عنوان الموضوع : ذكريات مدرسية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

ذكريات مدرسية



السلام عليكم

ذكريات مدرسية

يأبى القلم إلا أن ينسلَّ من غمده؛ ليحكي حديث ذكريات جميلة نُحِتَت في مدرسة 14 أكتوبر بغيل باوزير، لم تكن هذه الذكرى التي أسجلها الآن تخطر لي على بال، ولكن ذكرني بها موقف جعلني أرجع إلى الوراء سنوات، فتذكرت زملاء الدراسة بعد مضي سنوات عديدة، وبعدما توحدت مشاربهم، اختلفت اليوم طرقهم التي يسلكونها في هذه الحياة القصيرة.



لا أدري لماذا أحن إلى الذكريات، وخاصة ذكريات الصف الثامن؛ فهي تقع على الوتر الحساس؛ لعل كونها مرحلةَ تغيُّر من أكاديمية "مشي عمل" إلى الجد والاجتهاد؛ لبَدْء توسع مدارك العقل الإنساني في هذه السن.



نعود مجددًا:

أَحَبُّ فروع العربية إليَّ وأنا في الصف الثامن النصوص الأدبية، يليها بعد ذلك التعبير، ففي التعبير أدع الخيال يسبح يمينًا وشمالاً في موضوع مشتَّت الفكرة، وإن كان متسمًا بالوَحدة الموضوعية نوعًا ما.



وفي امتحان العربية كان آخر فقرة هي التعبير؛ حيث وضع الأستاذ ثلاثة خيارات، خيَّرنا في أن نكتب في أحدها، وكان الخيار الذي اخترته هو "كتابة قصة سمعتها في شريط أو قرأتها في كتاب".


جال الفكر في أنحاء الكرة الأرضية، وبعد وقت قصير، وَثَبت إلى العقل قصة سمعتها منذ أيام خلت، في شريط للشيخ عائض القرني، انسل اليراع من غمده وأخذ يسطر في أعلى الصفحة عنوانًا بارزًا: "فتح سمرقند"، انكببت بعدها على الورقة وأنا أسطر، وأسطر، والقصة ما زالت في جعبتها الكثير، فاضطررت إلى اختزالها، ولكنها برغم هذا أتت طويلة، رفعت بعدها سنان قلمي وقد أحسست بوخز ينتاب أصابع يدي، من جراء المعركة الطاحنة التي خاضها مع قصة ألف ليلة وليلة.



في يوم تسليم الأوراق تسلمت ورقتي وأنا فخور بها، واعتبرت نفسي حينها "مصطفى لطفي المنفلوطي"، وإن قللت من شأني اعتبرتها "كإحسان عبدالقدوس"، وارتسمت على شفتَيَّ ابتسامة اعتزاز، يوم رأيت على الورقة درجة 9 من 10.



استرقت النظر بعدها لزميلي، فلما رآني أعطاني الورقة، وللمصادفة كان اختياره نفس اختياري، فقد كتب قصة واقعية، لو حاول إحسان عبدالقدوس أن يأتي بمعشار ما كتب صديقي لما استطاع إلى ذلك سبيلاً، بعدها قرأت تعبيره الذي كان يتحدَّث فيه عن "سعد"، سعد هذا زميلي يجلس بجانبي تمامًا على الجهة الأخرى، يتَّسم بالسكوت الكثير، وإذا نطق أتى بالدواهي حسب تعبير صديقي الذي كان يتحدث عنه؛ حيث إنه ذهب إلى مزرعة "ذهبان" وسرق منها الرمان، وما اكتفى بذلك حتى أخذ معه في جيوبه ما يكفي لأيام أُخَر، صاغ قصة خرافية، جعل سعدًا مجرمها، وسعد منها بريء براءة الذئب من دم يوسف، تدرَّج في الحديث حتى وصل إلى عقدة القصة، فحلها بطريقة ينفطر لها القلب، فقد تعرض الزميل سعد للضرب المبرّح، حتى كاد يغمى عليه، وما اكتفى بذلك، بل صلب بعدها في نخل "ذهبان"؛ ليكون عبرة لمن تسوِّل له نفسه أن يفعل مثل فعله، لم يملك سعد حيلة للرد على هذه المعلّقة التي لم تترك له شيء من السباب إلا وصب عليه، وهو في كل ذلك ما زال ساكنًا، لا يأبه بما يجري حوله، واكتفى بنظرات زائغة وابتسامة ذابلة، كل ذلك يهون، ولكن الأدهى والأمر أني لما نظرت إلى أعلى الورقة، فرأيت فيها زميلي قد تحصل على 8 من 10، لم يفرق بينه وبيني إلا درجة واحدة، فقصة فتح سمرقند على يد المجاهد الجليل قتيبة بن مسلم الباهلي التي تستحق أن تكتب بالذهب لا بمائه، لا يفرق بينها وبين تعبير "سعد والنخلة" إلا درجة واحدة، فأحسست حينها بقُشَعْريرة تسري في جسدي، وابتسامة ذابلة أهديها لزميلي سعد؛ علّه يجد سلوة لذكره في التاريخ من أوسع أبوابه!

منقوووووووووووول


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================




__________________________________________________ __________

و فيك بااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارك الله


__________________________________________________ __________

انا داخلة الصف التاسع يعنى كنت فى الثامن و حقا السنة الى فاتت كانت اسعد ايام حياتى


__________________________________________________ __________

دمت بسعاده
شكراااااااااااااااا


__________________________________________________ __________

حلوووووو عاشت ايدج