عنوان الموضوع : المرأة ريحانة منزلها ورَوحه - الشريعة الاسلامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

المرأة ريحانة منزلها ورَوحه



المرأة ريحانة منزلها ورَوحه

*******
الطاعة هي حجر الأساس
إن طاعة الزوجة لزوجها هي حجر الأساس لبناء الأسرة وضمان استقرارها وسعادتها؛ فللرجل على زوجته حق الطاعة، بشرط ألا يبالغ في استخدام هذا الحق، وألا تنازعَه زوجته فيه وإلا تعرضت مسيرة الزواج للعديد من الأزَمات والخِلافات.
*******
فالزواج في حقيقته شركة، ولا بدَّ لكل شركة من رئيس لها ينظِّم أمورها ويدير مصالحها، والزوج لا شك هو الأقدر على رئاسة هذه الشركة وإدارة مصالحها والدفاع عنها، ومن الواجب على الزوجة المسلمة أن تُطيع زوجها دون أن تشعر في ذلك بغضاضةٍ أو مساسٍ بحريتها أو انتهاكٍ لكرامتها، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "لو كنت آمِرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها".
*******
معنى طاعة الزوج
والحقيقة أن الوضع الطبيعي يقضي بهذه القوامة للرجل، وطاعة الزوجة له وليس في ذلك تحيُّز للرجال؛ لأن القوامة دائمًا من نصيب الأقوى والأقدر على حماية المجموع والدفاع عنه، ولا شكَّ في أن الرجل بصفة عامة أقدر من المرأة على حماية مصالح الأسرة والدفاع عنها والعمل من أجل تدبير معاشها، فذلك هو دوره الذي أعده الله له وهيَّأه، وسلَّحه بما يحتاج إليه من أسلحة، فزاده قوةً في العضلات، ورزانةً في التفكير، وصبرًا على مواجهة الصعاب..!! كما أنَّ الرجل من ناحية أخرى هو المسئول عن معاش الأسرة وإعالتها، وبقدر المسئولية تكون الحقوق؛ ومن أجل ذلك وجب أن يكون الرجل هو المسئول عن بيت الزوجية دائمًا، ولا عبرة بالاستثناءات والأحوال الشاذة؛ حيث تتزوج امرأةٌ قادرةٌ برجلٍ عاجزٍ، أو غنيةٌ بفقيرٍ أو عالمةٌ بجاهلٍ.
*******
صور طاعة الزوج
والطاعة أساس لاستقامة الحياة الزوجية، وواجب مفروض على الزوجة، فبمجرد أن تصير المرأة زوجةً وجب عليها أن تقدم الطاعة لزوجها، وأن ترضى برئاسته؛ حتى تستقر حياتهما وتنجح الأسرة، وذلك هو ما قصد إليه القرآن الكريم بقوله: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ (البقرة: 228).
*******
فليست هذه الدرجة سوى حق الطاعة الواجب للزوج على زوجته، ولهذه الطاعة صور عديدة يجب أن تلتزم الزوجة بها، ومنها:
1- الخروج بإذنه
فمن الطاعة ألا تخرج الزوجة من مسكنها إلا بإذن زوجها، وخروجها يجب أن يكون على الهيئة المطلوبة في شرع الله، فعليها أن تستر من جسمها ما لا يحل للأجنبي أن يراه، ومن حق الزوج أن يمنعها من الخروج حتى ولو كان خروجها للمسجد.
*******
ويذكِّرنا هذا بما رواه ابن عمر- رضي الله عنهما- قال: "رأيت امرأةً أتت إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- وقالت: يا رسول الله، ما حق الزوج على زوجته؟ قال: "حقه عليها أن لا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن فعلت لعنها الله وملائكة الرحمة وملائكة الغضب، حتى تتوب أو ترجع".
*******
2- حِفظ غيبته
ومن أصول الطاعة الواجبة كذلك للزوج على زوجته أن تتقي الله في ماله وأبنائه، فلا تكلفه ما لا يستطيع، ولا تتصرف في شيء من ماله أثناء غيابه إلا بإذنٍ منه، إلا فيما جرت به العادة والعرف كإكرام الضيف، أو إطعام جائع، وعليها أن تقوم بتدبير بيته وخدمته بالمعروف، وأن تكون محافظةً على شعوره وماله وعِرضه في غيبته.. يقول الله تعالى: ﴿فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ﴾ (النساء: 34).
*******
3- تلبية ندائه
وعلى الزوجة أيضًا أن تطيع زوجها متى دعاها إلى فراشه، ولا يجوز أن تمتنع عن طلبه دون عذر، فإن فعلت وامتنعت كانت آثمةً عاصيةً، واستحقت لعنة الملائكة، كما بيَّن ذلك رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "إذا دعا الرجل امرأتَه إلى فراشه فأبَت عليه لعنتها الملائكة حتى تصبح" (رواه الترمذي والنسائي).
*******
ولعل السبب في هذا- والله أعلم- أن الرجل أضعف من المرأة في الصبر على ترك الاتصال الجنسي، وقد ذكر الحافظ ابن حجر أن بعضَ العلماء قال: إن أقوى التشويشات على الرجل داعية النكاح؛ ولذلك حضَّ الشارع النساء على مساعدة الرجال في ذلك.
*******
4- القناعة بحاله
ومن أهم واجبات الطاعة، وما نحن في حاجة إليه في عصرنا الحالي، ألا وهو قناعة الزوجة بما تيسر لزوجها من مال، فلا تكلفه بما لا طاقة به، وأن تكون متحفظة على ماله، فلا تخرج شيئًا منه إلا بإذنه، وألا تنظر لغيرها من الزوجات المتيسرات الحال فتطالب زوجها بأن يوفر لها مثلما توفر لهن من رغد العيش- رغم علمها بأن زوجها يبذل ما في وسعه لطلب الرزق- ففي القناعة تنحصر أهم مقومات السعادة الزوجية.
