عنوان الموضوع : مجموعه مقالات اعجبتنى للاستاذ عمرو خالد في الاسلام
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

مجموعه مقالات اعجبتنى للاستاذ عمرو خالد





السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

هذه مجموعه مقالات اعجبتى للاستاذ عمرو خالد سوف انقلها بالتوالى ان شاء الله اذا لاقت الفكره استحسانكم




(1)
سكينة النفس

مقدمة
" هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم.." الفتح4.

منذ أعوام نشرت مجلة " المختار" كلمة ناضرة لأحد الأطباء اللامعين في أمريكا، قال فيها:

" وضعت مرة وأنا شاب جدولا لطيبات الحياة المعترف بها، فكتبت هذا البيان بالرغائب الدنيوية: الصحة، والحب، والموهبة، والقوة، والثراء، والشهرة، ثم تقدمت بها في زهو إلي شيخ حكيم. فقال صديقي الشيخ:

جدول بديع، وهو موضوع على ترتيب لا بأس به، ولكن يبدو لي أنك أغفلت العنصر المهم الذي يعود جدولك بدونه عبثا لا يطاق، وضرب بالقلم على الجدول كله، وكتب كلمتين:"سكينة النفس" وقال: هذه هي الهبة التي يدخرها الله لأصفيائه، وإنه ليعطي الكثيرين الذكاء والصحة، والمال مبتذل، وليست الشهرة بنادرة، أما سكينة القلب، فإنه يمنحها بقدر. وقد وجدت يومئذ أن من الصعب أن أتقبل هذا، ولكن الآن بعد نصف قرن من التجربة الخاصة، والملاحظة الدقيقة، أصبحت أدرك أن سكينة النفس هي الغاية المثلى للحياة الرشيدة، وأنا أعرف الآن أن جملة المزايا الأخرى ليس من الضروري أن تفيد المرء السكينة، وقد رأيت هذه السكينة أن تحول الكوخ إلي قصر رحب، أما الحرمان منها فإنه يحيل قصر الملك قفصا وسجنا"إن هذا كلام رجل يعيش في أمريكا بلد الرفاهية و الغني، بلد الذهب والعلم، بلد الحرية والانطلاق. قاله الرجل بعد ممارسة وتجربة وخبرة بالحياة، فلم يجد في الحياة نعمة أغلى ولا أفضل ولا أيمن من سكينة النفس، وطمأنينة القلب. وهو كلام حكيم نسجله وننتفع به. والحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أحق بها.


ينبوع السكينة النفسية
سكينة النفس – بلا ريب – هي الينبوع الأول للسعادة، ولكن كيف السبيل إليها؟ إنها غير مرتبطة لا بالذكاء ولا بالعلم ولا بالصحة ولا بالقوة، ولا بالمال والغنى، و لا الشهوة ولا الجاه، ولا غير ذلك من نعم الحياة المادية؟ إنني وبثقة أقول: إن للسكينة مصدرا واحدا، هو الإيمان بالله واليوم الآخر، الإيمان الصادق العميق، وهذا ما يشهد به الواقع الماثل، وما أيده التاريخ الحافل، وما يلمسه كل إنسان بصير منصف، في نفسه وفيمن حوله. إن أكثر الناس قلقا وضيقا واضطرابا، وشعورا بالتفاهة والضياع هم المحرومون من نعمة الإيمان، إن حياتهم لا طعم لها ولا مذاق، وإن حفلت باللذائذ والمرفهات، لأنهم لا يدركون لها معنى، ولا يعرفون لها هدفا، ولا يفقهون لها سرا، فكيف يظفرون مع هذا بسكينة نفس، أو انشراح صدر؟ إن هذه السكينة ثمرة من ثمار دوحة الإيمان، وشجرة التوحيد الطيبة، التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. فهي نفحة من السماء ينزلها الله علي قلوب المؤمنين من أهل الأرض، ليثبتوا إذا اضطرب الناس، ويرضوا إذا سخط الناس، ويوقنوا إذا شك الناس، ويصبروا إذا جزع الناس، ويحملوا إذا طاش الناس.

