عنوان الموضوع : جسد يبحث عن قلب / بقلمي -قصة قصيرة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

جسد يبحث عن قلب / بقلمي






بسم الله الرحمن الرحيم
وصلاة ربي وسلامه على نبينا الصادق الأمين وعلى اله وصحبه اجمعين...


قِصَة جَسَد يَبحَث عَن قَلب
مستمدة من الواقع لكن بخيالي وأفكاري وقلمي..

عند منتصف الليل بين قوسين وفي إطار مُحَرّم هنا ينشى المجرم ليخلف جريمة تكبر ثم تكبر بلا دليل بلا شواهد عيان وبلا حتى قاض ولا محكمة
تركها خلفه تأن بعد أن أشبع غريزته بعد أن إنتهك الكبيرة بعد أن ارتكب الجريمة كلاهما طرفا للجريمة لكن له النصيب الأكبر حيث انه هرب من مسرح الجريمة وبقيت هي تكمل المشهد.
تصرخ تأن تتلوى تنادي تبكي وتبكي وتبكي حتى بالكاد استطاعت تتكأ على الحائط اللذي خلفها لتقف
فتجده قد استفاق ورحل الى اين لا تعلم فقط رحل وبعيدا جداً.
لملمت شتاتها ورتبت شعرها فقط ، لم ترتب ماكانت ترتديه لأنه تركها هكذا بلا حتى قطعة تستر جسدها
لبست العباءة ولعقت بلسانها اخر قطرة من دمعتها المالحة تلثمت وانطلقت خائفة مرتجفة باكية خرجت من دهاليز الظلمة الى الشارع الرئيسي باحثة عن سيارة أجرة تقلها لمنزلها وهي حتى بلا نقود
هكذا تركها ذلك المجرم!

كَانت متفاجئة جداً فطيلة شهر رمضان كانت مستعدة للعذر الشرعي كأي فتاة بالغة تأخر الموعد كثيراً،
توتُر ونبضات قلب يخفق بكل ما أوتي من حياة وقلق صاحبه الأرق
إنتهى شهر رمضان كانت قد صامته كاملاً وفي كل ليلة تصلي الوتر فيها لا يخلو دعائها من الدعاء على ذلك الهارب كما يصاحبه الدعاء الا يحدث ماتخشاه و آآآه لو حدث ماتخشاه، كيف إذاً ستنسى ذكراه.. ويُنسى الجرم اللذي فعلاه.!
ذهبت في ثالث اعياد الفطر يوم ان كانت السماء تسقط المطر الى احد المستشفيات البعيدة
خارج اسوار تلك المدينة تريد أن تكذب شيئاً لم يثبت وجوده بعد تريد أن تدفن شيئاً قبل حتى ان ينبت
تريد أن تلجم الألسن قبل أن يذاع الخبر،وشاء الله ان يعاقبها على انتهاك الحدود وعلى ابتعادها عن الذكر والصدود فتكون في بطنها ذلك المولود لعلها تتوب يوماً أو تعود.
وقبل عودتها الى بيت أبيها المستأجر حمدت الله لعدم تواجد أخيها الأكبر
وأتصلت على هاتف من خذلها من دكان الحارة أعادت الإتصال فوق العشر مرات لذات الرقم لكنه " مشغول"
عادت للمنزل خائبة نادمة وايضاً كانت حاقدة لكن ماعسى كل ذا ينفعها هي الآن على مشارف الموت وان ماتت ستموت بصمت ولن يسمع لها صوت.
كان عمر الجنين ثلاثة أشهر لم تخبر والدتها أو أختها أو أبيها أو أخيها فهي حامل " بِكر " وبالكاد يظهر حجم بطنها لكن الألم والشحوب وبعض من ندم بدأ واضحاً جداً.
هي تعلم أن أمرها سيفتضح بعد ستة أشهر من الآن لذلك هي خططت مُبَكِراً ونفذت الخطة.!!

