عنوان الموضوع : نساء خالدات
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
نساء خالدات
بسم الله الرحمن الرحيم
سنعيش اليوم مع أم من أمهات المؤمنين والمرمنات ربما لا تعرفها كثيرا من أخواتي وهي السيدة أم المرمنين سوده بنت زمعه رضي الله عنها وأرضاها
المهاجرة أرملة المهاجر
( سوده بنت زمعة(
لُقِّبت بالمهاجرة أرملة المهاجر، لأنها أسلمت وهاجرت بدينها إلى الحبشة مع زوجها السكران بن عمرو بن عبد شمس، وتحملت مشاق الهجرة ومتاعب الغربة، وتوفى زوجها بعد أن عاد معها من الحبشة وقبل الهجرة إلى المدينة، وأمست سوده وحيدة لا عائل لها ولامعين، فأبوها مازال على كفره وضلاله، ولم يزل أخوها عبد اللَّه ابن زمعة على دين آبائه، فخشيت أن يفتناها في دينها.
فلما سمع الرسول ( ما أصاب السيدة سوده وصبرها والتجاءها إلى الله؛ خشي عليها بطش أهلها، وهم أعداء الإسلام والمسلمين، فأراد ( أن يرحمها وينجدها من عذابها، ويعينها على حزنها، ويجزيها على إسلامها وإيمانها خيرًا، فأرسل إليها خوله بنت حكيم -رضي اللَّه عنها- تخطبها له، وكانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- قد ماتت، وهو بغير زوجة، وكانت سوده قد بلغت من العمر حينئذٍ الخامسة والخمسين، بينما كان رسول الله ( في الخمسين من عمره.
وحين دخلت خوله عليها قالت: ما أدخل الله عليكم من الخير والبركة ! قالت: سوده: وما ذاك؟ فقالت خوله: إن رسول الله ( أرسلني إليك لأخطبك إليه. قالت: وددت ذلك. فقالت خوله: دخلت على أبيها وكان شيخًا كبيرًا مازال على جاهليته وحيَّـيْـتُه بتحية أهل الجاهلية، فقلت: أنعِم صباحًا. فقال: من أنت؟ قلت: خوله بنت حكيم. فرحَّب بي، وقال ما شاء الله أن يقول. فقلت: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب يذكر سوده ابنة زمعة. فقال: هو كفء كريم، فما تقول صاحبتك؟ قلت: تُحِبُّ ذلك. قال: ادعوها إلي. ولما جاءت قال: أى سوده، زعمت هذه أن محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب أرسل يخطبك وهو كفء كريم، أفتحبين أن أزوجا كيه؟ قالت: نعم. قال: فادعوه لي. فدعته خوله، فجاء فزوَّجه.
وفى رواية ابن سعد: أن النبي ( خطبها، فقالت: أمري إليك، فقال لها مُري رجلا من قومك يزوجك. فأمرت حاطب بن عمرو (وهو ابن عمها وأول مهاجر إلى الحبشة) فزوجها.
ودخلت السيدة سوده بنت زمعة -رضي الله عنها- بيت النبوة، وأصبحت واحدة من أمهات المؤمنين، وكانت الزوجة الثانية لرسول الله (، وكان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنوات.
وكانت السيدة سوده مثالا نادرًا في التفاني في خدمة النبي ( وابنته أم كلثوم وفاطمة، فكانت تقوم على رعايتهما بكل إخلاص ووفاء، ثم هاجرت مع الرسول ( إلى المدينة.
وكانت السيدة سوده ذات فطرة طيبة ومرح، وكانت ممتلئة الجسم، فكان رسول اللَّه ( كلما رآها تمشى ضحك لمشيتها، فكانت تكثر المشي أمامه كي تضحكه، وتُدخل السرور عليه، وكانت تنتقى من الكلمات ما تظن أنه يضحكه.
وكانت السيدة سوده -رضي اللَّه عنها- تحب رسول اللَّه ( حبَّا شديدًا، وكانت تسعى إلى مرضاته دائمًا، فلما كبرت في السن، ولم تعد بها إلى الأزواج حاجَةً، وأحست بعجزها عن الوفاء بحقوق النبي (، أرادت أن تصنع من أجله شيئًا يعجبه ويرضيه ويرفع مكانتها عنده... فاهتدت إلى أن تهب يومها لعائشة؛ لعلمها أنها حبيبة إلى قلب رسول الله (، وحتى لا تشعر رسول الله بالحرج، وبررت له ما أقدمت عليه بقولها: ما بي على الأزواج من حرص، ولكنى أحب أن يبعثني الله يوم القيامة زوجًا لك. وتفرغت للعبادة والصلاة.
قال لها رسول الله (:"يا بنت زمعة، لو تعلمين علم الموت، لعلمت أنه أشد مما تظنين" [ابن المبارك.
وكانت السيدة عائشة - رضي اللَّه عنها - تغبطها على عبادتها وحسن سيرتها، قالت: ما رأيت امرأة أحب إلى أن أكون في مِسْلاخها (هديها وصلاحها) من سوده .
ولما خرجت سوده -رضي الله عنها- مع رسول الله ( إلى حجة الوداع! قال: "هذه الحجة، ثم ظهور الحُصْر" (أي الْـزَمْـنَ بيوتكنّ ولا تخرجْنَ منها). فكانت - رضي الله عنها - تقول: حججت واعتمرت فأنا َأَقرُّ في بيتي كما أمرني الله عز وجل، ولا تحركنا دابة بعد رسول الله (.ابن سعد)
وكانت السيدة سوده -رضي الله عنها- زاهدة في الدنيا مقبلة على الآخرة. بعث إليها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في خلافته ببعض الدراهم، فوزعتها على الفقراء والمساكين.
وظلت كذلك حتى توفيت في آخر خلافة عمر فحضر جنازتها، وصلى عليها، ودفنت بالبقيع.
وكان للسيدة سوده نصيب من العلم والرواية، فقد روت -رضي الله عنها- أحاديث كثرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أم أخرى من أمهاتنا المؤمنات رضي الله عنهن وأرضاهن )
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
بارك الله فيك
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
بارك الله فيك
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________