عنوان الموضوع : قتلوا والدهم من غيرعمد...؛؛؛؛ قصة حقيقية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
قتلوا والدهم من غيرعمد...؛؛؛؛
كان عبد القادر شديد الحرص على ادخار أمواله في البيت ولا يحب ان يضع مدخراته في البنك، وكلما وصل المبلغ المدخر الى عشرة آلاف درهم يغلفه بكيس من الورق ثم يلفه بكيس من النايلون ويلف الكيس بالخيطان وهو يقرأ المعوزات والفاتحة وينفخ عليه لتحل عليه البركة ويرفع يديه داعيا الله ان يبارك له به، وقد وجد في وسادته التي يضع رأسه عليها اثناء النوم، أفضل مكان لحفظ المبلغ، وينام قرير العين بعد أن يتحسس المبلغ من خارج الوسادة.
مرت الايام وكبر ابنه وابنته، وهو مازال يدخر أمواله الفائضة كعادته داخل الوسادة ، ولا يعلم سره سوى زوجته التي حاولت مرارا ان تقنعه بوضع المبلغ المدخر في احد المصارف الا انه يرفض مؤكدا انه حينما يصل المبلغ الى مائة الف درهم سوف يحول المبلغ الى بلده ليشتري قطعة أرض كي يبني عليها بيت العائلة. لاحظ الأب تأخر ابنه مساء في العودة الى البيت وسأل زوجته: لماذا يتأخر سامر؟ وهل قال لك أين هو ومع من؟
ردت الزوجة دون النظر اليه: الولد مع رفاقه ولا يمكن ان أسأله كل يوم أين كنت ومع من تسهر، لقد اصبح شابا والحمد لله.
قبل أن ينام عبد القادر كعادته يتلمس الوسادة ويدعو الله أن يبارك له في مدخراته التي قاربت على تحقيق حلمه في شراء قطعة أرض في بلده. ابتسم وقال لزوجته: غدا سأضع مبلغ عشرة آلاف درهم وهي آخر مرة ألف فيها المال والحمد لله تمكنت من جمع المبلغ المطلوب. وكعادته احضر كيس الورق والنايلون والخيطان ليلف آخر مدخراته.
في اليوم التالي دخل عبد القادر الى البيت غاضبا وصاح قائلا لزوجته: تعالي اسمعي آخر خبر! اسرعت زوجته مرعوبة من زوجها وقالت: خير ان شاء الله؟
ـ اتصلت مع أخي في البلد ليبحث لي عن قطعة أرض أشتريها، لكن جوابه كان غير سار. التفتت زوجته اليه وقالت: ماذا قال لك؟
ـ قال ان سعر الأراضي ارتفع وان مبلغ مائة الف درهم لا تكفي لشراء الأرض، هذا يعني ضياع حلمي، لماذا تغربت أليس من أجل بناء بيت في مزرعة اقطف منها الخضار والثمار؟ وأربي الدجاج والحمام. لا حول ولا قوة إلا بالله.
ـ هون عليك يا رجل الحمد لله انك بصحة وعافية وابنك أصبح شابا وابنتك ستتخرج من الجامعة وكل الامور تسير على خير ما يرام.
ـ هل انتظر سنوات أخرى لأجمع ضعف المبلغ لأشتري قطعة أرض؟
ـ لا تفكر هكذا الرزق على الله، المبلغ الذي جمعته في وسادتك يمكن ان تستثمره في أي مشروع صغير ولو في محل لبيع الفلافل
جلس على حافة السرير وهو ينظر الى وسادته وتردد في ان يضع المبلغ الأخير فيها، وقال بصوت خافت: مائة الف درهم، الحمد لله مبلغ جيد للبدء بمشروع صغير هنا، ولكن ليس الآن سأنتظر حتى يتخرج ابني من الجامعة كي يتابع العمل بعد تأسيسه وهذا أفضل من الوظيفة، لماذا يكون ابني موظفا مثلي، الأعمال الحرة فيها بركة.
