عنوان الموضوع : قصة مؤثرة جدا قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
قصة مؤثرة جدا
قصة مؤثرة جدا أمسك دموعك
قصه حقيقية أوردها لكم من مصدرها
كى يتعضأكثرنا ويتقى الله فى أطفالنا ولكن تذكر عندما تنزل دموعك أن لا تجعل أطفالك يعيشوننفس الطريق
ثلاثة أعوام هي تجربتي مع التدريس في مدرسة ابتدائية.. قد أنسىالكثير من أحداثها وقصصها .. إلا قصة (ياسر) !!
كان ياسر طفل التاسعة في الصفالرابع الابتدائي .. وكنت أعطيهم حصتين في الأسبوع ... كان نحيل الجسم .. أراهدوماً شارد الذهن .. يغالبه النعاس كثيراً .. كان شديد الإهمال في دراسته .. بل فيلباسه وشعره .. دفاتره كانت هي الأخرى تشتكي الإهمال والتمزق !! حاولت مراراً أنيعتني بنفسه ودراسته .. فلم أفلح كثيراً !! لم يجد معه ترغيب أو ترهيب !! ولا لومأو تأنيب !!
ذات يوم حضرت إلى المدرسة في الساعة السادسة قبل طابور الصباحبساعة كاملة تقريباً .. كان يوماً شديد البرودة .. فوجئت بمنظر لن أنســـــاه !!
دخلت المدرسة فرأيت في زاوية من ساحتها طفلين صغيرين .. قد انزويا على بعضهما .. نظرت من بعيد فإذ بهما يلبسان ملابس بيضاء .. لا تقي جسديهما النحيلة شدة البرد .. أسرعت إليهما دون تردد .. وإذ بي ألمح ( ياسر ) يحتضن أخاه الأصغر ( أيمن ) الطالب في الصف الأول الابتدائي .. ويجمع كفيه الصغيرين المتجمدين وينفخ فيهما بفمه !! ويفركهما بيديه !! منظر لا يمكن أن أصفه .. وشعور لا يمكن أن أترجمه !! دمعتعيناي من هذا المنظر المؤثر !! ناديته : ياسر .. ما الذي جاء بكما في هذا الوقت !؟ولماذا لم تلبسا لباساً يقيكما من البرد !! فازداد ياسر التصاقاً بأخيه ... ووارىعني عينيه البريئتين وهما تخفيان عني الكثير من المعاناة والألم التي فضحتها دمعةلم أكن أتصورها !!!! ضممت الصغير إليّ .. فأبكاني برودة وجنتيه وتيبس يديه !! أمسكتبالصغيرين فأخذتهما معي إلى غرفة المكتبة .. أدخلتهما .. وخلعت الجاكيت الذي ألبسهوألبسته الصغير !! أعدت على ياسر السؤال : ياسر .. ما الذي جاء بك إلى المدرسة فيهذا الوقت المبكر !! ومن الذي أحضركما !؟ قال ببراءته : لا أدري !! السائق هو الذيأحضرنا !! قلت:و والدك !!
قال : والدي مسافر إلى المنطقة الشرقية والسائق هوالذي اعتاد على إحضارنا حتى بوجود أبي !!
قلت : وأمــــك !! أمك يا ياسر .. كيفأخرجتكما بهذه الملابس الصيفية في هذا الوقت !؟
لم يجب ( ياسر ) وكأنني طعنتهبسكين !!
قال أيمن ( الصغير ) : ماما عند أخوالي !!!!!!
قلت : ولماذاتركتكم .. ومنذ متى !؟
قال أيمن : من زمان .. من زمان !!
قلت : ياسر .. هلصحيح ما يقول أيمن !؟
قال : نعم يا أستاذ من زمان أمي عند أخوالي .. أبوي طلقها ... وضربها .. وراحت وتركتنا .. وبدأ يبكي ويبكي !! هدأتهما .. وأنا أشعر بمرارةالمعاناة وخشيت أن يفقدا الثقة في أمهما .. أو أبيهما !! قلت له : ولكن والدتكتحبكما .. أليس كذلك !؟ قال ياسر : إيه .. إيه .. إيه .. وأنا أحبها وأحبها وأحبها .. بس أبوي !! وزوجته !! ثم استرسل في البكاء !! قلت له : ما بهما ألا ترى أمك ياياسر !؟
قال : لا .. لا .. أنا من زمان ما شفتها .. أنا يا أستاذ ولهان عليهامرة مرة !! قلت : ألا يسمح لك والدك بذهابك لها !؟
قال : كان يسمح بس من يومتزوج ما عاد سمح لي !!! قلت له : يا ياسر .. زوجت أبوك مثل أمك .. وهي تحبكم !!
