عنوان الموضوع : أثــــر البيئـــة في تنشئــة وتربية الطفـــل ...
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
أثــــر البيئـــة في تنشئــة وتربية الطفـــل ...
أثــــر البيئـــة في تنشئــة وتربية الطفـــل ...
إن البيئة التي يعيش فيها الطفل لها تأثير عميق وفعّال في حياته وتكوّن شخصيّته ، فالإنسان منذ نعومة أظفاره يتأثر وينفعل بما يجري حوله من ممارسات .
فإنه يكتسب مزاجه وأخلاقه وممارساته و طريقة تفكيره من المحيط أو البيئة التي يعيش فيها .
وقد تبيّن أنّ للوالدين ، ولسلوك العائلة ، ووضعيّة الطفل في العائلة ، دوراً كبيراً في تحديد شخصيّته وصقلها وبلورتها وتحديد معالمها .
كما أن للمعلّم ، والأصدقاء ، والمجتمع ووسائله الإعلامّية ، وعاداته ، وأسلوب حياته ، الأثر المباشر والكبير على سلوك الطفل وكيفيّة تفكيره .
وللمحيط والبيئة الاجتماعية والاسرة دور في و ثأثير على الطفل كما يلي :
1ـ المحيـــط الطبيعــــي :
إن القاعدة الأساسيّة في تربية الطفل تتوقف على أساس من الاهتمام بالطبيعة ، والعمل على إبعاد المخاوف عنه ، وتوجيهه إلى مواطن السرور والأمان والطمأنينة في هذا العالم لصيانته من الحالات النفسيّة التي تؤلمه وتضرّ به .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ينبغي ترغيب الطفل في التوجه نحو الطبيعة ، وتشجيعه على استلهام أسمى معاني الحبّ والبهجة والجمال والأمن منها ، وتشويقه على البحث والمعرفة والاكتشاف .
وقد قال عزَّ وجلَّ : أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ [ الأعراف : 185 ] .
ومن الواضح أنّ الطفل يتأثر بالمحيط وينفعل به ، فيتساءل كثيراً عمّا يراه و يسمعه في هذا العالم ممّا يثير إعجابه و دهشته ، ويلفت نظره .
فصوت الرعد ووهج البرق ونباح الكلب ودويّ الريح وسعة البحر ووحشة الظلام ، كلّها تثير مخاوفه ، وتبعث في نفسه القلق والاضطراب والخوف ، وتجعله ينظر إليها بحذر وتردّد ، ويعدّها في عداد العدوّ والخطر .
فيتطوّر عنده هذا الشعور ، و يأخذ أشكالاً مختلفة ، وتتطوّر هذه التحوّلات مع نموّ الطفل .
فتترسّب حالات الخوف في نفسه ، وتنمو شخصيّته على القلق والتردّد والاضطراب والخوف والجبن .
وكما أنّ لهذه الظواهر الطبيعيّة وأمثالها ، هذا الأثر السلبيّ في نفسيّة الطفل ، فإنّ منها ماله التأثير الإيجابي والنافع في نفسه ، فنجده يفرح ويسرّ بمنظر الماء والمطر ، وتمتلئ نفسه سروراً وارتياحاً بمشاهدة الحقول والحدائق الجميلة ، ويأنس بسماع صوت الطيور ، وترتاح نفسه حين اللعب بالماء والتراب والطين .
فيجب في كلتا الحالتين التعامل معه ، وتدريبه على مواجهة ما يخاف منه ، وإعادة الثقة في نفسه منحه الصورة الحقيقية عن الحياة .
وممّا هو مهمّ جدّاً في دور التربية هو أن نجيب الطفل ـ بكل هدوء وبساطة وارتياح وحبّ ورحابة صدر ـ عن جميع تساؤلاته حول المطر و الشمس والقمر والنجوم والبحر والظلام وصوت الرعد و… بما يرضيه و يريح نفسه .
فننمّي بذلك روح الإقدام فيه وحبّ الاستطلاع ، وحبّ الطبيعة وما فيها من خلق الله عزَّ وجلَّ البديع العجيب .. لينشدّ إليها ، ويعرف موقعه فيها ، و يدرك عظمة خالقه ، ومواطن القدرة والإبداع ، ودوره فيها .
فينشأ فرداً سليماً نافعاً ذا إرادة تجنّبه الانحراف وفعل الشرّ ، وذا عزيمة على الإقدام على فعل الخير .
ويتركّز في نفسه مفهوم علميّ وعقائديّ مهم بأنّ الطبيعة بما فيها هي من صنع الله عزَّ وجلَّ وإنّ الله قد سخّرها لخدمة الإنسان ، ليتصرّف فيها ويستفيد منها ، ويكيّف طاقاته ويستغلّها بما ينفعه وينفع الناس .
وقد قال جلّ وعلا : هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً [ البقرة : 29 ] .
