عنوان الموضوع : قصــــــــــــة حـــــــــــــــــب قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
قصــــــــــــة حـــــــــــــــــب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة حب
هذه القصة الواقعية سمعتها من أحدهم والاسم في القصة هو من بنات أفكاري، أتمنى أن تنال إعجابكم:
من ربوع كندا أطلت جنى من نافذة غرفتها على منظر الطبيعة الخلاب تعود بذاكرتها إلى الوراء وتتذكر تلك الأيام التي جعلت منها شخصاً آخر:
(( آه..آه.. تعبت من كثرة عصياني و لم يعد أحد يحواني سوى رب عرفته ليس له ثاني. في ليلة ظلماء مليئه بالنجوم في السماء ملأت عيناي بالبكاء أحسست بالحسرة و الاستياء و كنت من البؤساء فحزني لم يكن له مثيل و ذنبي ما كان قليل لكن ربي جليل يغفر خطئي الثقيل و يقبل توبة عبد ذليل.))
في تلك الليلة جاء صوت جنى الحزين من جوف غرفة مظلمة.كانت تناجي و تبكي بكاء المتضرع الذليل راجية من ربها أن يعفو ما قد كان منها.
منذ صغرها اعتادت جنى أن تهرع إلى تلبية طلبات والديها حينما يناديانها بصوتهما الجميل. هذا كان في الماضي و ما أجمل ذاك الماضي. جنى تلك الفتاة المبتسمة دوماً نمت و ترعرعت في ظل حنان والديها و غدت في عمر الزهور تنضج تحت عناية الله ثم برها بوالديها، و كانت كلما كبرت كبر معها حبها و تقديرها لهذين الأبوين الذين لا مثيل لهما في نظرها.على الرغم من أنها لم تعرف كيف تعبرعن هذا الحب بالكلمات فقد فاق كل تصور وكان من حبها لهما أنها كانت تظهر كل علائم الاحترام و الإجلال لأبيها و لم تفتأ تعامل أمها كأخت أو صديقة تزيل عنها كربات الدنيا و همومه كل حين. و في إحدى ليالي الخريف الباردة لم تعد جنى تلك الفتاة التي بابتسامتها أزهر البيت؛ لم تعد ببهجتها المعتادة بل بدأت تبدي علامات الضجر كلما طلب إحدى والديها منها أمراً. عجباً كيف تبدل حالها وصارت تمسي و تصبح في صراخ عليهما وتأفف من كل شيء: "فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً" (سورة الإسراء). علمت جنى أن ما تفعله في حقهما خطأ وكبيرة من الكبائر كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث:" ألا أنبئكم بأكبر الكبائر . ثلاثا ،قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين - وجلس وكان متكئا ، فقال - ألا وقول الزور . قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته يسكت" (رواه البخاري). حاولت جنى أن تحسن من معاملتها مع والديها ولكن الشيطان كان قد أخذ من قلب جنى جزءًا كبيراً حتى غدت غير قادرة على التحكم بتصرفاتها فقررت أن تخلو بنفسها لتراجع حساباتها مع ربها وأهلها. أدركت أن الحل الوحيد لهذه المعضلة هو اللجوء إلى الله جل في علاه فهو المنعم المتفضل الذي يغفر الذنب ولا يبالي. كانت تحسن الظن بربها ولا تفتأ تدعوه في ظلمة الليل وتناجيه مناجاة التائب العائد إلى الله بدمعة قد تنجيها من حر لظى. ها هي جنى وقد هجرت مضجعها في وقت يشتاق المرء فيه للنوم ولكن شوقها للخلوة بربها كان أعظم فهي تعلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قَال "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأَستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له" (رواه البخاري). بدموع حارة وقلب شغوف رفعت يديها متضرعة إلى المولى أن يرزقها حسن التعامل مع أبوين لم يرفضا لها طلباً فهما قد علماها علوم الدين والدنيا وأخذا من عمريهما وأعطياها بدون مقابل لتكبر وتكون محل فخر لهما في دينها و أخلاقها. "ترى ماذا دهاني ولماذا أصبحت هكذا؟" تسأل جنى نفسها كل يوم وهي مازلت تدعو الله أن يعينها في محنتها. ازداد حب جنى لربها وكانت تجاهد نفسها لترضيه. رضا الله في رضا الوالدين شعار رفعته جنى وحاولت أن تنفذه في سرها فقررت أن تتقرب إلى الله عن طريق الصدقة عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم :"الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار" كما أنها عمل يحبه المولى. بالإضافة إلى ذلك أدركت جنى أن الصيام يجعل المرء يفكر بالآخرين ويهذب النفس فصارت تصوم أيام الاثنين والخميس وغيرهما كلما استطاعت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم إني صائم و الذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" (رواه البخاري). والأهم من ذلك أنها حاولت أن تؤدي الصلوات الخمس في أوقاتها وتزيد من النوافل تقرباً إلى الله. ليس هذا فحسب بل صارت تحاول أن تملك نفسها وقت الغضب وتفكر قبل أن تفتح فاها وتنطق بكلمات قد تجرح أناساً هم لها أحباباً وهذا جعلها أكثر اتزاناً في كلامها. لم تمل جنى من كثرة محاولاتها لتتقرب إلى الله لأنها تعلم أنه سبحانه يسمعها وسيستجيب دعاءها ولو بعد حين. طالما أنها واثقة بربها ومتوكلة عليه ستجد خيراً في حياتها. أكبت على حفظ كتاب الله فكانت تقرؤه كل يوم وترتله بصوت خاشع. كما أنها لم تهمل فضل الدعاء إلى الله وعدم استعجال الإجابة. قامت ليالي وأياماً تشكر الله أن أمهلها ولم يهملها فأيقنت أن الله يريد لها الخير إذ أنه أرسل لها رسائل ربانية تخبرها بأن عليها أن تنظر في أعمالها وإلا فالعاقبة وخيمة.قد فهمت جنى مغزاها فباتت تبعث بصوتها إلى السماء شاكرة إياه وراجية منه الإجابة وقلبها ممتلئ ندماً وتوبة. الحمدلله المفاجأة كانت جميلة بعد طول صبر وانتظار. باب رحمة الله مازال مفتوحاً ويستقبل الوافدين إليه كل ليلة في الثلث الأخير من الليل.
فجأة أحست جنى براحة كبيرة ورق قلبها وتعودت أن تقوم الليل وتخلو بالرحمن وتنال شرف مناجاته والتذلل بين يديه. الله القريب سمع نجواها وتبتلها ولم يخيب املها ورجائها وسيعطيها على قدر عملها ودعائها ومنذ ذاك الحين إلى الآن وهي في تحسن في معاملاتها مع ربها ومع والديها. هبت نسمة داعبت وجنتي جنى، أحست بالبرد فأغلقت النافذة وذهبت للصلاة.
حسن الظن بالله شعور حبيب ونتائجه لا تخيب فيا فلاح من نادى المجيب وصاح يا الله في يوم صعيب.
حبهما يسري في جناني
وفضلهما واجب على كل إنسان
أب غمرني بعطفه والحنان
وأوم أخذت من عمرها لتفداني
قدما كل شيء لي بإحسان
لم يرفضا لي طلباً إذ سألاني
لكن كان جوابي لهما يا إخواني
أن بادلت إحسانهما بالنكران
أجاهد نفسي جهاداً بلا هوان
ولكن ذنبي بات ذنبان
لا أعلم سبباً غير الشيطان
سول قلبي وملأه بالطغيان
ونفس تأمرني بالسوء في كياني
تؤزني وتدنيني إلى الخسران
عققتهما وغدى بيني وبينهما حاجزان
وأصبحت بعيدة عنهما بعد الزمان
فطنت إلى خطئي وأخلصت في تفان
ليرضيا عني ويدعيا لي ويحباني
هجرت مضجعي وبكيت بحرقة ما أقساني
واثبوراه إن لم يسامحاني
ناجيت ربي وسألته في كتمان
أن يعفو عني ويفتح لي باب الغفران
تائبة نادمة جئت إلى الرحمن
راجية ألا يحرمني من الجنان
شكوت إليه سوء ما أعاني
فوجدته قريباً يسمع أحزاني
وتصدقت صدقات لأهلي وخلاني
فالصدقة تشفي وتطفئ حر النيران
وأكثرت من النوافل تقرباً إلى المنان
وأحببت أن أصوم في كتمان
لم أزل أحمد وأصلي في امتنان
وأشكر رباً يفك ضيقة العاني
عقوق الوالدين من النكران
وبرهما أجمل رد للعرفان
منقوووووووووووووول
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جميله جدا شكرا لك
على النقل الجميل
__________________________________________________ __________
انتي الاجمل اختي تسلمي نورتي صفحتي واتحفتيني بردك الجميل
__________________________________________________ __________
روووووووووووووووعه
جزاك الله خيرا
فانتظار ابداعاتك
__________________________________________________ __________
جزاك الله خيرا
__________________________________________________ __________