قاطعني ياسر : لا .. لا . يا أستاذ أمي أحلى .. هذي تضربنا ... ودايم تسب أميعندنا !! قلت له : ومن يتابعكما في الدراسة !؟
قال : ما فيه أحد يتابعنا .. وزوجة أبوي تقول له إنها تدرسنا !! قلت : ومن يجهز ملابسكما وطعامكما ؟
قال : الخادمة .. وبعض الأيام أنا !! لأن زوجة أبوي تمنعها وتخليها تغسل البيت !! أوتروحها لأهلها !! وأنا اللي أجهز ملابسي وملابس أيمن مثل اليوم !! اغرورقت عينايبالدموع .. فلم أعد أحتمل !! حاولت رفع معنوياته .. فقلت : لكنك رجل ويعتمد عليك !!
قال : أنا ما أبي منها شيء !! قلت : ولماذا لم تلبسا لبس شتوي في هذا اليوم ؟قال : هي منعتني !! قالت : خذ هذي الملابس وروحوا الآن للمدرسة .. وأخرجتني منالغرفة وأقفلتها !!! قدم المعلمون والطلاب للمدرسة .. قلت لياسر بعد أن أدركت عمقالمعاناة والمأساة التي يعيشها مع أخيه : لا تخرجا للطابور .. وسأعود إليكما بعدقليل !! خرجت من عندهما .. وأنا أشعر بألم يعتصر قلبي .. ويقطع فؤادي !! ما ذنبالصغيرين !؟ ما الذي اقترفاه !؟ حتى يكونا ضحية خلاف أسري .. وطلاق .. وفراق !! أينالرحمة !؟ أين الضمير !؟ أين الدين !؟ بل أين الإنسانية !؟ أسئلة وأسئلة ظلت حائرةفي ذهني !! سمعت عن قصص كثيرة مشابهة .. قرأت في بعض الكتب مثيلاً لها .. لكن كنتأتصور أن في ذلك نوع مبالغة حتى عايشت أحداثها !! قررت أن تكون قضية ياسر وأيمن .. هي قضيتي !! جمعت المعلومات عنهما . وعن أسرة أمهما .. وعرفت أنها تسكن في الرياض !! سألت المرشد الطلابي بالمدرسة عن والد ياسر وهل يراجعه!؟ أفادني أنه طالما كتبله واستدعاه .. فلم يجب !! وأضاف : الغريب أن والدهما يحمل درجة الماجستير .. قالعن ياسر : كان ياسر قمة في النظافة والاهتمام .. وفجأة تغيرت حالته من منتصف الصفالثالث !! عرفت فيما بعد أنه منذ وقع الطلاق !!
حاولت الاتصال بوالده .. فلمأفلح .. فهو كثير الأسفار والترحال .. بعد جهد .. حصلت على هاتف أمه !! استدعيتياسر يوما إلى غرفتي وقلت له : ياسر لتعتبرني عمك أو والدك .. ولنحاول أن نصلحالأمور مع والدك .. ولتبدأ في الاهتمام بنفسك !! نظر إليَّ ولم يجب وكأنه يستفسر عنالمطلوب !! قلت له : حتماً والدك يحبك .. ويريد لك الخير ... ولا بد أن يشعر بأنكتحبه .. ويلمس اهتمامك بنفسك وبأخيك وتحسنك في الدراسة أحد الأسباب !! هزَّ رأسهموافقاً !! قلت له : لنبدأ باهتمامك بواجباتك .. اجتهد في ذلك !! قال : أنا ودي أحلواجباتي .. بس زوجة أبوي تخليني ما أحل !! قلت : أبداً هذا غير معقول .. أنت تبالغ !! قال : أنا ما أكذب هي دايم تخليني اشتغل في البيت وأنظف الحوش , , , !! صدقوني .. كأني أقرأ قصة في كتاب !! أو أتابع مسلسلة كتبت أحداثها من نسج الخيال !!
