبي محمد :-

حين بعث الله برسوله جبريل إلى النبي محمد وهو يتعبد في غار حراء، جزع النبي محمد وهرول إلى بيته، فتلقّفته زوجه خديجة، فأخبرها خبر الوحي، فقالت له «أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدًا. إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكَلّ وتُقري الضيف وتعين على نوائب الحق.» ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ابن عمها ورقة بن نوفل الذي كان على المسيحية وله علم بالإنجيل، فقصّ عليه النبي محمد الخبر، فقال ورقة: «هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني فيها جذعًا أكون حيًا حين يخرجك قومك» فقال النبي محمد: «أومخرجي هم» فقال ورقة «نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا.» فكانت خديجة أول من آمن بدعواه وبذلت نفسها ومالها لتأييده.

كانت خديجة داعمًا ومواسيًا للنبي محمد، ووقفت بجانبه، وساعدته بكل ما تستطيع، وبذلت نفسها ومالها في سبيل تبليغه لرسالته، فكان لا يسمع من أهل مكة شيئًا يكره أو تكذيب له، إلا واسته وثبّتته وخففت عنه. وحين حاصر أهل مكة المسلمين في شعب أبي طالب، دخلت مع النبي محمد في الشعب، وتحملت معه مشقة الجهد والعناء والجوع، واستعانت بابن أخيها حكيم بن حزام ليؤمن لهم الطعام لتسد جوع المسلمين في الشعب.




وفاتها :-

لم تتحمل خديجة الحصار، وتوفيت في الشعب قبل ثلاثة سنوات من هجرة النبي محمد إلى يثرب، وعمرها 65 عام. وأنزلها النبي محمد بنفسه في حفرتها وأدخلها القبر بيده، ودُفنت بالحجون التي هي الآن مقابر المعلاة بمكة. قال الواقدي أنها توفيت في 10 رمضان من العام الثالث قبل الهجرة. بعد وفاة أبي طالب قيل بثلاثة أيام، وقيل كان بينهما شهران وخمسة وأيام.



منزلة خديجة عند النبي محمد :-

كانت لخديجة منزلة خاصة في قلبه حتى بعد وفاتها وزواجه من غيرها من النساء، فلم تستطع أي واحدة منهن أن تزحزح خديجة عن مكانتها في قلبه. فبعد أعوام من وفاتها وبعد انتصار المسلمين في معركة بدر وأثناء تلقي فدية الأسرى من قريش، لمح النبي محمد قلادة كانت لخديجة بعثت بها ابنتهما زينب في فداء زوجها الأسير أبي العاص بن الربيع، فرقّ قلبه لذكرى زوجته، وطلب من أتباعه أن يردوا على زينب قلادتها ويفكوا أسيرها إن شائوا.

كما ذكرت زوجته عائشة بنت أبي بكر، أنه كان لا يكاد يخرج من بيته حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها. وأن عائشة غارت من ذلك يومًا، فقالت «هل كانت إلا عجوزاً فأبدلك الله خيرًا منها»، فغضب النبي محمد ثم قال: «لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء.» فقالت عائشة: «اعف عني، ولا تسمعنى أذكر خديجة بعد هذا اليوم بشيء تكرهه.» كما ذكرت عائشة أنه من بره بخديجة، كان ربما يذبح الشاة ثم يقطعها ويبعثها إلى صديقات خديجة.

كما عدّها النبي محمد من خير النساء، ففي الحديث النبوي الذي رواه أنس بن مالك أن النبي محمد قال: «حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون.» وفي حديث آخر رواه أبو هريرة أن جبريل أتى النبي فقال: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ.»




قالوا عنها :-

قال عنها الذهبي: «هي ممن كمل من النساء، كانت عاقلة جليلة دينة مصونة كريمة.» وقال السَّهيلي: «خديجة تسمى الطاهرة في الجاهلية والإسلام.»، وفي سِيَر التيمي أنها كانت تسمى سيدة قريش. وقال الزبير بن بكار: «كانت تُدعى في الجاهلية الطاهرة.»

ويقول عنها بودلي: «إن ثقتها في الرجل الذي تزوجته لأنها أحبته كانت تضفى جوا من الثقة على المراحل الأولى للعقيدة التي يدين بها اليوم واحد في كل سبعة من سكان العالم.»، ويؤرخ مرجليوث حياة محمد باليوم الذي لقى فيه خديجة ومدت يدها إليه تقديرا، كما يؤرخ حادثة هجرته إلى يثرب باليوم الذي خلت فيه مكة من خديجة. ويطيل درمنجم الحديث عن موقف خديجة حين جاءها زوجها من غار حراء، بقوله: «خائفًا مقرورًا أشعث الشعر واللحية، غريب النظرات...، فإذا بها ترد إليه السكينة والأمن، وتسبغ عليه ود الحبيبة وإخلاص الزوجة وحنان الأمهات، وتضمه إلى صدرها فيجد فيه حضن الأم الذي يحتمى به من كل عدوان في الدنيا»، وكتب عن وفاتها: «... فقد محمد بوفاة خديجة تلك التي كانت أول من علم أمره فصدقته، تلك التي لم تكف عن إلقاء السكينة في قلبه... والتي ظلت ما عاشت تشمله بحب الزوجات وحنان الأمهات.»





[/COLOR][/SIZE]


__________________________________________________ __________

بارك الله فيك على الموضوع القيم


__________________________________________________ __________

جزاكي الله خيرا


__________________________________________________ __________

رضي الله عنها وأرضاها ..
جزاك الله خير


__________________________________________________ __________