ومضة نبوية
هذه السكينة هي التي عمرت قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم الهجرة، فلم يعره همّ ولا حزن، ولم يستبد به خوف ولا وجل، ولم يخالج صدره شك ولا قلق" فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" التوبة40. لقد غلبت على صاحبه الصديق مشاعر الحزن والإشفاق، لا على نفسه وحياته، بل على الرسول، وعلى مصير الرسالة، حتى قال والأعداء محدقون بالغار: يا رسول الله؛ لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا! فيقول صلى الله عليه وسلم مثبتا فؤاده:" يا أبا بكر؛ ما ظنك باثنين الله ثالثهما"؟!

نافذة على الجنة
هذه السكينة روح من الله، ونور، يسكن إليه الخائف، ويطمئن عنده القلق، ويقوي به الضعيف ويهدي به الحيران. إن السكينة كما قال البعض، وصدق فيما قال نافذة على الجنة يفتحها الله للمؤمنين من عباده، منها تهب عليهم نسماتها، وتشرق عليهم أنوارها، ويفوح شذاها وعطرها، ليذيقهم بعض ما قدموا من خير، ويريهم نموذجا صغيرا لما ينتظرهم من نعيم، فينعموا من هذه النسمات بالروح والريحان، والسلام والإيمان. إن المؤمن هو أولى الناس بسكينة النفس، وطمأنينة القلب أتدرون لم؟ لأنه وجد نفسه وهدي إلى الفطرة، ففي فطرة الإنسان فراغا لا يملؤه علم ولا ثقافة ولا فلسفة، وإنما يملؤه الإيمان بالله عز وجلّ. ستظل الفطرة الإنسانية تحس بالتوتر والجوع والظمأ، حتى تجد الله، وتؤمن به، وتتوجه إليه.

هنا وهناك فقط تستريح من كل تعب، وترتوي من كل ظمأ، وتأمن من كل خوف. هناك فقط ستحس بالهداية بعد الحيرة، والاستقرار بعد التخبط، والاطمئنان بعد القلق. إن الإنسان الذي لا يهدي إلي الفطرة، ولا يجد ربه مهما فعل! قال مؤلف مدارج السالكين رحمه الله:

" في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال علي الله.

وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس بالله.

وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته، وصدق معاملته.

وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه، والفرار إليه.

وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر علي ذلك إلي وقت لقائه.

وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته والإنابة إليه، ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا".

وهذا ليس كلام عالم فحسب، بل كلام ذائق مجرب، يقول ما خبره وأحس به في نفسه، وما رآه ولاحظه في الناس من حوله. إنها الفطرة البشرية الأصيلة التي لا تجد سكينتها إلا في الاهتداء إلي الله والإيمان به، والالتجاء إليه!! أأدركنا الآن لم المؤمن هو أولي الناس بسكينة النفس؟ أأدركنا الآن قيمة الإيمان وحلاوته. نكمل في المقال القادم بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
ا


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكورة أختي
جزاك الله خيرا
ووفقك الي مايحب ويرضي
اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك


__________________________________________________ __________

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،مشكورة أختي
جزاك الله خيرا


__________________________________________________ __________

جزاكن الله خيرا اخواتى على المرور الجميل


__________________________________________________ __________

(2)

دا أنتِ غريبة.....لأ دا أنت الغريب


مقدمة
ما أكثر سماع هذه المقولة بين الرجال والنساء، إن تكرارها يوحي بأن كلا منهما كائن مختلف تماما عن الآخر، وإن هذا الاختلاف هو الذي أدي ويؤدي إلي انعدام التفافهم بينهما، والحقيقة أن المرء يحار بعض الشيء أمام هذا الموضوع وتلك القضية، إن الظاهر يشهد بأن الجنسين أقرب للتماثل منهما إلي الاختلاف، فكلاهما يملك نفس الحواس الحية، وكلاهما مجبول علي نفس الأصول النفسية من الإحساس بالخوف والفرح، والحزن، والأمان، والضحك والبكاء، وكلاهما يملك عقلا يستطيع به التفكير والتفوق لا فرق في ذلك بينهما. ورغم هذا التماثل الظاهر، ينشأ بينهما مواقف توحي بأن كل ما ذكرت وهم وسراب، وأن الأصل بينهما هو الاختلاف!


