السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الغريب جداً أن أعلم أن زوجي له معشوقة غيري
يلجأ لها عند كل ضائقة
وأقابل كل ذلك بالصمت والانتظار..حتى ينفذ ماوعدني به……
( أن يتخلى عنها قريباً..(
قد تكون علاقته بها طفيفة نوعا ما عندما يكون هنا بين
أسرته..
إنما ما هو الحال حينما يخلو مع نفسه في غربته للعمل,
لا بدوأن شوقه لها يحركه ليلجأ إليها..
سبحان الله .. صمت مدة طويلة بلغت 9 أشهر..
ولم أفكر خلال تلك المدة بأكملها عن حال علاقته بها
وما إن كان قد تركها فعلا ولم أفكر حتى بأن أعينه على التخلي عنها
وأن أذكره بنتائج فعلته السيئة في الدنياوالآخرة…
كل ذلك بسبب استنادي على وعده…
الذي لم يتحقق حينها..
يوما ما:
أقبل علي ورائحة عطرها عالقة بشدة في ملابسة…
وتفوح من فمه فوحاً..
كان يحاول أن يتهرب مني بين السواك
وتلطيف رائحة الغرفة..مع ابتسامة
ودودة تعبر عن خوفه.
كل ذلك ليمحو آثارجريمته..
صمت ولم أناقشة بالأمر..
حينها فقط..:
لمت نفسي على طول صمتي..فكرت مليا ما العمل..
لستُ أدري ماالعمل؟
في يوم ما في المساء.. :
أثناء جلسته الأهلية ..
وقبل خروجه لمقر عمله ..رحت أبحث في ملابسة
عن تلك العلبة التي تنام بها معشوقته..
وبالفعل وجدتها..صعب علي رؤيتها
أخذت تلك العيدان
و وضعت مكانها
(1)**علكة اكسترا
و دوائر المنتوس اللذيذة**
كانت تلك خطوتي الأولى لأصدق دوري
كزوجة صالحة..تربت على يد الماضي الأليم..!
أما تلك العيدان وضعتها في حقيبته ولففتها بورقة
كتبت عليها رسالتي القصيرة
تعبر عن مدى استيائي وحزني
حين أرى زوجي و والد أبنائي
يحرق صحته بتلك العيدان!
ثم ختمت تلك الرسالة ..
بـ :
إن كانت صحتك لا تهمك فإنها تهمني
وإن كنت لا أهمك...فخذ واحدةً من هذه واحرق حبك لي بها!
..........
تذكر ::الله موفقك ومعينك..
فاجعل من ضميرك الطيب..
بيني وبين ما يخفى علي!
.
.
.
بعد كل ذلك
لم أتجرأ ولم يتجرأ هو كذلك أن نناقش الأمر وجها بوجه
بل كان كل شيء يسير عادي بينا كما السابق نحكي ونضحك ونمزح سويا..
كلما كنت أقوم به رسائل متفرقة
أضعها في حقيبته وأحيانا في محفظته
وأحيانا بين أوراقة وحتى في جواز سفرة
لأنه يستخدمه بصورة يوميه...
كلها رسائل قصيرة
فلم أحب أن أكون متكلفة
وكلفة عليه في النصيحة..
كتبت له في محفظة نقوده :
زوجي العزيز:
إن أم فلان ( هي امراة هجرها بعلها ومعروفة في الحارة بفقرها )
تحتاج للمبلغ الذي ستشتري به علبة السيجارة..قد تشتري به
ما يسد جوع عيالها..وبذلك تكسب أنت أجرها.
فكر في الأمر..
.
.
.
مضى أسبوعين والصمت حديثنا
وكنت أبحث في جيوب ملابسة عن العلبة
إلا أني لا أجدها
ولا أدري إن كان يخبئها عني..
وأنا لا زلت أتواصل معه بخصوص هذا الموضوع
عن طريق الرسائل الورقية..!
بعد فترة **أتاني الفرج والحمد لله..**
قدم لي مبلغ أخبرني بأن هذا المبلغ
يعبر عن تكلفة عدد المرات التي أراد
أن يشتري بها علبة سيجارة
ولم يفعل!
طلب مني أن أقدمها لأم فلان!
سررت بذلك..
ثم تابع قولة:
كنت أختبر مداصبركِ علي..وعلى الصمت..وهل ستتركني أكابد
السموم وحدي!
.....................................
بصراحة لستُ أدري..
إن ما زال زوجي مستمراً معها
رغم أني لا أجد أثرا لها
لا في ملابسة ولا بسيارته..
لستُ أدري أين يخبأها..
والحمدلله هو مواظب على صلاته و قرانه
ودائما ما نناقش أمور حياتنا الدينية ! ..
دعواتي له أن يتركها مستمرة..
ولكن شعوري بأنه قد تركها يرادوني ويسعدني..
/
إنتهى
::::::::::::::::::::::
لله درها من زوجة ذكية صالحة!
كُتبت من الواقع ..
وبقلمها الفذ الاخت الكريمة / سَمَا
أعجبني سردها وطريقتها في حل مشكلتها
فالنصيحة ليس عليها أن تكون فضيحة
ولنتذكر دوما نحن لا نكره من يعصي
نحن نكره معصيته ..
لكّن غالياتي
دمتم بحياة هانئة في رضى الله سبحانه وتعالى
(1)
المنتوس
دوائر المنتوس هي البرميت..
تكون على شكل دائرة حلوة المذاق..
تجي بالفراولة والنعناع أو مشكله..