*******
5- ألا تصوم تطوعًا إلا بإذنه
وقد بلغ حدُّ طاعة الزوجة لزوجها إلى درجة أنه على المرأة ألا تصوم تطوُّعًا إلا بإذن زوجها لقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه"، والعلة في ذلك أنه قد يريدها لنفسه، فالواجب عليها أن تحصل على إذنٍ منه، وقد بيَّن العلماء- رحمهم الله- أنها إذا شرعت في صيام التطوع من غير أن تحصل على إذنٍ من زوجها فإن من حقه أن يقطع صيامها، أما إذا أرادت الزوجة أن تصوم شهر رمضان، فلا يتوقف ذلك على إذن أحد، سواءٌ كان زوجها أو غيره؛ لأن صوم رمضان فرض عليها، فيحرُم عليها تركه حتى ولو نهاها زوجها عن صيامه؛ لأنه لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصية الله.
*******
ليست طاعةً عمياء.. وإنما أساسها الشورى
على أن هذه الطاعة المفروضة على المرأة لزوجها ليست طاعةً عمياء، ولا هي طاعة دون قيد أو شرط أو حدود، وإنما هي كطاعة الأحرار لرئيسهم، تعتمد على الثقة بشخصه، والإيمان بإخلاصه، والصلاح في تصرفاته، وعلى شريطة ألا يبرم المسئول أمرًا إلا بعد مشاورة أعوانه وأنصاره؛ حتى يستبين له الرأي الصحيح, فعلى ضوء هذه القاعدة العامة يجب أن تسير الأمور في الشركة الزوجية، فيتبادل الزوج مع زوجته الرأي، ويشاورها في الأمر، نزولاً عند قوله تعالى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ (الشورى: 38)، ولقد أشار القرآن الكريم كذلك إشارةً صريحةً إلى حق التشاور بين الزوج وزوجته في قوله تعالى: ﴿فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا﴾ (البقرة: 233).
*******
فالمشاورة بين الزوجين واجبة في كل ما يتصل بشئون الأسرة وأحوالها، بل إنها يجب أن تمتد إلى كل ما يقوم به الرجل من عمل، فليس هناك كالزوجة المخلصة الصادقة مستشارٌ أمينٌ لزوجها، تهديه بعاطفتها، وتحميه بغريزتها، وقد كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهو مَن هو يستشير زوجاته ويأخذ برأيهن في بعض الأمور العامة بل في أمور الحرب والصلح كاستشارته السيدة أم سلمة ونزوله على رأيها بعد صلح الحديبة.
*******
لا طاعة لمخلوق في معصية الله
أما إذا استبدَّ الزوج بالأمر، وظهر في تصرفاته سُوءُ النية والكيد والرغبة في الإضرار بها، والإساءة إليها، وأصبحت آراؤه وتصرفاته ظاهرة الفساد والبطلان!! فقد سقط حقُّ الطاعة المفروض له على الزوجة، وصارت في حلٍّ من طاعته، فيجب على الرجل ألا يكلِّف زوجته بما لا يُطاق، وبما لا يجوز أن تطيعه فيه عقلاً أو شرعًا، كما لو دعاها إلى ما يضرُّ بصحتها أو يُخلُّ بشرفها وكرامتها، أو يؤذي الأسرة وينال منها، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
*******
العبارة اللينة لها فعل السحر في نفوس الرجال
إن الزوجة العاقلة هي التي تقوم بطاعة زوجها، وتستجيب لآرائه ونصحه برغبة وإخلاص، فإذا ما رأت فيه ما هو خطأ في نظرها تبادلت معه وجوه الرأي، وأرشدته إلى موضع الخطأ بلين ورفق وإقناع، فالمرأة قد تسلَّحت منذ القدم بالهدوء والعبارة اللينة التي تفعل فعل السحر في النفوس!!
*******
خـلاصة القـول
فيا أيتها الزوجة المسلمة.. إذا دعاك زوجك إلى طاعة الله والرسول- صلى الله عليه وسلم- فاستجيبي لدعوته من غير تضرر، ففي ذلك النجاة والغفران، وإذا طلب منك الاحتشام وعدم التبرُّج فأطيعي أمره، ففي ذلك الفوز والرضوان من الله، ولا يهمك ما دَرَج عليه المجتمع؛ فالله يقول: ﴿وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ﴾ (الأنعام: 116).
*******
وإذا طَلبَ منكِ الاعتدال في نفقات البيت فكوني معه بقلبك وحبك وإخلاصك، فتلك هي أصول الحياة الزوجية التي وصفها الله بالمودة والرحمة، واعلمي أنه عندما يغضب زوجك من أفعالك بعد نصح وتوجيه فإن الله يغضب لغضبه..!!


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


عزيزتي

|||[ بيرى ]|||

فعلا رائعة .. بهذا الاختيار الرائع والراقي
دمت بأعذب ما يمكن
,,
وتحية غارقة في العبق لأجلك
لك مني ارق المنى
مع خالص احترامي و تقديري


|||[ اجمل إحساس ]|||


__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________

حبيبتى واختى اجمل احساس مشكورةعلى مرورك
كلك زوء يا اختى


__________________________________________________ __________

ياااااااااااااااارب يا اختى الحبيبه المستغفرة
وجزاكى الجنه
مشكورة


__________________________________________________ __________

جزاكى الله خيرا
وسلمت يداكى اختى الكريمه
وربنا يجعله فى ميزان حسناتك