عنوان الموضوع : بقايا أم قصص
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
بقايا أم
تماسكت جدران المنزل وقتها بشدة .. غير أن تصدعاً لحق بأغشية أخرى ..أرهفت ..فتأثرت ..ثم لم تتمالك دموعاً ذرفتها .. إنه "أحمد".. طفلهما البكر.
كان الشجار عنيفاً جداً هذه المرة ، حرارته ألهبت جو المنزل الدافئ ، فلم تجد منفذاً لها إلا ذلك الجسم الصغير ، هاهي الحمّى تؤجج مخدعه ، فأنينه مازال يتصاعد من غرفته ، والأب المعتوه قد خرج من المنزل منذ ساعة ، وهي تنظر من شباك المنزل تارة ، ثم تعود لتطمئن على ابنها الذي بدأ المرض يستشري في بدنه كالعثّ في جيب قميص قديم.
تمشي مثقلة الخطى يحدّها جنينها الذي في أحشائها ..هو في شهره السادس الآن.
( أحمد يحتاج إلى طبيب .. ابنك مريض جداً .. حرارته مرتفعة ) كانت تلك بداية العاصفة .. أخبرته بذلك وقت أن دخل المنزل في ساعة متأخرة من الليل يترنح في الصالون .. يتغنى بصوت نشاز : ( الورد جميل .. جميل الورد .. هل رأى الحب سكارى .. آه يا سكارى ) .. ( رجل سكّير ) .. قالتها في وجهه ..
الوقت يتأخر .. والخطوات تزداد .. بل تضطرب ... تتجه صوب غرفة أحمد .. ( الولد مريض جداً .. لابد من حمله إلى المستشفى .. من سيحمله ؟ .. لا أستطيع .. وخز الجنين يؤلم .. ابني سوف يموت ) .. تهمس بها مضطربة.
خرجت تستنجد في الشارع .. وجدته ملقى على الرصيف .. يترنح ويغني : ( هل رأى الحب سكارى .. آه سكارى ) أمسكت بيده .. ( ابنك يموت ) .. قالتها بعصبية .. عاود الغناء .. جسم مترهل لا يكاد يتزحزح من مكانه .. سحبته بقوة .. لم تستطع .. دفعته بجسمها .. لم تستطع .. صرخت بقوة .. ( أرجوك )
وقعت منهارة على الرصيف .. ولكن !! .. لم يعد للجنين وخز بعد الآن .. وتأوّهات أحمد .. لم يعد لها أثر في المكان !!
بعد ثمان ساعات .. جاءت سيارة الإسعاف .. لتحمل بقايا أم محطّمة . . جثّتين صغيرتين !!
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
الله يرحمهما والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من خلقه
__________________________________________________ __________
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زنبق الشام
الله يرحمهما والحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا من خلقه
تسلمي غاليتي
__________________________________________________ __________
اللهم ارحمنا برحمتك
__________________________________________________ __________
تسلمي غاليتي
__________________________________________________ __________
بارك الله فيك عزيزتي