عنوان الموضوع : خطــــــــــــــــــــــــر اللســــــــــــــــــــــــــان من الشريعة
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
خطــــــــــــــــــــــــر اللســــــــــــــــــــــــــان
[color=000000](( اللسان فضله وخطره ))
الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان ونهاه عن الكذب والغيبة والبهتان أحمده على ما أولاه من الفضل والإحسان وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الديّان وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المؤيد بالقران صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أما بعد
أيها الناس أتقوا الله تعالى القائل {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء وقال عليه الصلاة والسلام ( من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة )
عباد الله / اعلموا أنه ما من كلمةٍ تتكلمون بها إلا وهي مسجلةٌ عليكم كما قال تعالى{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}[/color] (18) سورة ق وقوله تعالى { سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ } (181) سورة آل عمران والكلام له ثلاث حالات :
الحالة الأولى / أن يكون في ذكر الله وما والاه فهذا يرفع صاحبه في الجنات 0
الحالة الثانية / أن يكون فيما يسخط الله كالغيبة والنميمة وقول الزور ونحوها فهذه تخفض صاحبها في الدركات 0
الحالة الثالثة / أن يكون من سائر الكلام المباح الذي لا أجر فيه ولا وزر فهذا وإن كان مباحاً شرعاً إلا أن أهله يتحسرون يوم القيامة على إضاعة أوقاتهم في مثل هذا الكلام وخاصةً أهل المجالس التي تبدأ وتنتهي ولم يذكر اسم الله فيها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا اسم الله تعالى فيه ولم يصلوا على نبيه إلا كان عليهم ترةً ) أي حسرةً وندامةً ولذا كان الصمت خير فقد قال عليه الصلاة والسلام ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ) قال الإمام النووي : اعلم أنه ينبغي على المكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة ومتى استوى الكلام وتركه فالسنة الإمساك عنه لأن الكلام المباح قد يجر إلى حرامٍ أو مكروه والسلامة لا يعدلها شيء اهـ 0 فالكلام خروجه سهل وعواقبه وخيمة فكم من كلمةٍ قتلت صاحبها في الدنيا فكيف بالآخرة قال تعالى {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ} (15) سورة النــور
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عملٍ يدخله الجدة ويباعده عن النار فذكر له النبي صلى الله عليه وسلم جملةً من فرائض الدين وأعمال البر ثم قال له ( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ) قال معاذ : بلى يا رسول الله ؟ فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه وقال ( كف عليك هذا ) فقال معاذ : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به يا رسول الله ؟ قال ( ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ) وعن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله حدثني بأمر اعتصم به قال ( قل ربي الله ثم استقم ) قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي قال فأخذ بلسان نفسه ثم قال هذا0 وذلك أن اللسان يخرج منه موبقاتٌ عظائم تهلك صاحبها منها :
1-القول على الله بغير علم قال تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (33) سورة الأعراف فرتب الله المحرمات حسب عظمها فبدأ بالأخف ثم الأعظم فالأعظم فبدأ بالفواحش وهي الزنا والربا ونحوها ثم الإثم والبغي وهو الظلم والفساد في الأرض وقتل الأنفس المعصومة وهذه الذنوب أعظم من الفواحش ثم ذكر الشرك وهو أعظم ثم ذكر القول عليه بلا علم فهو أعظم من الشرك حسب ترتيب الآية ، وما سبب خروج الخوارج واعتزال المعتزلة ورفض الرافضة وانحراف كثيرٍ من الطوائف إلا بسبب أولئك الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ويفتون الناس بأهوائهم وآرائهم 0
2-ومن آفات اللسان قول الزور قال تعالى { وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (30) سورة الحـج وقال تعالى {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} (72) سورة الفرقان وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قلنا بلى يا رسول الله ، قال ( الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس فقال ( ألا وقول الزور ) فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت 0
3-ومن آفات اللسان الغيبة قال تعالى { وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} (12) سورة الحجرات قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أتدرون ما الغيبة ) قالوا الله ورسوله أعلم قال ( ذكرك أخاك بما يكره ) قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال ( إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) 0
4-ومن آفات اللسان النميمة قال تعالى{هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ} (11) سورة القلم وقال عليه الصلاة والسلام ( لا يدخل الجنة نمام ) ومر بقبرين فقال ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير بلى إنه كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله )
5-ومن آفات اللسان الكذب فعن بن مسعودٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً ) وأخبر عليه الصلاة والسلام أن من صفات المنافق أنه ( إذا حدَّث كذب )
6-ومن آفات اللسان السباب والشتائم واللعن قال عليه الصلاة والسلام ( لعن المؤمن كقتله ) وقال عليه الصلاة والسلام ( إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يميناً وشمالاً فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لُعِن فإن كان أهلاً لذلك وإلا رجعت إلى قائلها )
فاحذروا عباد الله من خطر اللسان فقد روى بن حبان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتثبت فيها ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب) وفي رواية ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يرى بها بأسا يهوي بها في النار سبعين خريفا ) وكان السلف يعرفون قدر خطر اللسان فيمسكون ألسنتهم عن الخوض فيما لا فائدة فيه وقد دخل الفاروق يوماً على الصديق وإذا هو ممسكٌ بلسانه فقال ما هذا ؟ قال : هذا الذي أوردني المهالك وقال بن مسعود رضي الله عنه : ليس شيءٌ أحق بطول الحبس من اللسان 0
لكن اعلموا أن اللسان قد يكون سبباً لرفعة صاحبه إذا أطلقه فيما يرضي الله جل وعلا كذكر الله جل وعلا ودعاءه والدعوة إلى دينه وغير ذلك قال عليه الصلاة والسلام ( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ) وقال تعالى {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} (174) سورة آل عمران وبالجملة فاللسان سلاحٌ ذو حدين قال تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ(25) وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء(27)}سورة إبراهيم وهناك دعاء يقوله المسلم يغفر الله له فيه ما كان قاله في مجلسه فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من جلس مجلساً فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك ) رواه الترمذي والبيهقي في الدعوات الكبير وصححه الألباني في مشكاة المصابيح حديث رقم ( 2433 )
اللهم أجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين لك أواهين لك منيبين وأعذنا من شر أنفسنا والشياطين يا سميعاً قريباً من الداعين سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك 0
المصدر / الخطب الجوامع لكل قاريٍ وسامع
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
اللهم أجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين لك أواهين لك منيبين وأعذنا من شر أنفسنا والشياطين يا سميعاً قريباً من الداعين سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك 0
بارك الله فيكي اختي الفاضلة
موضوع عظيم تستحقي الشكر عليه
وان
يقييم
__________________________________________________ __________
جزاك الله ألف خير حبيبتي موضوع رائع أحسن تقييم
__________________________________________________ __________
![]()
__________________________________________________ __________
جزاك الله خير
__________________________________________________ __________
الله ييسر امرك ويسهل دربك
ويسعدك بالدنيا والاخره
دائما لك بصمه هنا وتميز
ابداع متواصل لاعدمناك
ولاحرمنا ابداعاتك يالغلا