ذهبت للحج تود أن تختم عامها بأعظم فريضة لتتوب وتخرج كيوم ولدتها أمها هي أيضاً لن تنفذ ما خططت الا بهذه الطريقَة، سافرت للحج مع "حملة" ما وشاء الله أن لا يرافقها أحد من أهلها فالحملات كانت باهظة التكاليف "بالنسبة لعائلة فقيرة" وهي قضت جل الأشهر السابقة في العمل لتجمع المال وبالكاد حصلت عليه
أدّت مناسك الحجّ وبعد أن إنتهت من طواف الوداع تسللت من بين النساء المنتميات لذات "الحملة" ونزلت لساحة الحرم الخارجية قصدت دورات المياة .. بدلت ماكانت ترتديه حتى لا يتعرف إليها أحد صلت صلاة العشاء في الحرم ثم ولّت هاربة..!
قضت مايقارب الشهرين ونصف وهي تعمل "كخادمة" في منزل سيدة شارف عمرها على الستين
لتتقاضى المال .. لَم يكتمل لجنينها الشهر الثامن حتى أجاءها المخاض في أواخر الشهر السابع للحمل
كان قد إنتصف الليل والبيت لا يسكنه سوا المرأه "صاحبة المنزل" و " ليلى "
كانت تصرخ وتصرخ ومع كل صرخة يعاد أمامها مشهد تلك الليلة ..
تصرخ كما كانت تصرخ حين قبلها، تصرخ كما كانت تصرخ حين ألقاها على الأرض
تصرخ كما كانت تصرخ حين راودها عن نفسها، تصرخ كما كانت تصرخ حين نزع ثيابها!!
تصرخ كما كانت تصرخ حين أرتكبا الجريمة، تصرخ كما كانت تصرخ حين ولاها ظهره هارباً..!!
كل شيء بدا شبيهاً بأحداث تلك الليلة الشيء الوحيد المختلف هو أنه كان يسمع صراخها تلك الليلة والان لا يسمع صرخاتها الا الله ثم سيدة المنزل وطفلها ..!
جاءت تركض نحوها تهزها تحاول تهدأتها طمأنتها تلك السيدة أنها "ستولدها" بنفسها ثم تنقلها للمستشفى ..!!!
وُلِد جميلاً باكياً يُشبه كل الأطفال ويختلف عنهم انه تكون في ظلامٍ مُحرم،
لحظة التي وُضِع على صدرها دفعته جانباً .. نعم لم تكن تريده..
بـعـد مـرور شـهـر ...


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


بـعـد مـرور شـهـر ...
من الولادة غادرت منزل تلك السيدة الى حيث كانت تخطط قادتها خطوات واثقة لوكر ذلك المجرم..
وصلت بعد عناء وقفت أمام الباب بإعياء وتحتضن ذلك الطفل الباكي من شدة الحر ، لَم تكن تحتضنه حباً بل إجباراً منها لتنهي مهمتها.
طرقت الباب غير آبهه بمن يقطن بذلك المنزل فُتح الباب بعد عدة دقائق كان رجل قد ناهز الستين من عمره بدأ الشيب يشق طريقه بشعره، وقف لبرهة متأملاً فبادرت قائلة : إنت ياعم أبو عبدالعزيز بن نايف؟
أجابها مندهشاً وقد ظن أنها تبحث عن منزل آخر: نعم
مدت له تلك اللفة البيضاء: تفضل خِذ هذا ولد ولدك عبدالعزيز يتربى بعزك
إلتقطه من يدها مرتجفاً : ايش تقولين؟ .. هو عبدالعزيز طلع متزوج؟
أجابت شامتة: هه متزوج لا يا عم ولدك ماتزوج من وراك ولدك لعب على بنات الناس وهتك عرضهم وغاب وتخلى .
ولدك ياعم تركني ثمان شهور وهذا التاسع بين نارين نار القهر والندم ونار هالفضيحه
ولدك ماسأل عني ولا حسب حساب للي سواه فيني.
وجا الوقت اللي أرد له الصاع صاعين يستاهل ولد نايف ولووو.
لازم يحصد اللي زرعه بيديه ويذوق الي ذقته طول هالشهور يذوقه طول عمره.
قال مرتجفاً متصبباً العرق من جبينة: لكن ولدي عبدالعزيز مو فيه ولدي ألتحق بالعسكرية من أربع شهور ولا هو راجع قريب.
بشموخ أجابت: بيرجع مصيره بيرجع وقدم له ياعم أحلا هديه مني قول هذي من عند ليلى والله الله ما أوصيه فيه، أنا ماأقدر أعيش مع الولد في بيت أبوي مو يقولون الرجال مايعيبه شي ، أجل خله يتربا مع من جا من صلبه، مع السلامه ياعمّ.
تركت خلفها رجلاً قد شُلّ لسانه عن الكلام من وقع الصدمة أغلق الباب بعد أن ولته ظهرها راح يشكو فاجعته لتلك اللفة البيضاء وذلك الطفل الباكي.
يوماً ما كان قد إتصل به عبدالعزيز على الهاتف الأرضي ليوبخه والده على إرتكابه جرمه ويخبره بما فعلته تلك الـ ليلى.
ليتلعثم عبدالعزيز بدوره وهو اللذي لم يكن يتوقع حدوث ماحدث وأنكر فعلته التي فعل وهو يعلم تماماً من تكون ليلى.
ليلى التي كانت عشيقته فيما مضى ، ليلى التي ضحك عليها متلبساً بدور الذئب في صورة زوج المستقبل.
الان يقسم لوالده بأغلظ الأيمان أنه لايعرف ساذجة تدعى "ليلى" وأنها ربما أخطأت بالعنوان أو أنه تشابه بلأسماء ليس إلا.
ونعت والده بـ "الغبي" لأنه صدقها إذاً فليتربى ذلك الطفل بأحضانك يانايف ولن أعترف به..!!
بـعـد مـرور عـشـريـن عـامـاً...