وضع عشرة آلاف درهم في كيس الورق ولفه بالنايلون وربطه بالخيط كعاته وهو يقرأ آيات من القرآن الكريم وينفخ عليه داعيا الله ان يبارك له ويحفظه من كل مكروه. فتح طرف الوسادة وأدخل آخر كيس فيها وقال لزوجته: يجب ان نحتفل في تحقيق هدفي بادخار هذا المبلغ.
ـ لم لا في نهاية الاسبوع نلتقي جميعا على الغذاء في أحد المطاعم. لكن هل ستبوح بسر مدخراتك لابنك وابنتك؟
ـ طبعا لا هذا مبلغ خاص لشراء الأرض وسأزيد من المدخرات الى أن أحقق حلمي.
في نهاية الاسبوع طلب الأب من افراد اسرته التوجه معه لتناول الغداء في احد المطاعم، لكن ابنته اعتذرت لأنها ستلتقي مع رفيقاتها وهو موعد محدد منذ أيام، أما ابنه فكان رده بالاعتذار لأنه سيخرج مع أصدقائه الى البر. نظر الى زوجته وقال: هيا نخرج معا ولندع كل منهما ينفذ ما يريد. في المساء رن جرس الهاتف، أسرع عبد القادر للرد، وقد ابتسم لسماع صوت أخيه يقول مبروك وجدت لك قطعة أرض رخيصة، وتحقق طلبك وحلمك، وإذا تطلب الأمر ان أقرضك مبلغا بسيطا فلا مانع لدي أرسل لي المبلغ وأنا سأتابع الموضوع.
لم يصدق عبد القادر ما سمعه من أخيه رفع يديه الى أعلى وهو يردد: الحمد لله ...الحمد لله. طلب من زوجته احضار كيس كبير ليضع المبلغ المدخر فيه كي يحوله الى أخيه في الصباح. أمسك الوسادة بيده وقال: الآن أفرج عن هذا المبلغ، سنوات وأنا أجمع خمسمائة فوق خمسمائة الى أن أصبحوا مائة ألف. أفرغ الوسادة من الأكياس وبدأ يفك الواحد تلو الآخر، لكن المصيبة الكبرى حلت عليه حينما وجد في الكيس الأول قصاصات من ورق الصحف قد قصت ورصت بعناية مكان الأوراق المالية ذات الخمسمائة درهم، بدأت يداه ترجف واصفر وجهه وسارع الى فك الكيس الثاني والثالث الى ان وصل الى العاشر، لكن كلها كانت قصاصات صحف، سقطت آخر حزمة من يده وسقط على الأرض مغمى عليه.
ادخل غرفة العناية المركزة في المستشفى، لكن دون جدوى فقد فارق الحياة بسبب جلطة دماغية. وقف الابن والبنت في صالة المستشفى يتبادلان الاتهامات لما سبباه لوالدهما لأنهما سرقا المال واستبدلاه بأوراق الصحف دون علم والديهما، بينما كانت الأم تجهش بالبكاء، لما آل اليه حالها بعد أن فقدت زوجها. حاولت البنت الانتحار لكن الأم سارعت الى انقاذها وهي تردد بصوت عال : يكفي .. يكفي انني فقدت والدك جلس الابن تحت أقدام أمه يطلب منها السماح والمغفرة وهو يردد: أنا السبب .. أنا السبب لعنة الله على الشيطان.
منــــــقــــوووول
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
يا لطيف يا رب..
الله يسترنا من ذرية لا تخاف الله فينا
__________________________________________________ __________
إن لله وإن اليه لاراجعون
__________________________________________________ __________
لطفك ياربي.....مسكييين هذا الراجل غاضني ...ربي يرحموا
__________________________________________________ __________
جزاك الله خيراً
__________________________________________________ __________
كل الشكر علئ مروركم حبيباتي...؛