في الأعماقِ شوقٌ دفين ... يتسربُ احيانا في غفلةٍ مني
يبصرُ النورَ فيشعرُ بالحنين ... يعطيه نورُ الشمسِ قوة فلا يلين
كان ذاك الشوقُ قاسٍ ... يبكيني يدميني ويحيلُ أنفاسي أنين
يجلدُ الروحَ ... يرهقُ الوجدان ... ويخنقُ في الزهر عطرَ الياسمين
وفي ذات صباحٍ .. وفي غفلةٍ منه !!!
ألقيتُ القبضَ عليه وهو يحاولُ أن يغادرَ وَكرَهُ
كبّلتُ يديه ... كمّمت عينيه ... ورميتُهُ في قاعٍ سحيق
وارتحتُ بعد ذلك من غزواته ... أو على الاقل ظننتُ ذلك!!
فبعد أيامٍ ... وجدتُني ... أشتاق الأنين!!
ثم للشوقِ نفسُه ... بدأتُ أشعرُ .. بالحنين!!
للشوق ... كان الشوقُ أقسى من هجماتِ الشوق عبر السنين
فما كان مني إلا أن فككتُ قيودَ شوقي ... وأطلقتُه حراً كما يريد
ضحكَ الشوقُ طويلاً ... ثم انصرف!!
والغريب ... أنه صار يأتي لزيارتي بكلِ ودٍ ... ناثراً أزكى العطور
أصبح الشوقُ صديقي... كلما مرَّ بداري ... يغرسُ فيه الأمل
