عنوان الموضوع : طوق الانهزامية
مقدم من طرف منتديات نساء الجزائر

طوق الانهزامية



طوق الانهزامية



ضربت الانهزامية طوقها حول رقاب كثير من المسلمين... فترى بين حين وآخر ثلة تتخلى عن بعض معتقدات دينها الأساسية إذا لاح لهم أجنبي أو حلوا بدار غير دارهم.. والبعض يميع منهجه، ويهمش عقيدته، ويتوارى خجلاً عن إعلان دينه في وسط مجتمع مسلم فاسق.

أما التلقي لما هو قادم من فكر وتشبه وشهوات وما يتبعها من موضات وأزياء وقصات شعر مخالفة لهذا الدين فحدث عن البحر ولا حرج... وهي من أوضح علامات الانهزام والتبعية.

وندر أن تجد من يعلن صراحة عن مقومات دينه، ويدافع عنها في تلك الأجواء الفاسدة... وسبب ذلك تراكمات من ضعف الإيمان والخور في الأنفس التي تورد صاحبها المهالك.. وما عنَّ وظهر مرادفًا للأزياء والقصات وانحلال الفكر وبث كثير من الشبه: مجالس الاستهزاء بالدين وأهله وهي وليدة الخواء، وابنة النفاق وطريق الكفر الذي يزرع في كل قلب فاسد، ويسقيه الادعاء الكاذب والتحرر المزعوم بماء آسن.. وهناك مجالس يتوسطها الشيطان برايته، فلا يحلو فيها الحديث ولا يطيب إلا بذكر علماء الدين وشباب الاستقامة، والغمز واللمز بهم وتصيد أخطائهم - إن وجدت - وتجد فيهم من يرد على عالم مجتهد في أمر من الأمور وهو لا يحسن الصلاة، ولا يشهدها مع جماعة المسلمين في المساجد... بل لو سألته عن أسهل الأمور الشرعية التي يحتاجها في يومه وليلته لما عرفها ومع ذلك يتشدق بالكلام، وليّ الرأس، وتحريك اليدين، ولوم العالم الشيخ... كيف أفتى بهذا؟1 وكيف وقع في هذا القول؟!

والعجب عدم إنكار الحاضرين ورد الضالين ولكن النفوس انهزمت والأفواه انكفأت ونسي الكثير قول الله - عز وجل-: ﴿إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِر ِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا﴾ [النساء: 140].

وقد جمع الله - عز وجل - في الآية بين المتحدث والسامع المنصت!

ونتيجة لهذا السكوت تطاولت الألسن وكثرت مجالس السوء.. وتمتد الأيدي تشير إلى صحابي جليل يتنقص قدره ويؤخذ من عرضه ولا تجد من يقول لذلك المتحدث: قف فلست كفئًا لغبار قدمه! وقس على ذلك من يتهكم على أمر تعدد الزوجات وصعوبة الحجاب وكثرة الحوادث من جرائه وقد أخذت اللحية والثوب القصير أيضًا حقها من التنقص والازدراء وهي سنة محمد صلى الله عليه وسلم وتطلق لذلك نكت باردة سمجة... ومن أراد أن ينجو بنفسه من تلك المجالس فليرجع إلى تفسير الآية أعلاه ويعلم أنه شريك في الإثم وأن قدمه قاربت الهاوية أو سقطت في الردة -والعياذ بالله-.



طوق النجاة:

* قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الاستهزاء بالله وآياته ورسوله كفرٌ يكفر صاحبه بعد إيمانه.

* قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله-: «.. ومن الناس ديدنه تتبع أهل العلم لقيهم أو لم يلقهم مثل قوله: المطاوعة كذا وكذا، فهذا يخشى أن يكون مرتدًا ولا ينقم عليهم إلا أنهم أهل الطاعة..».

* في جواب اللجنة الدائمة للإفتاء على من قال الآخر: (يا لحية) مستهزئًا، قالت اللجنة: أن الاستهزاء باللحية منكر عظيم، فإن قصد القارئ بقول (يا لحية) السخرية فذلك كفر([1]).



* * *





([1]) نشرت في مجلة الدعوة الأسرة العدد (63) جمادى الأولى 1419هـ.

بقلم الشيخ| عبدالملك القاسم سدده الله تعالى.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================


بارك الله فيكي اختي على الطرح المفيد


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________