__________________________________________________ __________

بـعـد مـرور عـشـريـن عـامـاً...
على تلك الأحداث كان نايف "أبو عبدالعزيز" قد بلغ الثمانين من عمره كان قد أصيب بداء "السُكّري" منذ عدة أعوام وهاهو الان طريح الفراش يجلس إلى جانبه جاره اللذي يعمل طبيباً في إحدى المستشفيات وهو ينصحه بالهدوء وعدم الإنفعال في هذا العمر بعد أن أعطاه إبرة الأنسولين كاد أن يغادر
إلا أن نايف أمسك به مترجياً : طمني يادكتور ناصر إيش نتايج التحليل اللي وعدتني فيها ؟!
أمسك بيده محاولاً تهدئته : خلها بعدين ياعم الحين صحتك أهم.
قال رافضاً: لا هذا وقته أنا صارلي سنين وأنا تعبان من هالموضوع وإنت وعدتني تساعدني أحط النقاط على الحروف وأبغى كل شيء ينتهي الليلة!!
أجاب منكساً رأسه: وأنا وفيت بوعدي يا عم أبو عبدالعزيز.
تمسك بخيط أمل بالرغم أنه رفيع جداً : طيب إيش النتيجة ؟؟
- : عملت فحص الـ dna وفعلاً طلع "نايف" ولد عبدالعزيز .!!!!
بالرغم أن الحقيقة مُرّة لكنها أقل مرارة من الواقع اللذي عاشه حفيده نايف تهلل وجهه ببقايا فرح .
غادر الطبيب ليأتي عبدالعزيز مصطحباً أولاده الخمسة، ثلاثة من الذكور أكبرهم كان قد بلغ الثامنة عشر وأوسطهم الخامسة عشر والاخر ذو العشر سنوات وطفلتان لا تتجاوزا الخمس سنين.
بعد أن إطمأن على صحة والده الغير مستقرة مؤخراً أمسك نايف بيد عبدالعزيز ذليلاً مترجياً : يا عبدالعزيز تكفى وأنا أبوك لا تردني
قاطباً جبينة: آمرني ي أبوي
: إنت ولدي الوحيد وتعرف غلاتك عندي بس أبغاك تبين غلاتي عندك ولاتردني قبل لا أموت!!
: بسم الله عليك ي أبوي جعل يومي قبل يومك.
:ولدك ياعبد العزيز ولدك كفاه ماجاه منك ومن الدنيا..!!
صد عبد العزيز ليردف نايف: أنا ماقدرت أعطيه وأسعده وأثبت وجوده في هذي الدنيا أنا سويت الي علي ي ولدي بس الباقي تراه في ذمتك، أنا ربيته على الطيب والأخلاق أنا أكلته وشربته ولبسته ودفيته
قاطعه مترجياً : يكفي ي أبوي قلت لك ماهو ولدي ولا أعرفه.
ليكمل نايف غير آبه به: أنا الي خبيته عن العالم كلها أنا الي علمته وأنا الي حفظته كتاب الله وعلمته الصلاة والصيام والدين والأخلاق، ولدك أنحرم من هويته وإنحرم من إنه يتمتع كأي إنسان بحياته، ولدك كان عايش طول السنين بدون هوية ما دخل المدرسة وتعلم أنا علمته في مساجد الحارة ، كان يسألني ليش مايدخل المدرسة زيه زي باقي الأطفال كنت أكذب عليه وأقوله المدرسة للكبار.
كان إذا مرض ما أقدر أدخله المستشفى كنت أداويه بنفسي في بيتي.
علمته على شغل المزرعة عشان يتعود عليها ولا يحلم بوظيفة زي الشباب لأنه أصلاً ماراح يلاقيها.
كان إذا سألني فين أمي وأبوي وليش أنا محروم من كل شيء حتى الهوية، أكذب عليه وأقول له أمك وأبوك ماتو وإنت طفل ولا لقيت لك أوراق.
يشير لوالده أن يكف عن الكلام ليكمل نايف ببكاء : كذبت عليه وأبوه وأمه عايشين
ولدك عاش ياعبدالعزيز محروووووم من كل شيء وأبوه عايش برفاهيه مع زوجته وعياله ولدك عاش بجسد دون قلب أو روح وتقولي أسكت..!
ليقف عبد العزيز هارباً : يا أبوي هذا مو ولدي نايف هذا ولد حرام والعياذ بلله رمته عليك بنت الحرام عشان هي تهرب وترمي بلاويها علينا ، حسبي الله عليها فين ماتكون.
