السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شهر رمضان شهر كريم عظيم,شهر تفتح فيه الجنان و تغلق ابواب النيران و تصفد الشياطين, شهر انزل فيه القران بينات من الهدى و الفرقان, شهر اوله رحمة و اخره عتق من النيران, افليس شهر رمضان بعد كل هدا فرصة للتوبة من الدنوب و العدول عن المعاصي و الوقوف بباب الرحمان خاشعا طالبا العفو راجيا المغفرة؟ اليس رمضان محطة للتجديد و التصحيح؟ الا يستحق ان يكون بداية لتغيير حياتك؟؟
يختص هدا الشهر الكريم عن باقي الشهور بميزات كثيرة تجعله حقا بداية لتغيير حياة كل انسان, اخترنا منها خمسا ما احوجنا لها جميعا حتى يكون رمضان فرصة لضخ دماء جديدة في حياتنا.
البرمجة النفسية: يرى علماء النفس ان أي تغيير يجب ان يكرر من 6 الى 21 مرة,فلو اردت ان تغير شيئا بحياتك تغييرا حقيقيا يجب ان تكرر نجاحه الى 21 مرة.
و في رمضان, تكرار العبادات كل يوم يعني تاكيد نجاحها من 29 الى 30 مرة, و هكدا فلا تجد مسلما صام رمضان و اتم جميع عباداته الا تأثر بعده تاثيرا كبيرا الى الابد, و بهده الاستمرارية يكون لشهر رمضان الكريم فضل في تحسين البرمجة النفسية للانسان
اتخاد القرار: من ميزات هدا الشهر العظيم, تعليم المسلم اتخاد القرار, و عدم القدرة على اتخاده يشكل مشكلة المشكلات عند المرء, فالانسان القوي صاحب قرار و الانسان الضعيف دائما ما يكون مترددا في اتخاد قراراته.
يبدا التردد في اتخاد قرارات بسيطة صغيرة ,و حياتنا تنبني في الغالب على قرارات كهده, لكنه يكبر و يتفاقم مع البرمجة و العادة,ليخلف وراءه, زيادة على النفوس الضعيفة, الكثير من الامراض النفسية و الجسمانية.
و هكدا فبسبب ان رمضان يعود الانسان على المحافظة على نيته في الصيام و الامساك لفترة محددة, فانه يعوده بدلك على اتخاد القرار, و اتخاد القرار قوة و ارادة.
الانجاز: من مشكلات المرء انه يبحث دائما عن عصى موسى او خاتم سليمان, فيطرق الأبواب الخطأ بحثا عن التغيير السريع و لتحقيق ما يريد باقصى سرعة.
التغيير قبل كل شيء من عند الله, لكن بدايته تكون من داخل المسلم و هي الانجاز, و رمضان يعلم الانسان هده الصفة, فيقضي 30 يوما يصوم و يصلي و يدكر الله نهارا, و يقوم ليلا, فيشعر في نهاية الشهر بانه اتم عملا عظيما و حقق انجازا كبيرا, في رمضان تبدا الارادة قوية فان طالت المدة تقوت اكثر, فيكثر انجاز المسلم.
الخروج عن المالوف: يكون الانسان معتادا على النهوض في وقت معين, و الدهاب الى العمل او الدراسة, ثم العودة الى البيت, ياكل و يشرب و ينام الى غير دلك من الانشطة اليومية التي تتم جميعها في اوقات محددة, فعندما ياتي شهر رمضان, تتغير الامور و يخرج المرء عن المالوف و تتجدد عليه الحياة,و يكاد يجمع الباحثون على ان الابداع خروج عن المالوف و ما احوج الانسان الان الى الابداع و التجديد, كما ان كسر الروتين من العوامل الضرورية للتغلب على القلق و ضغوط الحياة اليومية.
تنظيم الوقت: عندما يمضي الوقت تمضي معه الحياة, فالوقت ادن هو الحياة و كثير من الناس لا يوليه أي اهتمام,
من ميزات هدا الشهر الكريم تنظيم الوقت, ففي فترة محددة الامساك , و في ساعة الافطار, دقة و تنظيم و التزام في اداء الفرائض في اوقاتها , فترى الامة الاسلامية بكاملها تنتظر ساعة الافطار, و تمسك عن الشهوات وقت الصيام, و تقف الصفوف متراصة عند الصلاة.
و الان, كيف تستغل هده الميزات لتجعل من رمضان نقطة انطلاق؟
قبل أي شيء تاكد انك تتوفر على شروط التغيير:
الرغبة الحقيقية في التغيير
معرفة كيفية التغيير
التطبيق الصحيح
البدء من الداخل و المبادرة
العزيمة و الاستمرار
ثم ابدا.......
ضع اهدافا واضحة,حدد بالضبط مادا تريد, توضا و صل ركعتين و اجلس مع نفسك في مكان هادئ,ثم امسك ورقة و قلما و اكتب ما تود ان تفعله في هدا الشهر الفضيل, لا تزاحم نفسك و ركز على اهداف محددة.
اكد رغبتك في التغيير, و اكتب لكل هدف دوافع محددة.
ضع مقاييس لخطتك و حدد لنفسك متى ستعرف انك قد حققت هدفا معينا.
اعد قراءة خطتك كل يوم طيلة شهر رمضان.
طبق كل يوم شيئا مما كتبت, فالناجحون يفعلون دلك كل يوم, و قبل ان تنام حدد ما تود تحقيقه غدا.
استعن بالدعاء, خاصة و انت صائم او قائم ليلا, ضع امامك ورقة الاهداف و قل اللهم حقق لى اهدافي التي كتبتها و الح في الدعاء.
ادا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل,
ابحث عن نفسك بداخلك و ابدا, لا تنتظر ان يكتشفك احد او يغير حياتك الاخرون,
قاوم نفسك و استمر, و استعن بالصبر.
ملاحظة:افكار هدا الموضوع ماخودة من درس "رمضان بداية التغيير " لصلاح الراشد.