المثلية لا تعني التطابق
والحقيقة- من وجهة نظري- هي أن كلا من الجنسين متماثل، نعم، متطابق، لا، إن المثلية ليس معناها التطابقية، ولنضرب علي ذلك مثالا من نفس الجنس؛ وليكن جنس الرجال؛ من المفروض أن يكون جنس الرجال أجرأ من جنس النساء، ولكن هل معني ذلك أن يستوي جميع الرجال في جرأتهم؟ وهل هذا هو الواقع؟ أبدا، هناك رجال أجرأ من رجال، ، بل أن هناك رجال أخوف من النساء! أرأينا أن التماثلية العامة – في نفس الجنس – لم تعني التطابقية في كل الصفات فما بالنا، إذا كانت هذه التماثلية في جنسين مختلفين، من المفروض أن يتكاملا، إن ذلك أدعي لافتراض وتوقع عدم التطابقية بينهما، إن هذه المعلومة رغم أنها تبدو بديهية، إلا أن الواقع يشير وبقوة، إلي أنها غائبة عن أذهان أغلبية الرجال والنساء، وهنا مربط الفرس!


خطأ مشترك
إن الخطأ المشترك بين الرجال والنساء أن كلا منهما يعتقد أن الطرف الآخر عليه أن يشعر ويتصرف بنفس أسلوب الطرف الآخر، وأن الاختلاف في الشعور والتصرف يعطي الحق للطرف الثاني أن ينقض عليه ويكيل له! يقول علم الاجتماع والنفس أن المرأة عندما تروي لزوجها شيئا ما أو تعرض عليه مشكلة ما، فأنها تحتاج أول ما تحتاج إليه أن يشاركها زوجها مشاعرها والحدث الذي مرت به، تحتاج إلي ذلك قبل أن يبادرها زوجها بالحل، فهل هذه الطبيعة مكشوفة للرجل و معلومة له؟!إن الرجل أول ما تبدأ زوجته في عرض مشكلاتها يبدأ هو -فطريا- وبدون قصد عدم الاكتراث أو تهميش الإحساس في التفكير في الحلول التي يراها مفيدة للمشكلة، وهو إذ يفعل ذلك يعتقد أنه يقدم لامرأته ما تحتاج ولكنه يفاجيء برد فعل - غير متوقع، وهو تأجج المشاعر، واحتدام الحديث ثم الصدام، وهو بالطبع لا يفهم سبب ذلك، وتبدأ الأمور تتأزم ويصطبغ الحوار بهذه الحدة: هي : إنني أريد منك أن تشاركني في إحساسي. هو : لقد أردت مساعدتك، وعرضت عليكي الحل الذي أراه مناسبا. هي : إن القضية ليست قضية تقديم حلول، إن القضية قضية إحساس. هو : أنا أسف بعد ذلك لن أقدم أصلا حلا، إذا كان تقديم الحلول يستثيرك بهذا الشكل. هي : أنا غلطانة إنني أروي لك شيئا من أصله. هو : ياريت لا تكرري خطأك هذا. هي : دا أنت غريب! هو : دا أنتي الغريبة! إن هذا الحوار يتكرر كثيرا، بين غالبية الأزواج ولا شك في ذلك؛ ونحن نريد أن نستغله لمعرفة أين الخلل وكيف يمكن إصلاحه؛


