عنوان الموضوع : تفسير سورة الفتح - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
تفسير سورة الفتح
[size="6"]تفسير سورة الفتح
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 3
( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا * وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا )
سبب النزول :
فى سنة 6 هجرية ، صد المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصول إلى المسجد الحرام لقضاء العمرة
ثم أرادوا الهدنة ( صلح الحديبية ) فأجابهم بالرغم من كره جماعة من المسلمين لذلك
ونحر الرسول الهدى مكان الذى أحصر ورجع
فأنزل الله عز وجل السورة لما كان منه ومنهم
وهذا الصلح يعتبر فتحا لما فيه من مصلحة للمسلمين فقد حدث بسببه خير كثير فآمن الناس واجتمعوا وتحدث المؤمن مع الكافر وانتشر العلم النافع
يقول الله لنبيه إنا فتحنا لك فتحا واضحا ظاهرا
ولقد غفر الله لك ما تقدم وتأخر من ذنبك
ليتم الله عليك نعمته فى الدنيا والآخرة
ويهديك إلى صراط مستقيم بما شرع لك من تعاليم الإسلام
ويرفعك الله درجات وينصرك على أعدائك
الآيات 4 ـ 7
(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا * وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )
سبب نزول آية :
قال أنس بن مالك : نزلت على النبى صلى الله عليه وسلم ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) فقال النبى صلى الله عليه وسلم : " لقد أنزلت علىّ الليلة آية أحب إلىّ مما على الأرض " ثم قرأها عليهم
فقالوا : هنيئا مريئا يا نبى الله ، لقد بيّن الله عز وجل ما يفعل بك ، فماذا يفعل بنا ؟
فنزلت الآية ( ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى .... )
يقول تعالى أنه أنزل الطمأنينة فى قلوب المؤمنين ليزداد الإيمان فى قلوبهم
ولو أرسل الله عليهم جنا واحدا من الملائكة لكان أباد الكافرين ولكن قدر الله الهدنة لما لها من فائدة عظيمة
ويبشر المؤمنين والمؤمنات بالجنات بها من كل الخيرات أنهارا خالدين فيها
ويغفر لهم ذنوبهم وهذا هو الفوز العظيم
أما المنافقين والكافرين فلهم العذاب الشديد بما أساؤا من الظن بالله
فأبعدهم من رحمته والله له الحكم والأمر والعزة والقوة والجنود بالسموات والأرض ينتقم من أعدائه .[/size]
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاااااااك الله خير وجعلها في موازين حسناتك
__________________________________________________ __________
الآيات 8 ـ 10
( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا * إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )
يقول سبحانه لنبيه إنا أرسلناك شاهدا على أمتك وهم الخلق جميعا
ولتبشر المؤمنين وتنذر الكافرين
ويأمر الناس بأن يؤمنوا بالله وبالرسول ويعظموه ويحترموه ويسبحوا الله أول النهار وآخره
ثم يتابع الحديث لرسوله صلى الله عليه وسلم فيقول : الذين يبايعونك إنما هم يبايعون الله ويعاهدونه على الطاعة
ومن يرتد فهو يرتد على نفسه
والله هو أعظم من عوهد وسيؤجر الثابتين على عهدهم الأجر العظيم
الآيات 11 ـ 14
( سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا * بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا * وَمَن لَّمْ يُؤْمِن بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا * وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )
فى عمرة الحديبية ذهب النبى وأصحابه إلى خيبر يفتحونها
وتخلف بعض الأعراب
يقول الله تعالى :
يعتذر لك بعض الأعراب عن الخروج معك وجلسوا مع أهليهم وأعمالهم وتركوا المسير معك ومع المؤمنين وقالوا تشغلنا أعمالنا وأشغالنا فاستغفر لنا الله
ولكن يعلم الله أن هذا قول منهم ولا يشغلهم شئ وإنما هم يتراجعون عن الجهاد
فقل لهم لو أراد الله بكم شيئا الذى يعلم ضمائركم فلن يقدر أحد على دفعه عنكم
فتخلفكم ناتج عن النفاق وليس الإنشغال وظننتم أن المؤمنون لن يعودوا ديارهم وسيقتلون
ولكنكم قوم هالكين لأنكم ظننتم بالله السوء
ومن لم يخلص لله عمله فسوف يعذبه فى جهنم
فالله يملك السموات والأرض وهو المتصرف فيهما يعذب من شاء ويغفر لمن أراد
__________________________________________________ __________
جزاااااااك الله خير
__________________________________________________ __________
الآية 15
(سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلاَّ قَلِيلا )
هؤلاء الذين تخلفوا عن الجهاد معكم يريدون أن يخرجوا ليأخذوا من الغنائم التى كسبها المجاهدون من جهادهم وصبرهم
فيأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يمنعهم عقابا لهم
ولا يحق للمتخلفين عن الجهاد المشاركة فى المغانم وهذا حكم الله لأهل الحديبية
ويقولون أنتم تحسدوننا على أن لم نخرج معكم وتريدون أن تمنعونا من الغنائم ولكن الأمر ليس كذلك فهم لا يفقهون
الآيات 16 ـ 17
(قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * ليس عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا)
قل يا محمد للذين تخلفوا عن الحديبية إن الله شرع لكم جهاد قوم ذو بأس شديد وقوة لتقاتلوهم إختبارا لإيمانكم وعليكم الجهاد
فإن أخلصتم الجهاد فى سبيل الله وينصركم الله عليهم بالقتال أو التسليم والدخول فى الإسلام
فإن أطعتم الله ورسوله فى ذلك يغفر لكم ويؤجركم بأجر عظيم
وإن تخلفتم كما فعلتم فى الحديبية يعذبكم عذابا شديدا
ثم يذكر الله لمن الأعذار المقبولة وهم الأعمى والأعرج والمريض
ومن أطاع الله والرسول له جنات تجرى فيها الأنهار من كل الخيرات
ومن تراجع فهو فى العذاب فى الدنيا والآخرة
الآيات 18 ، 19
( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )
كان عدد الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم فى أرض الحديبية تحت شجرة فيها تسمى سمرة 1400 مؤمن والبيعة تسمى بيعة الرضوان
ويخبر الله تعالى فى هذه الآية عن رضاه عن هؤلاء المؤمنين لما علم من صدق فى قلوبهم فأنزل عليهم السكينة والطمأنينة وأثابهم صلحا وفتح خيبر وفتح مكة ثم البلاد الأخرى وجعل لهم العزة والرفعة فى الدنيا والآخرة والغنائم الكثيرة
__________________________________________________ __________
*(جزاااااااك الله خير )*