قلت : حاول أن لا تذهب للبيت إلا وقد قمت بحل ما تستطيع من واجباتك !! رأيته .. خائفاً متردداً .. وإن كان لديه استعداد !!
قلت له ( محفزاً ) : ياسر لو تحسنتقليلاً سأعطيك مكافأة !! هي أغلى مكافأة تتمناها !! نظر إليَّ .. وكأنه يسأل عنماهيتها !!
قلت : سأجعلك تكلم أمك بالهاتف من المدرسة !!
ما كنت أتصور أنيُحْدِثَ هذا الوعد ردة فعل كبيرة !! لكنني فوجئت به يقوم ويقبل عليَّ مسرعاً .. ويقبض على يدي اليمنى ويقبلها وهو يقول : تكف .. تكف .. يا أستاذ أنا ولهان على أمي !! بس لا يدري أبوي !! قلت له : ستكلمها بإذن الله شريطة أن تعدني أن تجتهد ..
قال : أعدك !!
بدأ ياسر .. يهتم بنفسه وواجباته .. وساعدني في ذلك بقيةالمعلمين فكانوا يجعلونه يحل واجباته في حصص الفراغ ...أو في حصة التربية الفنيةويساعدونه على ذلك !! كان ذكياً سريع الحفظ .. فتحسن مستواه في أسبوع واحد !!! ( صدقوني نعم تغير في أسبوع واحد ) !! استأذنت المدير يوماً أن نهاتف أم ياسر .. فوافق .. اتصلت في الساعة العاشرة صباحاً .. فردت امرأة كبيرة السن .. قلت لها : أمياسر موجودة !! قالت : ومن يريدها ؟ قلت : معلم ياسر !! قالت : أنا جدته .. يا ولديوش أخباره .. حسبي الله على اللي كان السبب .. حسبي الله على اللي حرمها منه !! هدأتها قليلاً .. فعرفت منها بعض قصة معاناة ابنتها ( أم ياسر ) !! قالت : لحظةأناديها (تبي تطير من الفرح ) !! جاءت أم ياسر المكلومة .. مسرعة .. حدثتني وهيتبكي !! قالت : أستاذ ... وش أخبار ياسر طمني الله يطمنك بالجنة !! قلت : ياسر بخير .. وعافية .. وهو مشتاق لك !! قالت : وأنا .. فلم أعد أسمع إلا بكاءها .. ونشيجها !! قالت وهي تحاول كتم العبرات : أستاذ ( طلبتك ) ودي أسمع صوته وصوت أيمن .. أنامن خمسة أشهر ما سمعت أصواتهم !! لم أتمالك نفسي فدمعت عيناي !! يا لله .. أينالرحمة ؟ أين حق الأم !؟ قلت : أبشري ستكلمينه وباستمرار .. لكن بودي أن تساعديننيفي محاولة الرفع من مستواه .. شجعيه على الاجتهاد .. لنحاول تغييره .. لنبعث بذلكرسالة إلى والده !!! قالت : والده !! ( الله يسامحه ) .. كنت له نعم الزوجة .. ولكنما أقول إلا : الله يسامحه !! ثم قالت : المهم ... ودي أكلمهم واسمع أصواتهم !! قلت : حالاً .. لكن كما وعدتني .. لا تتحدثين في مشاكله مع زوجة أبيه أو أبيه !! قالت : أبشر ! دعوت ياسر وأيمن إلى غرفة المدير وأغلقت الباب ..
قلت : ياسر .. هذي أمكتريد أن تكلمك !! لم ينبت ببنت شفه .. أسرع إليَّ وأخذ السماعة من يدي وقال : أمي .. أمي .. أمي .. تحول الحديث إلى بكاء !! إذا اختلطت دموع في خدود ***** تبين منبكى ممن تباكا !! تركته .. يفرغ ألماً ملأ فؤاده .. وشوقاً سكن قلبه !! حدثها .. خمسة عشر دقيقة !!
أما أيمن .. فكان حديثها معه قصة أخرى .. كان بكاء وصراخ منالطرفين !! ثم أخذتُ السماعة منهما .. وكأنني أقطع طرفاً من جسمي .. فقالت لي : سأدعو لك ليلاً ونهاراً ... لكن لا تحرمني من ياسر وأخيه !! ولا يعلم بذلك والدهما !! قلت : لن تحرمي من محادثتهم بعد اليوم !! وودعتها !
