عنوان الموضوع : رواية العاصفة (ويليام شكسبير)2
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر
رواية العاصفة (ويليام شكسبير)2
الخط الدرامى
العجوز بروسبيرو والحورية اريال وابنته ميراندا نائمة، لوحة لويليام هاميلتون
يبدأ الخط الدرامى عندما حدث ذات ليلة ان هبت على الجزيرة عاصفة شديدة. وسقط المطر الغزير، واشتدت الريح العاصفة، وملأ ضوء البرق وصوت الرعد الأرض والسماء، وأثارت الريح أمواجا عالية كالجبال، وأصبح صوت الريح وهدير الأمواج مخيفين مفزعين. وأطلت "ميرندا" من النافذة، وأصغت إلى صوت العاصفة الرهيب، ثم نظرت إلى البحر وصرخت قائلة : "أبى، هناك سفينة في البحر. إنها قريبة جدا من جزيرتنا. الريح تدفعها إلى شاطئنا، ستقذفها الأمواج فوق الصخور وتحطمها. وفى هدوء أجاب "بروسبرو" : لقد أثرت بسحرى هذه الأمواج. أنا الذي جعلت الريح تدفع هذه السفينة إلى الصخور. لقد سبق أن قصصت عليك ما فعله بى أخى "أنطونيو" بمساعدة حاكم "نابولى" إن أخى وحاكم نابولى فوق هذه السفينة. "صاحت "ميرندا" : "لكنهم سيموتون ! أرجوك يا أبى لا تدعهم يغرقون. " أجابها "بروسبرو" : "لاتخافى. لن أدعهم يموتون. لن يصيبهم أذى. " وقذفت الأمواج السفينة فوق صخور شاطئ الجزيرة المسحورة، فتحطمت. لكن "أنطونيو" وصل إلى الأرض سالماً. ووصل معه حاكم "نابولى". وكان (فرديناند)، ابن ملك "نابولى" في السفينة مع والده، ووصل هو أيضاً إلى الأرض سالماً. لكن "فرديناند" وصل إلى مكان يبعد كثيراً عن المكان الذي خرج فيه أبوه مع "أنطونيو". وهكذا ظن "فرديناند" أن والده حاكم "نابولى" قد مات غرقاً مع "أنطونيو" كما ظن حاكم "نابولى" مع "أنطونيو" أن "فرديناند" قد مات غرقاً. وكانت "ميرندا" تجلس أمام باب المنزل تتحدث مع والدها، عندما خرج من بين أشجار الغابات شاب وسيم.. فصرخت "ميرندا" : "انظر يا أبى.. هناك شيء يخرج من الغابة ويتجه نحونا. ما هذا الشئ ؟ هل هو حيوان أم جنى ؟ إن شكله لطيف جميل. كانت "ميرندا" طفلة صغيرة جداً عندما وضعها عمها "أنطونيو" في القارب مع والدها. لذلك لم يكن قد سبق لها أن شاهدت أى رجل ما عدا والدها. أجاب "برسبرو" : "إنه ليس وحشاً ولا جنياً. إنه رجل، وقد أحضرته بسحرى إلى هذا المكان " وسألت "ميرندا" : "ومن يكون هذا الرجل ؟ إنه لا يشبهك يا أبى.. إنه أكثر منك وسامة". أجاب "بروسبرو" : "إنه "فرديناند" ابن حاكم "نابولى" وقد أحضرته إلى هنا بسحرى، وسأحتفظ به معى حتى يموت. سأجعل منه خادما لى. لن أدعه يستريح. سيظل يعمل حتى يموت من التعب. إنه ابن رجل سيئ شرير". وعندما سمعت "ميرندا" هذا، حزنت جداً وأخذت تبكى. فقال والدها : "لا تبكى. لماذا تبكين من أجل ابن رجل سيئ ؟ " وطلب "بروسبرو" من "فرديناند" أن يقوم بقطع الأخشاب اللازمة لأشعال النار، بينما لم يسبق له أن أمسك فأساً، ولا يعرف كيف يقوم بتقطيع الأخشاب. لم يكن معتاداً على أداء الأعمال الشاقة أو المرهقة، لذلك سرعان ما أرهقه التعب، وأصيب في يديه بالجروح. وبعد أن أتم قطع كمية من الأخشاب، أمره "بروسبرو" أن يحمل كتل الخشب، ويضعها في المخزن داخل المنزل. وأخذ فرديناند يحمل كتل الخشب الثقيلة. ولم يكن قد اعتاد حمل أى شيء ثقيل، فشعلر بالإعياء والمرض. وخرجت "ميرندا" من المنزل، وشاهدت "فرديناند" يقوم بكل ذلك العمل الشاق. وأحست بما أصابه من إرهاق وتعب، فتألمت وسالت دموعها على خديها. وقامت تساعد "فرديناند" في حمل كتلة من الخشب فوق كتفيه. ثم أسرعت تجرى إلى والدها، وقالت له : "أنا أعرف أن والد هذا الفتى إنسان شرير، لكن "فرديناند" الابن ليس إنساناً شريراً. لست أجد فيه ما يجعلنى أعتبره سيئاً. أرجوك يا أبى لا تكن شديد القسوة عليه.. كن رحيما به ولا تؤاخذه بذنب فعله أبوه". لكن "بروسبرو" أجاب غاضباً : "لماذا تطلبين منى أن أرحمه ؟ ! لم يكن والده رحيماً بى ولا بك. دعيه يشتغل حتى يسقط ميتاً من التعب". ثم وصل بروسبرو قراءة كتاب السحر الذي كان بيده. وعادت "ميرندا" إلى "فرديناند"، وقالت له والدموع تملأ عينيها : "دعنى أساعدك. اقطع لى كتلة خشبية صغيرة، حتى أستطيع حملها إلى داخل المنزل". وهكذا طنت "ميرندا" أن والدها "بروسبرو" غاضب من "فرديناند"، وأنه لن يستجيب إلى توسلاتها... أما الحقيقة. فكانت شيئاً آخر !! لقد أرد "بروسبرو" أن تظن ميراندا أنه غاضب، لكن غضبه كان مجرد تظاهر وتمثيل. كان بروسبرو ينفذ خطة رسمها في ذهنه. كان قد دبر مجئ "أنطونيو" وحاكم "نابولى" وابنه إلى الجزيرة، لأمر ما في نفسه.... لكن.. لن نكشف الآن سر تدبيره... من بين الأمواج العالية، خرج "أنطونيو" وحاكم "نابولى" مبللين إلى الشاطئ، بعد أن تحطمت بهما السفينة. وعرف "بروسبرو" أنهم عدويه الذين قررا نفيه إلى الجزيرة، قد أصبحا تحت رحمته، فنادى "آريل" خادمه من الجن، وقال له : "آريل".. اذهب وابحث حتى تجد "أنطونيو" وحاكم نابولى. اجعلهما يضلان الطريق، ويسيران بغير توقف. ابعدهما عن أى ماء أو طعام. اجعل الهواء الساخن يهب عليهما، ثم سلط الريح الباردة لتجمدهما. عاقبهما بكل شيء مؤلم. لا تعطهما فرصة للراحة أو للتوقف. هيا اذهب، ونفذ ما أمرتك به في دقة ودون إهمال ". وذهب "آريل" ووجد "أنطونيو" وحاكم "نابولى". كان "أنطونيو" يقول للحاكم : "دعنا نتجول لنكتشف هذه الجزيرة، ونبحث عن ماء وطعام ". هنا أخذ "آريل" ينادى "أنطونيو" وحاكم "نابولى" وهما لايروه، لكنهما تبعا صوته... تبعاه بين أشجار الغابات، وفوق صخور الجبال، وخلال مياه الأنهار. وكانت حرارة الشمس شديدة، فأخذ هواء ساخن يلفح وجهيهما وجسديهما. ثم انقلب الهواء بارداً، وهبت عاصفة ثلجية جمدتهما. وأصابهما التعب والألم، ولم يعد في مقدورهما أن يواصلا السير، لكن "آريل" لم يسمح لهما بأية راحة، وظل يسوقهما أمامه دون توقف. وأخيراً، سقطا فوق الأرض. لم يعد في استطاعتهما أن يتقدما خطوة واحدة أخرى. لكن "آريل" جعلهما يشاهدان ماء وطعاماً شهياً، فأسرعا يجلسان حول الطعام، وهنا أسرع "آريل" فأبعد الطعام والشراب، فلم يجد الرجلان أمامهما شيئاً ! وأخيراً قال لهما "آريل" : "إنك "أنطونيو" أخو "بروسبرو". لقد خدعته واستوليت على الحكم بعد أن طردته من ميلانو. وأنت حاكم "نابولى" لقد ساعدت "أنطونيو" على طرد أخيه. هذه هي جزيرة بروسبرو السحرية، وأنا خادم "بروسبرو" المطيع. لقد أرسلنى لأقول لكما هذا، ولأجعلكما تتذكران ما فعلتماه معه ". أغلق "بروسبرو" كتابه الذي كان يقرأ فيه، واستدعى "آريل" وقال له ! "أحضر "أنطونيو" وحاكم "نابولى". لقد اكتمل تدبيرى ". ---------------------------------------------------------------------- اللغة من القوة والتماسك ما من شأنه خلق حالة من التوحد مع الحدث، والتأثير به، ومعايشته، وهذا شأن المسرح الدرامى، من حيث البناء يعتمد على عقدة، ويجعل المشاهد في صميم الأحداث، ويضاعف قابلية الجمهور للفعل، وهى في النهاية تجربة مثل كل التجارب، ولكنها تجربة أثرت في العالم المسرحى، والكتابة المسرحية، وخلدت اسم كاتبها إلى ما شاء الله !!
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________