وقال أيضاً : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ [ الملك : 15 ] .
وهذا التسخير الإلهيّ ما هو إلاّ تمكين للإنسان من تكييف قوى الطبيعة واستثمارها لصالحه وفق ما تقتضيه المفاهيم الإنسانيّة التي عالجها من خلال علاقته بالطبيعة ، مثل مفاهيم الحبّ والخير والجمال والأمن والسلام والاحترام ، وغيرها .
2- البيئـــة الاجتماعيــة :
إنّ للوسط الاجتماعي الذي يعيش الطفل فيه تأثيراً كبيراً في بلورةسلوكه وبناء شخصيّته ، لأنه سرعان ما يتطبّع بطابع ذلك الوسط ، ويكتسب صفاته ومقوّماته من عقائد وأعراف وتقاليد ونمط تفكير ، وما إلى ذلك .
والبيئة أو الوسط الاجتماعيّ الذي يعيش فيه الطفل يتمثل بما يلي :
أ ـ الأســــــــرة :
هي المحيط الاجتماعيّ الأول الذي يفتح الطفل فيه عينيه على الحياة ، فينمو ويترعرع في وسطه ، ويتأثّر بأخلاقه وسلوكيّاته ، ويكتسب من صفاته وعاداته و تقاليده .
فالطفل يرى في أبويه ـ وخصوصاّ والده ـ الصورة المثالّية لكّل شيء ، ولذا تكون علاقته معه علاقة تقدير وإعجاب وحبّ واحترام من جهة .
ومن جهة أخرى علاقة مهابة وتصاغر ، ولذا فهو يسعى دائماً إلى الاكتساب منه ، وتقمّص شخصيّته ، ومحاكاته وتقليده ، والمحافظة على كسب رضاه .
في حين يرى في الأمّ مصدراً لتلبية ما يفتقر إليه من حبّ وعطف وحنان وعناية ورعاية واهتمام ، لهذا فإن شخصيّة الأم تؤثر تأثيراً بالغاً في نفسية الطفل وسلوكه حاضراً ومستقبلاً .
لذا فإنّ لأوضاع الأسرة وظروفها الاجتماعيّة والعقائديّة والأخلاقيّة والسلوكيّة والاقتصادية وغيرها ، طابعها وآثارها الأساسيّة في تكوين شخصيّة الطفل ونموّ ذاته .
فالطفل يتأثر بكل ذلك ، وينعكس هذا على تفكيره وعواطفه ومشاعره وإحساساته ووجدانه وسلوكه ، وجميع تصرّفاته .
فعلاقة الوالدين مع بعضهما ، وكيفيّة تعامل أفراد الأسرة ، من إخوة وأقارب فيما بينهم ، توحي إلى الطفل بنوعيّة السلوك الذي يسلكه في الحاضر والمستقبل .
فهو حينما يرى أن هذه العلاقة قائمة على الودّ والعطف والحنان والتقدير والاحترام والتعاون ، فإنه يألف هذا السلوك ، ويتأثر به .
فتكون علاقته بوالديه وإخوته وبقيّة أفراد أسرته والآخرين قائمة على هذا المنحى ، وعندما يخرج إلى المجتمع فهو يبقى في تعامله معه على هذا الأساس أيضاً .
أمّا إذا كان الطفل يعيش في وسط أسرة متفكّكة منهارة ، تقوم علاقاتها على الشجار والخلاف وعدم الاحترام والتعاون ، فإنّه يبني علاقته بالآخرين على هذا الأساس .
فينشأ معانياً من الجفوة والقسوة والانحلال والتفكّك وعدم الانسجام ، ويتكوّن لديه الشعور بالنقص ، وربّما ينشأ مريضاً نفسيّاً وانتقاميّا حقوداً على الجميع ، وكم يذكر لنا التاريخ من هذا النمط الذين كانوا وبالاً على المجتمعات .
وفي الوقت الحاضر لا يخلو العالم من هذه النماذج الحقودة على الإنسانيّة ، الخطرة على مجتمعها ، ممّن يندى جبين العفّة والشرف عند الاطلاع على ماضيهم الدنيء وحاضرهم القبيح .
والإسلام الحنيف يولي أهميّة فائقة للطفل ، ويركّز على تربيته التربية الصالحة المفيدة .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
طرح مفيد وموضوع رائع
تسلم ايدك
__________________________________________________ __________
- شكرا لطرحك عزيزتي نسمات
- نورتي
- يزين بالنجوم يا احلى نجمه
__________________________________________________ __________
طرح هاادف
تسلم ايدك
__________________________________________________ __________
سلمك الله من كل شر ...
شكرآآ لك لتواجدك العطر في موضوعي ...
__________________________________________________ __________
هلاااا زينة
نورتِ صقحتي برووعة حضورك
شكرآآ لك عالنجوم عزيزتي ...