لتسقط قوارير الأدوية وتتحطم وتنتشر رائحة المرارة في زوايا الغرفة
أشار إليه بأصبع الإتهام متقززاً مِمَا سَمِع : إنت أبوي أنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليختنق ويفك ياقة ثوبه: أووف وإنت إيش سمعت.؟!
تدحرجت دمعة مسحها بباطن كفه كبريائاً: سمعت، سمعت إن الفحص قال إني ولد واحد إسمه عبدالعزيز، ثم رحت أجيب الأدوية لجدي طاير من الفرحة إن طلع لي أبو ما كأني تعودت ع اليتم عشرين سنة ثم أجي هنا وأسمع إني ولد الحرام !!!! ولد من طيب؟، ولد الشخص الي كنت أحسبه عمي الوحيد ..!
ولد الرجال الي طول هذي السنين يصد عني لو جات عينه في عيني!!
بغضب : إنت مو ولدي والي سمعته كذب بكذب وهالرجال ماهو جدك وأنت منت مننا.
بغضب أقوى : أصلاً ما أتشرف فيك إنك أبوي وهلإنسان الي تقول عنه كذاب هذا ماهو جدي هذا أبوي وأمي وصديقي هذا كل شيء.
ليقاطعهما نايف "الجد" : عبدالعزيز أترجاك تنفذلي اخر طلب تراني بموت زعلان منك.
لتنسكب دمعة من نايف فيعود يمسحها بكبرياء أقوى: لا تترجاه ي أبوي على إيش تترجاه الشخص الي نكرني كل هالسنين لازم أنا الي ما أعترف فيه،
أصلا ايش أبغى منه أنا كنت أبغى أبوي يدخلني المدرسة وخلاص كبرت على المدرسة،
أنا كنت أبغاه يوديني المستشفى خلاص أنا ماعاد أخاف من المرض،
أنا كنت أبغاه يلعبني ويونسني كبرت على هذي الأشياء.
ليفيض نايف ويحكي عن كل ماكان يتمناه ولم يجده..
لينتحب عبد العزيز متأثراً : يا نايف أنا كنت طايش وقتها، ولقيت البنت الـ
قاطعه موبخاً: بــس ولا كلمة ماأبغى أسمع أعذارك
:صدقني هي كـ
:قلتلك بس لاتكمل
: وإذا طلبت منك السماح تسامحني؟؟
:ابسألك تقدر ترجع لي عمري الي راح تقدر ترجع تبنيني طوب طوب ؟
أجاب باكياً ب: لا
: تقدر تخليني أحصل كل شيء أنحرمت منه؟؟
: لا ، بس أقدر أبدأ معاك من جديد.
: وأنا الي ماتقبلني زمان والي ماراعى حدود ربه وخافه أنا ما أقدر أبدأ معاه من نقطة إنتهت.!
:يا ولدي،،
: تفووو عليك بعد ماعشت حياتك طول وعرض جاي تقول يا ولدي.!!
:بس أنا تبت والله،، سامحني يانايف أرجوك
:أسامحك بشرط
:من عيوني
:تجيب لي أمي؟
:بعد هذي السنين فين الاقيها؟ إيش تبغى فيها؟
:ما أبغى شيء من حرمة ماخافت ربها وصانت نفسها ورمت ولدها وهو صغير ما أبغى إلا أني أتفل في وجهها وأبشرها إني مو مسامحكم ليوم الدين...!
: بس يا نايف إذا ربك يسامح إنت ما تسامح
: علمتني المساجد إن الله يغفر الي بينه وبين العبد لكن مايغفر اللي بين العباد الا إذا المظلوم سامح
وأنا أبغى أقتص منكم يوم الدين.
لتأتي تلك الطفلة تشير بسبابتها على أرنبة أنفها ببراءة وتقول : أوششش جدي خلاص نام ، جدي نام !!!
ليلتفتا كلاً من نايف وعبد العزيز بصدمة ليشاهدا أن والد عبدالعزيز قد رفع سبابته متشهداً وفارق الحياة.


إنتهت ..

جسد يبحث عن قلب .. بقلمي | مُهمَله
أتمنى أن أجد النقد قبل التشجيع من أقلامكم الراقية أي نقد سأتقبلة سواء في أخطائي اللغوية والنحوية
أو أسلوب الطرح.
من أراد نقلها فلينسب لي حقوقي.


__________________________________________________ __________

ماشاء الله تبارك الله
على كثر المشاهدات تمنيت الاقي ولو رد واحد


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________