عنوان الموضوع : بين ركام عزلتي.!! -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
بين ركام عزلتي.!!
انتابني شعور مألوف..لم تكن ملامح ذلك المساء غريبة للوهلة الاولى...دقات الساعة تشير وبأستمرارالى سقوط ورقة جديدة من شجرة عمري..بلا مقابل تمضي مسرعة تستبق انفاسي الموحلة بالتعب والضمأ...الجدار الرمادي الذي يحكي رواية الالامي..هو ذاته في مكانه..لم تنل منه الرطوبة واحوال الطقس المتقلبة بين امطار غزيرة..واعاصير متوحشة..تبتلع كل شيء يروق لها مضغه الا جداري المتعفن هذا..وتلك اللوحة!!...طالما اردت اخفاءها لكن بلا جدوى..كان الحنين يشتد بي في ليال الشتاء الجليدية وامسيات الصيف بحرارتها القائضة تلهب مشاعري..فلا اجدني الا قوى خائرة ارتمت في احضانها تسكب الدموع!!..اما سريري المجعد بالصدأ فمازال يشكو الهجران..ففي كل ليلة يتسلل الى ذاكرتي ارق مزمن..ادمن على رؤية ملامح وجهي المتثاقلة بتفاصيلك الخائنة مليئة بكل رذائلك القديمة!!
كل شيء بدا متشابها متشابكا يكرر نفسه ذلك المساء..قبل ان تطرق يد ربيعية حانية باب احزاني..ابتسامة بريئة بشفاه طفولية..تطلب ان اعطيها دميتها التي سقطت في باحة داري ... حينها كان ضجيج العربات المارة بالقرب يملئ شوارع المدينة..وصراخ الاطفال وهم يلعبون يعم المكان..وقهقهة العجائز على ابواب بيوتهن.. الفضاء يعج بالحركة كما الارض..طائرات الاطفال الورقية..وطائرات المسافرين..والمناطيد.. كل شي ينبض بحركة دائمة لاتتوقف..والخطى تتابع وتجد في المسير..ادركت حينها ان شرنقة الحزن تلف عالمي بخيوط الوهم..وان هاتفي مازال مغلقا..ثوب الحداد يعانق جسدي..مرآتي سليطة اللسان يعلوها الغبار...يدي ترتعش من ضوء النهار..وشفتاي ترتجفان لاتهتديان الى جواب..حين شكرني ذلك الوجه الملائكي..الطفلة الصغيرة..واللمسة الدافئة..مرت بجانب عزلتي كطيف جميل يرفض البقاء في مكان موحش..شعرت بانفاسها المتلاحقة..ودقات قلبها تصافحني عند خروجها اذ خذلتني يدي في مصافحتها..تسائلت بدهشة وذهول:
_كم ياترى من الوقت مضى على رحيل ثقتي بهذا العالم..كم ربيعا مر..كم حلما ورديا مات ودفن بين ركام عزلتي؟؟ بدا الامل وكأنه شمس استيقظت للتو..وهي تتثائب من بين السحاب..فمزقت شرنقة الحزن وابتسمت للقمر..ارتديت فستاني الابيض ذي اطراف مذهبة تتوسطه خطوط بنسفجية شفافة..تناولت قبعتي التي طالما كانت اللمسة الاخيرة على مظهر اناقتي وجاذبيتي!!..اخذت خطواتي تشق طريقها الى اللامكان..وبلا موعد..تبتلع مدينة بابل شارعا شارع..ازقة ضيقة..واراض ممتدة بالعشب الاخضر على مدى البصر..عانق نسيمها المنعش اوردتي وزوايا قلبي المثقلة بالذكريات كحائط عتيق..توقفت عند ضفة النهر..ارتشف بكفي مايكفي لغسل ذلك الركام الذي ابتلع ذاتي المفقودة منذ جرح ونيف!!
في الليلة المقمرة سكبت على وجه القمر وعدا صادقا ان امضي باتجاه الشمس..ولن التفت الى الوراء مطلقا!!
بقلمي
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
الـحـيـاة جـمـيـلـة ويـجـب أن نـعـيـشـهـا بـتـفـاؤل وحـب ولا يـجـب أن تـقـف عـنـد مـوقـف مـعـيـن
أحـيـانـا نـمـر بـمـواقـف تـجـعـلـنـا نـشـعـر بـالـضـعـف والـيـأس لـگـن عـلـيـنـا أن نـواجـهـ تـلـگـ الـمـواقـف بـقـوة وعـزيـمـة...
راااائـعـة أنـتِ أخـتـي عـبـيـر
بـ وصـفـگـِ لـلـتـفـاصـيـل الـجـمـيـلـة لـلـقـصـة
جـعـلـتـنـي أشـعـر بـهـا وگـلـمـاتـگـ لامـسـت قـلـبـي
أحـسـنـتِ عـزيـزتـي
__________________________________________________ __________
عبير بابل....
الابداع يفرض نفسه....مع كل كلمة من ابداعاتك....
الى الامام دائما وابدا.....
مع كــــــ الود ـــــــــــــــــل
__________________________________________________ __________
عندما أرى إسم ( عبير بابل ) أسفل إسم القصة
أعلم أني على موعد مع الإبداع ...!
لكِ موهبة عجيبة غاليتي ... يحمر وجه قلمي أمامها خجلا !
دمتِ مبدعة ... ودام الإبداع لك .
__________________________________________________ __________
قصتك رائعة
ابدعتى كعادتك
تم التقييم
وبانتظار ابداعاتك القادمة
__________________________________________________ __________
اسعدني مرورك العطر اختي مسلمة
ممتنة لتعليقك الراقي وتصفحك حروفي المتواضعة
لك امتناني كبير
دمت بخير وخير
احترامي عبير بابل