قلت لياسر بعد أن وضعتسماعة الهاتف : انصرف وهذه المكالمة مكافأة لك على اهتمامك الفترة الماضية .. وسأكررها لك إن اجتهدت أكثر !! عاد الصغير .. فقبَّل يدي .. وخرج وقد افترَّ عنثغره الصغير ابتسامة فرح ورضى !! قال : أوعدك يا أستاذ أن اجتهد وأجتهد !!
مضتالأيام وياسر من حسن إلى أحسن .. يتغلب على مشاكله شيئاً فشيئا .. رأيت فيه رجلاًيعتمد عليه !!
في نهاية الفصل لأول ظهرت النتائج فإذا بياسر الذي اعتاد أن يكونترتيبه بعد العشرين في فصل عدد طلابه ( 26 ) طالباً يحصل على الترتيب ( السابع ) !!
دعوته .. إليَّ وقد أحضرت له ولأخيه هدية قيمة .. وقلت له : نتيجتك هذه هيرسالة إلى والدك .. ثم سلمته الهدية وشهادة تقدير على تحسنه .. وأرفقت بها رسالةمغلقة بعثتها لأبيه كتبتها كما لم أكتب رسالة من قبل .. كانت من عدة صفحات !! بعثتها .. ولم أعلم ما سيكون أثرها .. وقبولها !! خالفني البعض ممن استشرتهم وأيدالبعض !! خشينا أن يشعر بالتدخل في خصوصياته !! ولكن الأمانة والمعاناة التي شعرتبها دعت إلى كل ما سبق !! ذهب ياسر .. يوم الأثنين بالشهادة والرسالة والهدية بعدأن أكدت عليه أن يضعها بيد والدة !! في صبيحة يوم الثلاثاء .. قدمت للمدرسة الساعةالسابعة صباحاً ... وإذ بياسر قد لبس أجمل الملابس يمسك بيده رجلاً حسن الهيئةوالهندام !!
أسرع إليَّ ياسر .. وسلمت عليه .. وجذبني حتى يقبل رأسي !! وقال : أستاذ .. هذا أبوي .. هذا أبوي !! ليتكم رأيتم الفرحة في عيون الصغير .. ليتكمرأيتم الاعتزاز بوالده .. ليتكم معي لشعرتم بسعادة لا تدانيها سعادة !! أقبل الرجلفسلم عليّ .. وفاجأني برغبته تقبيل رأسي فأبيت فأقسم أن يفعل !! أردت الحديث معهفقال : أخي .. لا تزد جراحي جراح .. يكفيني ما سمعته من ياسر وأيمن عن معاناتهما معابنة عمي ( زوجتي ) !! نعم أنا الجاني والمجني عليه !! أنا الظالم والمظلوم !! فقطأعدك أن تتغير أحوال ياسر وأيمن وأن أعوضهما عما مضى !! بالفعل تغيرت أحوال ياسروأيمن .. فأصبحا من المتفوقين .. وأصبحت زيارتهما لأمهما بشكل مستمر !! قال الأبوهو يودعني : ليتك تعتبر ياسر ابناً لك !! قلت له : كم يشرفني أن يكون ياسر ولدي
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
ياااا قلبي علييهم
والله زعلت عشانهم
بس الحمد لله ان ابوه صلح حاله وحس بيهم وبمعاناتهم
يسلموووووووووووووو عالموضوع
__________________________________________________ __________
قصة مؤثرة جدا
كم تعج مدارسنا بمثل هذه المشاكل
اتمنى أن يأتي اليوم الذي نستطيع به حل كل هذه الخلافات
لحصلنا على جيل من الأبناء الأسوياء
__________________________________________________ __________
اه والله بس مين يحس
يا خسارة
مشكورين علي المرور
__________________________________________________ __________
ياروحي انا ما بحرق القلب الا الأطفال تصدقوه اني بكيت عليهن ودموعي تنزل من غير ما احس
الحمد لله الي فاق ابوهم وحسبي الله عليها مرة ابوهم
بارك الله فيك على هالقصه فعلا مؤثره
__________________________________________________ __________