نبحث عنها ..
نراقب بكثب من نظنه يعيشها ..
نحاول بجد محاكاة حياته لعلنا نشعر بها ..
ننشغل بأحوال الاخرين عن احوالنا ..
هي مطلب الجميع بل هدفهم ..
من أجلها نجمع الاموال ، وبحثًا عنها نطلب الاحباب ..
لكنها عجيبة غريبة ، فهي في مكان حصين ، والوصول الى اعلا درجاتها يحتاج قلبًا سليم ، وروحًا للمعالي تسير ..
هي حلم الفقراء ، وامنية الاغنياء ، ورفيقة الاتقياء الانقياء ..
انها السعادة ..!!
السعادة امل ، السعادة غاية ، السعادة هدف ..
لكنها ليست بكثرة الاموال ، وليست بمجارة ذوي السلطة والاثرياء ..
ليست بالبحث عما في ايدي الاخرين ، وليست بكثرة الاطعمة والحلي والجواهر ..
هي جوهرة القلوب المفقودة ، من استطاع رؤية طريقها ، وأحسن السير بخُطًا ثابتة إليها ، سيصل حتمًا وينعم بقربها ..
من يظن السعادة في سفر وسياحة ، ينظر إلى اؤلئك الذين ذهبوا ولم يعودوا !!
من يظن السعادة في الثراء ، ينظر لمن افنى حياته يجمع الاموال ثم رحل وترك خلفه ورثة افنوا ما جمعه ..
من يظن السعادة في الشهرة ، فأين المشاهير ، منهم من انتحر ، ومنهم من قُتل ، ومنهم من اصابه الجنون ..
السعادة في قلب مطمئن ، وروح الى الرحمن تتوق ، و امنيات للاستزادت من دار الفناء ما يزيدها لله قربى ..
يامن تبكي فقرك ، وتسب من سلب منك قوتك ، قف وانظر الى من لا وطن له ولا مأوى ..
يامن تحسد غنيًا على حطام دنيا اذهب وانظر هل يعرف للنوم مذاقًا ..
بحثت في كل الوجوه فما وجدتها الا في وجوه الاتقياء ، بحثت عنها في عيون الاثرياء ، فلم اجدها ..
استعمت لمن يجدون في هذه الدنيا ما يتمنونه ، وجدتهم لا يرونها بل يظنون انها لازالت صعبة فلم تتحق كل امنياتهم ..
ايقنت بعد تفكير طويل وبحث عميق ، ان السعادة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
فرفعت كفي ادعوه وحده جل جلاله : أن يعلمني ما ينفعني وأن ينفعني بما علمني وأن ينفع بي الاسلام والمسلين ..
هذا فقط ما سيجلب لي بحول ربي وقوته سعادة القلب وافراح الروح ، والنجاة في الدنيا والاخرة ..
لهذا لن ابحث عن اوهام السعادة ، فحقيقتها شيء مختلف تمامًا ..
فهي تكاد تنطق : ابحث عني في قلب رضي وسلم واجتهد ليرضي ربه جل في علاه ...
------
بقلمي / نظرة حياء