أين الخلل
إن الخلل من وجهة نظري يكمن في أن الرجل لا يقدر الطبيعة الانفعالية للمرأة، وإن هذه الطبيعة الانفعالية تحتاج إلي السكون أولا قبل أن تستقبل الحلول، إنها تحتاج إلي الاحتواء أولا والمشاركة بالاستماع والهات والخد، قبل تقديم الحلول، والرجل عليه أن يفعل ذلك أولا وعليه أن يؤخر تقديم الحلول، ولا يجعل هذا الأمر أولوية مطلقة في كل وقت تعرض عليه المشكلة. وهذا من جهة، أما من جهة أخري، فعلي المرأة أن تدرك أن الرجل ولأنه – منذ القدم – وكأصل فطري فيه مجبول علي المسارعة لحل المشكلات التي تعترض من يعول ويحميهم، فهو منذ القدم المنوط به أن يجد المكان الآمن له ولزوجه ولذريته، وهو منذ القدم المنوط به أن يسعى لحل مشكلة الفقر، والجوع، والعطش، والعري، وغير ذلك، إن انطلاقة الرجل لتقديم الحلول هي انطلاقة فطرية، من الظلم أو الخطأ أن يعاتب عليها، أو أن يفتعل الصدام معه من أجلها، لابد أن تفهم المرأة أن الرجل عندما يبادرها بحل مشكلتها، ليس معناها أنه لا يكترث لأحاسيسها ولا يشعر بها أبدا، بل علي العكس، هو يكترث بها وبأحاسيسها ولذلك يحاول أن يوجد لها حلا يريحها ويسير لها أمرها به!


إذن ما هو المطلوب
إن المطلوب في هذه القضية تحديدا أن يستمع الرجل للمرأة، وأن لا يبادرها بالحلول أولا، وكذلك مطلوب من المرأة أن لا تعتب علي زوجها، ولا ترميه بتهم هو بريء منها. نقطة ثانية؛ إن الأمومة تحتاج لملكات معينة حتى تؤدي علي خير وجه، فهي مثلا تحتاج إلي المتابعة في التفاصيل الدقيقة، فالوليد أو الصغير لا يغنيه أن يطمئن عليه اطمئنان إجمالي، أنه يحتاج إلي المتابعة والاطمئنان عليه في كل صغيرة وكبيرة فيما يتعلق بصحته ومأكله ومشربه وملبسه ونفسيته، إن الأم هي أول من يلحظ أن نشاط وليدها علي غير المعتاد، وأنه شاحب اللون، وإن به حرارة، وأن شيء ما يشغله، وأنه غير سعيد، أو أنه كذا وكذا، فالوليد أو الصغير في مراحله الأولي لا يستطيع أن يعبر عن نفسه إلا بالبكاء، والمرأة بفطرة الأمومة المجبولة عليها تستطيع أن تفك ألغاز بكائه بالتفصيل ، لأنها تعلم وتدرك معتادة وتلاحظ بمنتهي السهولة أي تغير يطرأ عليه، إنه تحت عينها باستمرار، مسلطه عليه كل حواسها، وهذا من رحمة الله تعالي بالوليد، إن كل ما تفعله المر أه من هذا المنوال في اتجاه وليدها، أمر بالطبع محمود، لها عليه من الله الثواب ومنا الشكر، ولكن الحذر كل الحذر – وهذا ما يقع فيه أغلبية إن لم يكن كل النساء، أن تتجه المرأة بهذا الأسلوب تجاه زوجها، أقصد أن تتابعه وتراقبه وتتدخل في شئونه تدخلا تفصيليا في كل صغيرة وكبيرة، ولأن ذلك يخنق الرجل ويشعره أنه مكبل، وأنه مفروض عليه الوصاية، وأنه حبيس ومسلوب الحرية، وهذا ما يدفعه للثورة علي زوجه عندما تحاول أن توجهه أو أن تأمره أو أن تملي عليه شيئا معينا، علي المرأة أن تفهم أن المتابعة التفصيلية والتدخل في كل شأن مجاله وليدها وليس زوجها، فزوجها يحتاج إلي شكل آخر من أشكال العلاقة التي يشعر بها بحريته وأنه ليس في مدرسة الناظرة فيها زوجه.، ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛


__________________________________________________ __________